والمأمول من كل مسلم أن يجتهد في أن تكون معاملاته وفق شرع الله، وقصرها على البديل الإسلامي المتمثل في المضاربة وغيرها من المساهمات المباحة التي تعزز الاستثمار الحقيقي, وتساعد على تدويل المال بين الأغنياء والفقراء, واقتسام الربح والخسارة بين الجميع. اشتهر الامام البخاري بصفات خلقيه ما هي. عباد الله: لقد وجه الله عباده لتحري الحلال والبعد عن الحرام من أجل صلاح حالهم ومعاشهم، ودنياهم وآخرتهم، وعلى قدر تمسكهم بذلك، وحرصهم عليه ييسر الله لهم سبل الهداية والرشاد، ويتحقق لهم الخير العميم في العاجل والآجل. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين؛ فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}(المؤمنون: الآية 51)، وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}(البقرة: الآية 172)، ــ ثم ذكر ــ الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟! ). وفي هذا دلالة على أنه لا يقبل العمل ولا يزكو إلا بأكل الحلال، وأن أكل الحرام يفسد العمل ويمنع قبوله.
فعن ابن عباس: (خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعليه مِلْحَفَةٌ مُتَعَطِّفًا بهَا علَى مَنْكِبَيْهِ، وعليه عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ، حتَّى جَلَسَ علَى المِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ أيُّها النَّاسُ، فإنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ، وتَقِلُّ الأنْصَارُ حتَّى يَكونُوا كَالْمِلْحِ في الطَّعَامِ، فمَن ولِيَ مِنكُم أمْرًا يَضُرُّ فيه أحَدًا، أوْ يَنْفَعُهُ، فَلْيَقْبَلْ مِن مُحْسِنِهِمْ، ويَتَجَاوَزْ عن مُسِيئِهِمْ). [٥] [٦] إقامة الصلاة ذكرت بعض نساء النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أنَّه كان مِن آخر ما تكلَّم به وهو في مرض الموت الوصية بالصلاة، وقد وردت هذه الوصية من حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: (كان آخرُ كلامِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- الصلاةَ الصلاةَ! اتّقوا اللهَ فيما ملكت أيمانُكم).
وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً، أمراً بيناً، كتاب الله وسنّة نبيه. أيها الناس، اسمعوا قولي واعقلوه، تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم، وأن المسلمين إخوة، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه، فلا تظلمن أنفسكم؛ اللهم هل بلغت. فذكر لي أن الناس قالوا: اللهم نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم أشهد. إن المتأمل في هذه الخطبة الجامعة يجد منهجاً واضحاً للمشروع الحضاري للأمة الإسلامية العظيمة الذي يقوم على هدي كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم. فقد أكد صلى الله عليه وسلم على حفظ الضروريات الخمس: الدين والنفس والعقل والنسل والمال. خطبة نهاية العام الهجري مكتوبة - موقع محتويات. وأعلن تميز تلك الأمة الإسلامية واستقلالها دينياً وفكرياً وثقافياً في مفاصلة قاطعة مع أمر الجاهلية بإبطال نظمها وتشريعاتها وضلالاتها. والتخلص من أوزارها وأوضارها. وقد شدد صلى الله عليه وسلم على حرمة دم المسلم وأنها عند الله عزّ وجل وأعظم من حرمة الكعبة بل أكبر من زوال الدنيا، والتأكيد على الوعيد الشديد الذي توعد الله سبحانه وتعالى من يقدم على هذا الجرم العظيم في قوله تعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً}، وأن زوال الدنيا هينة عند الله عزّ وجلّ أمام دم المسلم يُقتل بغير حق، فقال صلى الله عليه وسلم: (قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا).
قالَ زُهَيْرٌ: يَنْصَرِفُونَ كُلَّ وَجْهٍ، وَلَمْ يَقُلْ: فِي" [3] ويُخفف الطواف عن الحائض، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنَّه قال: " أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَكونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بالبَيْتِ ، إلَّا أنَّهُ خُفِّفَ عَنِ المَرْأَةِ الحَائِضِ" [5] والله تعالى أعلم. [6] شاهد أيضًا: هل يجوز تأخير طواف الافاضة مع الوداع هل طواف الوداع من شروط صحة الحج إذا ترك المسلم طواف الوداع فإن هذا لا يبطل حجته وحجُّه صحيح ، ولكن هذا يوجب عليه الدم ويكون المسلم عاصيًا ، فقد عصى أمرًا صريحًا من أوامر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقد قال عليه الصلاة والسلام: " لا يَنْفِرَنَّ أَحَدٌ حتَّى يَكونَ آخِرُ عَهْدِهِ بالبَيْتِ"، لذا يجب على المسلم الحاج أن يؤدي هذا الطواف قبل خروجه من مكة، حتَّى يتم أجر وثواب الحجة، والله تعالى أعلم.
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد. فلا ترجعن بعدى كافراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه، ألا هل بلغت... اللهم فاشهد. أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت.... اللهم فاشهد قالوا نعم – قال فليبلغ الشاهد الغائب. أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر. من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل. والسلام عليكم. _______________________ * بسيوني، محمود شريف، الوثائق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، المجلد الثاني، دار الشروق، القاهرة، 2003. وقد نشرت هذه الوثيقة بتصريح من المعهد الدولي لحقوق الإنسان بجامعة دي بول شيكاغو. العودة للصفحة الرئيسية