كما لا يلزم من وجود منافقين في المدينة أن يكونوا قد تواجدوا في جيش الحديبية، فالعدد الوارد فيمن بايع لا يحيط بجميع المقاتلين من أهل المدينة، فالوارد في الصحيحين أنهم كانوا ألفا وأربعمائة كما سبق في حديث جابر ومعقل بن يسار، وغزوة الخندق التي وقعت قبل الحديبية شهدها حوالي ثلاثة آلاف مقاتل على قول جمهور أهل العلم. ثامنا: وهنا مربط الفرس: هل يوجد شاهد تاريخي حول وجود عبد الله بن أبي بن سلول يوم بيعة الرضوان؟ ونقول: شهود ابن سلول لبيعة الرضوان لا يثبت، ووجوده أصلا مع المسلمين في الحديبية يعتمد من يثبته على رواية تالفة الإسناد رواها الواقدي في مغازيه. قال الواقدي: حدثنا ابن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله عن أبي سلمة الحضرمي قال: سمعت أبا قتادة يقول: سمعت ابن أبي يقول ـ ونحن بالحديبية ومطرنا بها ـ فقال ابن أبي: هذا نوء الخريف مطرنا بالشَّعْرَى. اهـ. قال الدكتور حافظ بن محمد عبد الله الحكمي في رسالته: مرويات غزوة الحديبية جمع وتخريج ودراسة: هذا الحديث ضعيف جداً، فيه الواقدي، وفيه شيخه سبرة، يقول ابن حجر: رموه بالوضع. اهـ. فالرواية تالفة موضوعة ولله الحمد، وبذا تتآلف كل النقاط المذكورة من قبل. صورة منافق: عبدالله بن أبي بن سلول - جريدة زمان التركية. وختاما وبعد اتضاح الصورة وتنزلا للمجادلين فإننا نطالبهم بالتالي: - إثبات أن المنافقين قد بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على الموت في بيعة الرضوان.
فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: "بل نُحْسِنُ صحبته ونترفق به ما صحبنا، ولا يتحدث الناس أَن محمدًا يقتل أَصحابه ولكن بَرّ أَباك وأَحسِنْ صُحْبته". فلما مات أَبوه سأَل ابنُه عبدُ اللّه النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم ليصليَ عليه: أَخبرنا إِسماعيل بن علي وغير واحد قالوا بإِسنادهم إِلى أَبي عيسى الترمذي قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا عُبَيْد اللّه، أَخبرنا نافع، عن ابن عمر قال: "جاءَ عبد اللّه بن عبد اللّه بن أُبيِّ إِلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حين مات أَبوه، فقال: أَعطني قميصك أُكَفِّنْه فيه، وصَلِّ عليه، واستَغْفِرْ له. فأَعطاه قميصه وقال: "إِذا فرغتم فَآذِنُوني". فلما أَراد أَن يصلي عليه جذبه عمر وقال: أَليس قد نهى الله عز وجل أَن تصلي على المنافقين؟ فقال: "أَنا بين خِيَرَتَيْنِ": {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ}. عبد الله بن أبي بن سلول - المعرفة. فصلى عليه فأَنزل الله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة/84] فترك الصلاةَ عليهم (*). )) ((أَبوه "عبد اللّه بن أُبي" هو المعروف بابن سَلُول، وكانت سلول امرأَة من خُزَاعة، وهي أُم أُبيّ، وابنه عبد اللّه بن أُبَيّ هو رأْس المنافقين، وكان ابنه عبد اللّه بن عبد اللّه من فضلاء الصحابة وخيارهم، وكان اسمه الحُباب، وبه كان أَبوه يكنى أَبا الحُبَاب)) أسد الغابة.
موت عبد الله بن سلول اشتد المرض على عبد الله ابن سلول في آخر أيامه، وكان يعاني من الألم الشديد ومن سكرات الموت، وبالرغم من العداوة التي كان يظهرها للرسول صلى الله عليه وسلم ومواقفه السيئة مع الرسول وكل تلك المكائد التي فعلها للرسول والمسلمين إلا أن النبي كان دائماً يقوم بزيارته في وقت مرضه وكان يسأل عليه حتى توفى، وكان يقوم النبي بذلك حتى يرق قلبه ويندم على أفعاله لعل وعسى أن يموت على دين الإسلام ولكنه مات على الكفر. [2] تفاصيل آخر ليلة من حياة ابن سلول في آخر ليلة من حياة ابن سلول دخل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم لزيارته، طلب عبد الله بن سلول من النبي قميصه حتى يكون كفنًا له، ولم يتردد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في إعطاءه قميصه حيث تذكر يوم غزوة بدر حينما طلب النبي قميص ابن سلول ليعطيه لعمه عباس وذلك بسبب طوله الذي يتناسب مع طول عبد الله بن سلول وبالفعل لم يرفض، فرد له النبي نفس الموقف. وقال عمر رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم لا تعطي قميصك "الرجس النجس" فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قائلا "إن قميصي لا يغني عنه من الله شيئا فلعل الله يدخل به ألفًا في الإسلام وكان المنافقون لا يفارقون عبد الله"، وبعد موت ابن سلول آمن البعض بالله والرسول والإسلام والبعض الآخر ظل كافراً.
