إبهاج المؤمنين السؤال: ما سر تقديم مصير الكافرين وهم الذين اسودت وجوههم - والعياذ بالله - على مصير المؤمنين وهم الذين ابيضت وجوههم - جعلنا الله منهم -؟ الجواب: لأن المقام مقام تحذير من التشبه بهم، ولختم الكلام بحسن حال المؤمنين كما بدئ به صدر الآية، وهذا يسمى باللف والنشر غير المرتب، حيث بدئ في النشر بما يتصل بالمؤخر في اللف، وأخر ما يتصل بالمقدم فيه. وغرضه البلاغي في الآية إبهاج المؤمنين حين يرون حسن مصيرهم بعد معاينتهم سوء مصير الكافرين. السؤال: ما الغرض من الاستفهام في الآية الكريمة؟ الجواب: الإنكار والتوبيخ يوم القيامة لمن كفر بعد إيمانه. السؤال: ما الصورة البلاغية في قوله تعالى: (فذوقوا)؟ الجواب: استعارة تصريحية تبعية، شبه فيها اصطلاء الكافرين في النار بالتذوق بجامع شدة الإحساس بالأثر في كل منهما. واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا english. السؤال: لم عبر عن الجنة بالرحمة في قوله تعالى: "ففي رحمة الله هم فيها خالدون"؟ الجواب: للتنبيه على أن المؤمن إن استغرق عمره في طاعة الله تعالى فإنه لا يدخل الجنة بعمله بل برحمة الله كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل أحدكم الجنة بعمله. قيل: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته).
ولهذا اختلفت عبارات السلف في الاعتصام بحبل الله ، بعد إشارتهم كلهم إلى هذا المعنى. فقال ابن عباس: تمسكوا بدين الله. واعتصموا بحبل الله. وقال ابن مسعود: هو الجماعة ، وقال: عليكم بالجماعة ، فإنها حبل الله الذي أمر به ، وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة. وقال مجاهد وعطاء: بعهد الله ، وقال قتادة والسدي وكثير من أهل التفسير: هو القرآن ". ثم قال: " وأما الاعتصام به فهو التوكل عليه ، والامتناع به ، والاحتماء به ، وسؤاله أن يحمي العبد ويمنعه ، ويعصمه ويدفع عنه ، فإن ثمرة الاعتصام به هو الدفع عن العبد ، والله يدافع عن الذين آمنوا ، فيدفع عن عبده المؤمن إذا اعتصم به كل سبب يفضي به إلى العطب ، ويحميه منه ، فيدفع عنه الشبهات والشهوات ، وكيد عدوه الظاهر والباطن ، وشر نفسه ، ويدفع عنه موجب أسباب الشر بعد انعقادها ، بحسب قوة الاعتصام به وتمكنه ، فتفقد في حقه أسباب العطب ، فيدفع عنه موجباتها ومسبباتها ، ويدفع عنه قدره بقدره ، وإرادته بإرادته ، ويعيذه به منه "، انتهى من "مدارج السالكين" (1/ 457 - 460) بتصرف. وننصحك بالرجوع إلى هذه المادة: وإلى كتاب: الاعتصام بالكتاب والسنة.. أصل السعادة في الدنيا والآخرة ونجاة من مضلات الفتن، للشيخ د.
قال علي: التقوى: الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضى بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل. وقال ابن مسعود: حقيقة تقوى الله: أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر. وقال طلق بن حبيب: التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله. قال ابن القيم: وهذا من أحسن ما قيل في حد التقوى. وروي أن عمر بن الخطاب سأل أبي بن كعب عن التقوى؟ فقال: هل أخذت طريقاً ذا شوك؟ قال: نعم، قال: فما عملت؟ قال: تشمرت وحذرت، قال: فذاك التقوى. فضل الاعتصام بحبل الله جميعاً ووجوب التمسك به - ملتقى الخطباء. قال ابن المعتز: خل الذنوب صغيرها … وكبيرها فهو التقى كن مثل ماش فوق … أرض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرن صغيرة … إن الجبال من الحصى
ويعنون المنَّة لله ولرسوله علينا. فيا عباد الله عليكم بالتمسك بحبل الله المتين، والاجتماع على الدين، والسمع والطاعة لمن ولاه الله أمركم، إذا كان على الحق المبين. وبهذا تحصل السعادة في الدنيا و الآخرة للمسلمين. تذكروا نعمة الله واعترفوا بها واشكروها بطاعة من أولاها عليكم ظاهرة وباطنة، ومروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، تسلموا من عذاب الله وعقابه. واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يقول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال:62-63]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
والثاني: الاغتسال بالماء، وهو قوله تعالى: { فإذا تطهرن} أي: اغتسلن. فصار حصول هذين الشرطين هو الغاية، فلا بد من توفرهما معاً. وقد رجح الطبري و ابن العربي مذهب الجمهور في هذه المسألة؛ لأن الله تعالى قد علل ذلك بقوله: { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}، وظاهر اللفظ يدل على أن المراد به الطهارة الحسية، وهي الاغتسال بالماء. المسألة السابعة: اتفق العلماء على أن المرأة الحائض يحرم عليها الصلاة، والصيام، والطواف، ودخول المسجد، والاعتكاف فيه، ومسّ المصحف، وقراءة القرآن، ولا يحل لزوجها أن يجامعها حتى تطهر. وأجمعوا على أن الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة. وهذه الأحكام تعرف بالتفصيل من كتب الفقه. المسألة الثامنة: إذا رأت المرأة الدم لأقل من المدة التي قررها الفقهاء -وهي يوم وليلة عند الجمهور، وثلاثة أيام عند الحنفية- فهو دم استحاضة، لا يمنع من الصلاة إلا عند أول ظهوره؛ لأنه لا يُعلم مبلغ مدته. ثم على المرأة قضاء صلاة تلك الأوقات، وكذلك ما زاد على عشرة أيام عند الحنفية. وما زاد على خمسة عشر يوماً عند الجمهور فهو استحاضة. Pharmacia-1 — ويسألونك عن المحيض ... وقد قال جمهور أهل العلم: المستحاضة تصوم، وتصلي، وتطوف، وتقرأ القرآن، ويأتيها زوجها.
