إنا خلقناهم مما يعلمون من ماء مهين كغيرهم, فلم يؤمنوا, فمن أين يتشرفون بدخول جنة النعيم؟ فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ ↓ فلا أقسم برب مشارق الشمس والكواكب ومغاربها, عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ↑ إنا لقادرون على أن نستبدل بهم قوما أفضل منهم وأطوع لله؟ وما أحد يسبقنا ويفوتنا ويعجزنا إذا أردنا أن نعيده. فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ↓ فاتركهم يخوضوا في باطلهم, ويلعبوا في دنياهم حتى يلاقوا يوم القيامة الذي يوعدون فيه بالعذاب, يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ ↓ يوم يخرجون من القبور مسرعين, كما كانوا في الدنيا يذهبون إلى آلهتهم التي اختلقوها للعبادة من دون الله, يهرولون ويسرعون, ذليلة أبصارهم منكسرة إلى الأرض, تغشاهم الحقارة والمهانة, ذلك هو اليوم الذي وعدوا به في الدنيا, وكانوا به يهزؤون ويكذبون. خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ↓
{ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا} أي: اصبر على دعوتك لقومك صبرا جميلا، لا تضجر فيه ولا ملل، بل استمر على أمر الله، وادع عباده إلى توحيده، ولا يمنعك عنهم ما ترى من عدم انقيادهم، وعدم رغبتهم، فإن في الصبر على ذلك خيرا كثيرا.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ( 31) فمن طلب لقضاء شهوته غير الزوجات والمملوكات, فأولئك هم المتجاوزون الحلال إلى الحرام. - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ( 32) والذين هم حافظون لأمانات الله, أمانات العباد, وحافظون لعهودهم مع الله تعالى ومع العباد, - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ( 33) والذين يؤدون شهاداتهم بالحق دون تغيير أو كتمان, - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ( 34) والذين يحافظون على أداء الصلاة ولا يخلون بشيء من واجباتها. - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - أُولَٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ ( 35) أولئك المتصفون بتلك الأوصاف الجليلة مستقرون في جنات النعيم, مكرمون فيها بكل أنواع التكريم.