((عبد الله بن عبد الله الأنصاري: عبد الله بن عبد الله بن أبيّ بن سلول الأنصاريّ، من بني عوف بن الخزرج. وسلول امرأة من خُزَاعة هي أمّ أبيّ بن مالك بن الحارث بن عبيد بن سالم بن غَنْم بن عمرو بن الخزرج. وسالم بن غَنْم يعرف بالحُبْلَى، لِعِظم بطنه، ولبني الحبلى شرَفٌ في الأنصار، وكان اسمه الحباب، فسمّاه رسولُ صَلَّى الله عليه وسلم عبد الله)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((عبد الله بن عبد الله: بن أبيّ بن مالك بن الحارث بن مالك بن سالم بن غَنْم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. )) ((الحُبَاب: غير منسوب. )) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أخبرنا سليمان بن عبيد الله الرّقّيّ قال: أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن معمر بن راشد عن هشام بن عروة عن أبيه أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال لعبد الله بن عبد الله بن أُبَيّ بن سَلول، وكان اسمه حُباب، فقال: "أنت عبد الله فإنّ حُبَابًا اسم شيطان". (*) أخبرنا عبد الله بن نُمير قال: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أنّ رجلًا كان يسمّى الحُباب فسمّاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عبد الله، وقال: "إنّ الحُباب شيطان". (*) أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا أُسامة بن زيد الليثي عن أبي بكر بن محمّد بن عَمرو بن حَزْم قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "الحُباب شيطان".
الحق الرابع: إجابة الدعوة، فمن حق المسلم على أخيه إذا دعاه أن يجيبه. الحق الخامس: تشميت العاطس: ذلك أن العطاس نعمة من الله؛ لخروج هذه الريح المحتقنة في أجزاء بدن الإنسان، يسر الله لها منفذاً تخرج منه فيستريح العاطس، فشرع له أن يحمد الله على هذه النعمة، وشرع لأخيه أن يقول له: "يرحمك الله"، وأمره أن يجيبه بقوله: "يهديكم الله ويصلح بالكم"، فمن لم يحمد الله لم يستحق التشميت، ولا يلومن إلا نفسه. معاني الكلمات: حق المسلم الأمر الواجب المتعين. تشميت العاطس التشميت: الدعاء بالخير والبركة. عيادة المريض زيارته. المسلم الإسلام: وهو الاستسلام لله بشريعة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقط ظاهراً وباطناً. فوائد من الحديث: بيان حق المسلم على المسلم، فمنها: واجب، ومنها: مندوب، ويختلف ذلك باختلاف الأحوال والأشخاص. ردُّ السلام فرض عين إذا كان المُسلَّم عليه واحدًا، وفرض كفاية إذا كانوا جميعًا. حق المسلم على المسلم - الترتيب. عيادة المريض فرض كفاية. اتباع الجنازة فرض كفاية، وهو تشييعها من محلها أو محل الصلاة إلى مكان دفنها. إجابة الدعوة إلى وليمة العرس بشروطها المقررة في كتب الفقه واجبة، وفي سائر الولائم سنة مؤكدة. تشميت العاطس بعد أن يحمد الله، قال بعض العلماء: إنه واجب وجوباً عينياً إن لم يكن غيره، ووجوب كفاية على الجماعة، وقال آخرون: إنه مستحب.
حق المسلم على المسلم خمس - YouTube
والمريض الذي يعاد هو من لا يتمكن من الخروج أي هو الذي أقعده المرض أما من يخرج ويأتي ولا يعثره المرض عن مزاولة نشاطه المعتاد فهذا عيادته ليست كعيادة القاعد الذي حبسه مرضه وأقعده، وقد ورد في فضل عيادة المريض أحاديث كثيرة، منها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ» وهذا يدل على عظيم الأجر المرتب على العيادة ولكن ينبغي أن يتحلى بآداب العيادة وسيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله تعالى، فالمقصود ذكر الحق وهو عيادة المريض. ويتأكد هذا في دعوة العرس فقد قال بوجوبها الحنابلة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ، فَقَدْ عَصَى الله ورسوله». هذه خمسة حقوق ذكرها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على ذكره، وشكره، وحسن عبادته، ونستكمل الحديث عن بقية الحقوق في لقاء قادم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.