ويقول الدكتور البار متحدثاً عن الأذى الذي في المحيض: (( يُقذف الغشاء المبطن للرحم بأكمله أثناء الحيض، وبفحص دم الحيض تحت المجهر نجد بالإضافة إلى كرات الدم الحمراء والبيضاء قطعاً من الغشاء المبطن للرحم، ويكون الرحم متقرحاً نتيجة لذلك، تماماً كما يكون الجلد مسلوخاً، فهو معرض بسهولة لعدوان البكتيريا الكاسح، ومن المعلوم طبياً أن الدم هو خير بيئة لتكاثر الميكروبات ونموها، وتقل مقاومة الرحم للميكروبات الغازية نتيجة لذلك، ويصبح دخول الميكروبات الموجودة على سطح القضيب يشكل خطراً داهماً على الرحم. ومما يزيد الطين بلة أن مقاومة المهبل لغزو البكتيريا تكون في أدنى مستواها أثناء الحيض، إذ يقل إفراز المهبل للحامض الذي يقتل الميكروبات، ويصبح الإفراز أقل حموضة إن لم يكن قلوي التفاعل، كما تقل المواد المطهرة الموجودة بالمهبل أثناء الحيض إلى أدنى مستوى لها، وليس ذلك فحسب، ولكن جدار المهبل المكون من عدة طبقات من الخلايا يرق أثناء الحيض، ويصبح رقيقاً ومكوناً من طبقة من الخلايا بدلاً من الطبقات العديدة التي نراها في أوقات الطهر، وخاصة في وسط الدورة الشهرية حيث يستعد الجسم بأكمله للقاء الزوج. لهذا فإن إدخال القضيب إلى الفرج والمهبل في أثناء الحيض ليس إلا إدخالاً للميكروبات في وقت لا تستطيع فيه أجهزة الدفاع أن تقاوم، كما أن وجود الدم في المهبل والرحم يساعد على نمو تلك الميكروبات وتكاثرها.
- كانت اليهودُ ، إذا حاضت المرأةُ منهم ، لم يُؤاكِلوهنَّ ، ولا يُشارِبوهنَّ ، ولا يُجامِعوهنَّ في البيوتِ ، فسألوا النَّبيَّ ، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى الآيةَ فأمرهم رسولُ اللهِ أن يُؤاكلوهنَّ ، ويُشاربوهنَّ ، ويُجامعوهنَّ في البيوتِ ، وأن يصنعوا بهنَّ كلَّ شيءٍ ، ما خلا الجِماعَ. فقالت اليهودُ: ما يدعُ رسولُ اللهِ شيئًا من أمرِنا ، إلَّا خالفنا.
وقد تتضاعفُ أعراض الحيض فتصاب المرأة بمغص وصداع شديدين، وبحالة القيء المتكرِّر، وقد يؤدي بها الأمر إلى الإغماء نتيجة لشدة الألم. لذلك فمن الجدير اعتزال الحائض: من باب التخفيف عليها من هذه الآلام، هيّنها وشديدها، بل هناك قذارة الدم، ورداءة الموضع؛ مما يدعو الرجل المهذَّب إلى أن يكون عفيفًا، وألا يكون عبدًا للشهوة. هذا من ناحية الأذى الذي يلحق بالأنثى، أما من ناحية الأذى الذي يلحق بالرجل فنجد الآتي: أن المهبل نتيجة لوجود الدم به بكثرة: يعتبر مرتعًا خصبًا لتكاثر الميكروبات المرَضية بأنواعها المختلفة التي تصيب الرجل بالالتهابات في كلٍّ من جهازيه: البولي والتناسلي، فتمتد الجراثيم إلى داخل قناته البولية، وقد تمتد إلى المثانة والحالبين، كما قد ينتشر الالتهاب إلى غدة كوبر، والبروستاتا، والحويصلتين المنويتين، والخصيتين، والبرنج؛ مما يصيبه بآلام مبرحة، وقد تتضاعف هذه الأعراض، ويؤدي الأمر بالرجل إلى الضعف الجنسي، وإلى العقم. (ولقد علّقت لجنة الخبراء بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية عند تفسيرها لآية المحيض، والكشف عن حقيقة الأذى الذي أشارت إليه الآية، فقررت الآتي: بهامش ص 51 من المنتخب في تفسير القرآن ط سنة 1968م): وقد ثبت أن الاتصال الجنسي في زمن الحيض هو أن المهبل في أوقات الحيض يكون ميدانًا مفتوحًا لغزو أفراد من مختلف الجراثيم.