[١٣] واستدلّوا على قولهم بما روت عائشة -رَضِيَ الله عَنْهَا-: (أنّ النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- قال: عشر من الفطرة: قصّ الشّارب، وإعفاء اللّحية، والسّواك، والمضمضة، والاستنشاق، وقصّ الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء). [١٤] سُئل إمام دار الهجرة الإمام مالك عن إطالة اللّحية فكره ذلك، ممّا يعني أنّ المُستَحبّ عنده توضيبها وتقصيرها. الفطرة - ويكي شيعة. [١٥] الاستحداد وهو قيام الإنسان -ذكراً كان أم أنثى- بإزالة الشعر الذي ينبت حول الفرج، والذي يُسمّى بشعر العانة ، ويُقصَد بذلك النّظافة كي لا تلتصق الأوساخ والبكتيريا والفطريات في تلك المنطقة، فتُسبّب الأمراض والأوبئة. [١٦] ويُسن حلق العانة كلّ أسبوع مرّةً، وأفضل ذلك أن تكون يوم الجمعة حين الاغتسال للصّلاة؛ لما في يوم الجمعة من اجتماعٍ للناس في الصّلاة، ولا ينبغي أن يتأخّر في حلقها عن أربعين يوماً في الأكثر. [١٧] نتف الإبط هو إزالة الشعر النابت تحت الإبط إمّا بالنتف أو الحلق، فهذا الشعر يجمع العرق والأوساخ والبكتيريا النّاتجة عنه، ممّا يُسبّب الروائح الكريهة التي تَنفر الناس من حاملها، وانتشار الأمراض وشيوعها، ويُسَنّ أن ينتف الإبط كل أسبوع، ولا يُفضّل تأخير ذلك عن أربعين يوماً بالحد الأقصى.
[٢] إن إهمال الإنسان لجسده وملابسه سبباً في بعد الناس عنه، مما يُظهره بصورةٍ سيئةٍ عند الآخرين، والمتأمّل في الحديث يُدرك أن العناية المطلوبة تكامليّة لا تقتصر على عضوٍ دون آخرٍ، فمن الاهتمام بالشارب واللحية، إلى العناية بالفم والأسنان باستخدام السواك ، ونتف الإبط وحلق العانة والاستنجاء، يُظهر لنا أهميّة ذلك، [٢] أمَّا عن هذه السنن بالتفصيل فهي [٣]: قصّ الشارب: ولا خلاف بأنَّ قص الشارب من السنة. إعفاء اللحية: وهو من خصال الفطرة التي دعا إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث. استخدام السواك: والسواك أي الآلة التي يُستاك بها. ما صحة حديث: «كل مولود يولد على الفطرة» ومعناه؟. غسل البراجم: والبراجم هي رؤوس السلاميات، وقد اتفق العلماء على استحباب غسلها. نتف الإبط: وقد اتفق العلماء على أنَّه من السنة، والنتف مستحبّ مع جواز الحلق، والمقصود به تحقيق النظافة. الختان: وقد اختلف الفقهاء في حكم الختان ، فذهب الحنفية والمالكية وفي روايةٍ عن الإمام أحمد أنَّه سنة، وذهب الشافعية والحنابلة إلى أنَّه واجب. تقليم الأظافر: أجمع العلماء على أنَّه من السنن في حق الرجال والنساء، وسواء فيه الرجلان واليدان. حلق العانة: على أن يقوم المرء بحلقها بنفسه. المضمضة والاستنشاق.
تاريخ النشر: الأربعاء 14 محرم 1439 هـ - 4-10-2017 م التقييم: رقم الفتوى: 360664 39685 0 119 السؤال من المعلوم أن الإنسان ولد وفطرته على الإسلام. ولكن أتساءل: هل لو ترك طفل لحاله على وجه المثال ولم يقربه أحد، ولم يكلمه أحد، ولم يدخل عليه أحد. فهل عندما يكبر سيكون على الإسلام؟ أم ما هو قصد الحديث؟ وجزاكم الله خيرا. الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإنه قد اختلف في معنى الفطرة المذكورة في حديث: ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول أبو هريرة -رضي الله عنه- فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم. رواه البخاري و مسلم. يراجع في معنى الفطرة، الفتوى رقم: 26645. وعلى كل، فالمولود يبقى على تلك الفطرة التي ولد عليها لو سلم من بواعث الضلال، وشياطين الإنس والجن. قال ابن الأثير في النهاية: ومعنى الحديث: أن المولود يولد على نوع من الجبلة, وهي فطرة الله تعالى، وكونه متهيئا لقبول الحق طبعا وطوعا, لو خلته شياطين الإنس والجن وما يختار لم يختر غيرها, فضرب لذلك الجمعاء والجدعاء مثلا.
ويرجع الاصل في فطرتنا الانسانية على الاستقامة وليس الانحراف، والخير وليس الشر ،والاصلاح وليس الفساد، ولكن على حسب طبيعتنا ننشد ونتجه الى الشهوات او نبتعد عنها فالاختيار متروك لنا، فعلى كل حال يخالف الانحراف الفطرة والحدس ولكن لايستطيع مخالفة الارادة والطبيعية الانسانية.
قال الإمام مالك: حلق الشارب بدعة ظهرت في الناس.
وقد يراد بالفطرة جانب معين منها، وهو فطرية التدين، قال الفيروز آبادي: كلّ مولود يولدَ على الفِطْرة: أَى على الجبلَّة القابلة لدين الحقِّ. اهـ. وقال المناوي في التعاريف: الفطرة الجبلة المتهيئة لقبول الدين، كذا عبر ابن الكمال، وقال الراغب: هي ما ركب الله في الإنسان من قوته على معرفة الإيمان، وقال الشريف: الخلقة التي جبل عليها الإنسان. اهـ. وعلى ذلك، فكل مولود يخلق متهيئا لقبول الإسلام والحق، ومعلوم أن دين الأنبياء جميعا هو الإسلام، واختلافهم إنما هو في فروع الشرائع، قال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ {آل عمران:19}. والله أعلم.