فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا" (صحيح مسلم). عدد الاحاديث التي روتها عائشة رضي الله عنها خاصة في شوال. كانت أول من أمن بالرسول الكريم ﷺ بعد أن أخبرها بالوحي الإلهي، وكانت أول من أدي الشعائر والعبادات الإسلامية مع رسول الله ﷺ، وبعد ذلك أصبحت خير معين ودعم لرسول الله في الجهر بالدعوة. [3] أم سلمة زوجة النبي هي من أشهر النساء في التاريخ الإسلامي، أسمها هند بنت أبي أمية ولقبها أم سلمة، تزوجها الرسول بعد وفاة زوجها بعد أن ردت عن خطبة أبو بكر وسيدنا عمر رضي الله عنهما، ورحبت بالزواج من النبي الكريم، أول من هاجر مع النبي من النساء كانت أم سلمة رضي الله عنها. كانت أخر زوجة توفت لرسول الله ﷺ، كان يلجأ لها الناس المختلفون في الآراء فقد لقبت بصاحبة الرأي الصائب، نقلت لنا عن رسول الله ﷺ ثلاثمائة وثمانية وسبعون حديثاً، كانت تحفظ كتاب الله القرآن الكريم كاملاً، وكانت فصيحة ولديها بلاغة وأيضاً متمكنة اللغة، بعد وفاة النبي الكريم كان يقصدها الناس للتعلم الدين فقد كانت تعلم الأحكام الشرعية، أيضاً كان البعض يقصدها لسماع الأحاديث النبوية. نساء خالدات في التاريخ الإسلامي المرأة الصالحة في الإسلام تعبد الله وتتقي نواهيه وتتبع أوامره، وتسعي في التعلم والتجارة، وأي أتجاه لا يختلف مع تعاليم الدين الإسلامي، أعز الإسلام النساء، فبكل بساطة تجد سير نساء رائدات في تاريخ الحضارة الإسلامية تنقل للعالم، ولم ينكر أحداً فضلهن مثل: فاطمة الفهري نسيبة بنت الحارث الأنصاري (أم عطية) رفيدة بنت سعد (رفيدة الاسلمية) السلطانة رازيا (راضية) زبيدة بنت أبي جعفر (زوجة هارون الرشيد) الملكة ضيفة خاتون حاكم حلب الملكة أمينة زينب الشهدا (أشهر خطاطة) سوتايتا آل مهمالي مريم الأسطرلابي (عالمة فلك) [4]
ثالثًا: كان لزواج رسول الله r دور كبير في نقل السُّنَّة؛ حيث كان لهُنَّ الفضل في نقل سُنَّة رسول اللهِ r في كل صغيرة وكبيرة من أمر حياته r، فهو القدوة والأسوة لكل المسلمين، كما أن السُّنَّة النبويَّة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع، وأُمَّهات المؤمنين مِنْ ألصق الناس وأقربهن لرسول الله r، فكُنَّ نَقَلَةً لكل قول أو فعل سمعْنَهُ أو رأيْنَهُ من رسول الله r؛ فوصل بذلك كثير من السُّنَّة لكافَّة المسلمين. وقد ذكر الرواة أن عدد الأحاديث التي روتها نساء النبي r جاوزت ثلاثة آلاف حديث، وأن صاحبة السهم الأكبر في رواية الحديث هي السيدة عائشة -رضي الله عنها- فقد روت ألفًا ومائتين وعشرة أحاديث، ثم تأتي بعدها أمُّ سلمة -رضي الله عنها- التي روت ثلاثمائة وسبعين وثمانية أحاديث، وباقي زوجات النبي r تتراوح أحاديثهن ما بين حديث إلى ستة وسبعين حديثًا، وقد امتدَّ عمرهن فترة طويلة بعد وفاة رسول الله r [3]. رابعًا: ولم يأخذ الزواج وقتًا كبيرًا من حياة رسول الله r، ولم ينشغل به عن أمور دولته، ولكم رأينا من ينشغل بزوج واحدة أو عشيقة عن أمور الدنيا والدين! عدد الاحاديث التي روتها عائشة رضي الله عنها سيجعلها أكثر عدوانية. ولكنه r لم يتأخَّر عن صلاة، ولم يتخلَّف عن جهاد، ولم يمتنع عن قضاء بين الناس، ولم يترك دعوة، ولا خطبة، ولا جنازة، ولا عيادة مريض.
كان لأمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها مكانةٌ مرموقة في الحديث، رواية ودراية، وقد شهد لها بذلك الصحابة والتابعون؛ فمن ذلك قول أبي موسى الأشعري: "ما أشكَل علينا أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط، فسألنا عائشة رضي الله عنها، إلا وجَدنا عندها منه علم" [1]. ويمكننا أن نلخِّص مكانتها العلميَّة فيما يلي: • عائشة رضي الله عنها من المُكثِرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء منهم: أنسٌ، وجابر، وابن عبَّاس، وابن عمر، وأبو هريرة، وعائشة. • وأما مركزها في مرويَّات الكتب الستة، فمرويَّاتها فيها تأتي في الدرجة الثانية بعد أبي هريرة رضي الله عنهما. كم عدد الأحاديث التي روتها عائشة رضي الله عنها - أجيب. "فمجموع أحاديث أبي هريرة في الكُتب الستة: (3370) ثلاثة آلاف وثلاثمائة وسبعون حديثًا. ومجموع مرويات عائشة رضي الله عنها (2081) ألفين وواحد وثمانين حديثًا" [2]. • مروياتها في الصحيحين: قال الذهبي رحمه الله: "اتفق البخاري ومسلم على مائة وأربعة وسبعين حديثًا، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين حديثًا، وانفرد مسلم بتسعة وستين حديثًا" [3]. أي: إن مجموع أحاديثها في الصحيحين: (299) مائتا حديث وتسعة وتسعون حديثًا. ولكنها امتازت عنهم بأن معظم الأحاديث التي روَتها قد تلقَّتها مباشرةً من النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن معظم الأحاديث التي روتها كانت تتضمَّن السُّنن الفعلية؛ ذلك أن الحُجرة المباركة أصبحت مدرسةَ الحديث الأولى، يقصدها أهل العلم لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم وتلقِّي السنة من السيدة عائشة - التي كانت أقربَ الناس إلى رسول الله - فعل ذلك الكثير من الصحابة والتابعين، فكانت لا تَبخل بعِلمها على أحد منهم؛ ولذلك كان عدد الرواة عنها كبيرًا.
نساء رائدات في الإسلام يتملك الإسلام عدد كبير من النساء البارزات المؤثرات في مجالات مختلفة، قائدات وقدوات للمسلمات، ونموذج للمرأة المسلمة معلن لكل العالم، فقد كان دور أشهر النساء في التاريخ الإسلامي لا يقتصر علي صورة معينة، فمنهم الصالحة العالمة والأم والزوجة الصالحة، والتاجرة والشاعرة والمجاهدة والفقيهة، يخبر كل نموذج عن دور المرأة المؤثر في المجتمع الإسلامي.