وبعث الله على أبرهة داء في جسده، ورجعوا سراعا يتساقطون في كل بلد، وجعل أبرهة تتساقط أنامله، كلما سقطت أنملة أتبعها مِدَّة من قيح ودم، فانتهى إلى اليمن وهو مثل فرخ الطير فيمن بقي من أصحابه، ثم مات ". وقد ذكر ابن إسحاق أن عبد المطلب أخذ بحلقة الباب وجعل يقول: يا رب لا أرجو لهم سواكا يا رب فامنع منهم حماكا إن عدو البيت من عاداكا فامنعهمو أن يخربوا قواكا وفي قصة وحادثة الفيل بيان لشرف الكعبة وحفظ الله لها، فهي أول بيت وضع للناس، قال الله تعالى: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ} (آل عمران:96)، وكيف أن مشركي العرب كانت تعظمه وتقدسه، ولا يقدمون عليه شيئا، وتعود هذه المنزلة إلى بقايا ديانة إبراهيم وإسماعيل ـ عليهما الصلاة والسلام ـ. قصة اصحاب الفيل | هلاك ابرهة الاشرم الذي اراد هدم الكعبة فأهلكه الله مع جيشه! ..قصص القران الكريم - YouTube. وقد ظهر من هذه الحادثة: حسد النصارى وحقدهم على مكة، وعلى العرب الذين يعظمون هذا البيت، وعاقبة من يجتريء عليه. قال القاسمي في محاسن التفسير: " قال القاشاني: قصة أصحاب الفيل مشهورة وواقعتهم قريبة من عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وهي إحدى آيات قدرة الله، وأثر من سخطه على من اجترأ عليه بهتك حرمه ". وحادثة الفيل من دلائل نبوة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال الماوردي: " آيات الملك باهرة، وشواهد النبوة ظاهرة، تشهد مباديها بالعواقب، فلا يلتبس فيها كذب بصدق، ولا منتحل بحق, وبحسب قوتها وانتشارها يكون بشائرها وإنذارها، ولما دنا مولد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعاطرت آيات نبوته، وظهرت آيات بركته، فكان من أعظمها شأنًا وأشهرها عيانًا وبيانًا أصحاب الفيل ".
اللهم عليك بالظالمين، اللهم أهلكهم كما أهلكت أصحاب الفيل. اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد. حادثة الفيل وعلاقتها ببذل الأسباب الحمد لله رب العالمين، ناصر دينه، ومعز أولياءه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، نصر عبده وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، نصره ربه بالرعب، فما لقيه أحد إلا هابه، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر المرسلين. عباد الله! لا تعني حادثة الفيل أن يتعطل المسلمون عن فعل الأسباب المشروعة لمقارعة الباطل وأهله، فالقرآن واضح بالأخذ بالأسباب، قال الله عز وجل: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ [الأنفال:60]. قصة اصحاب الفيل مختصرة. ولكنها تؤكد عدم الاستسلام للباطل مهما انتفش أصحابه، وتؤكد عدم اليأس من نصر الله حين يستضعف المسلمون إذا ما صدقوا مع ربهم. كما تؤكد عدم الإحباط عند رؤية القوى الكبرى تبطش وتقهر، فربك للظالمين بالمرصاد، وهو يمهل ولا يهمل، وأخذه أليم شديد، وأمور الكون بيده، وهو واهب القوى، والقادر على نزعها لحكم قد يعلم البشر بعضها، وقد يخفى عليهم الكثير منها. من دلالات حادثة الفيل ومن دلالات حادثة أصحاب الفيل: أن الاعتقاد بتخليد قوة مهما بلغت وديمومتها ظن خاطئ يكذبه الواقع، وتشهد بخلافه سنة الكون، فأين عاد التي لم يخلق مثلها في البلاد؟ وأين ثمود الذين جابوا الصخر بالواد؟ وأين فرعون الذي قال: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي [القصص:38]، وقال: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى [النازعات:24]؟ وأين قارون الذي آتاه الله كنوزا عظيمة وقال: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي [القصص:78]؟ وأين أصحاب الحربين العالمية الأولى والثانية؟ وأين رءوس الشيوعية وقد أذن الله بسقوط دولتهم؟ كل هؤلاء أهلكوا وبادوا.
فهزمه أبرهة وأخذه أسيرا، فقال: أيها الملك استبقني خيرا لك، فاستبقاه وأوثقه.
فأعد جيشًا قويًا كثير العدد تتقدمه الأفيال، وسار نحو مكة ليهدم بيت العرب، ومع ما وجده من مقاومة من العرب إلا أنه غلبهم حتى وصل إلى مكة، فوصل إليها منتصرًا على كل من قاومه، فخضعت له قبائل العرب وأطاعوه، وكان له من يدله على الطريق إلى مكة حتى نزل بالمغمس بطريق الطائف. قصه اصحاب الفيل في القرآن. ولما استقر به وجيشه المقام بعث أبرهة رجلاً من جنده، فساق إليه أموال أهل تهامة من قريش وغيرهم، واستاق من بينها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم جد النبي رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو يومئذٍ صاحب سقاية الكعبة المشرفة، وشريف قومه، وسيد عشيرته، فهمّت قريش ومن معهم من أهل مكة بقتال أبرهة، ولكنهم رأوا أنهم لا طاقة لهم به، فاستكانوا لما نالهم من أبرهة، واحتملوا الضيم الذي لحقهم منه. وبينما هم في هذا الضيق والحزن وفد إليهم رجل من رجال أبرهة يسأل عن سيد مكة وسلطانها، فأتي به إلى عبد المطلب بن هاشم، فلما مثل بين يديه قال له: إن الملك يقول: إني لم آت لحربكم، وإنما جئت لهدم هذا البيت، فإن لم تعرضوا لنا دونه بحرب فلا حاجة لي في دمائكم، فإن هو لم يرد حربي فائتني به. قال له عبد المطلب: والله ما نريد حربه، وما لنا به طاقة، وانطلق مع الرجل إلى أبرهة ومعه بعض أبنائه وغيرهم من كبراء مكة وأصحاب الرأي فيها، حتى وصلوا إلى معسكره، فلما دخل عليه عبد المطلب وكان رجلاً جسيمًا وسيمًا تعلوه الهيبة والوقار، فلما رآه أبرهة أكرم وفادته وأجلسه جنبه، ثم أقبل عليه يستفسر عن طلباته، فطلب منه رد ما اغتصب جيوشه من إبله.
تؤكد حادثة الفيل أن القوة جميعاً لله، وأن قوى البشر مهما بلغت تتضاءل أمام قوة الله، كما تكشف الحادثة عن ضعف البشر مهما تجبروا وأتوا من قوة أمام قوة الله عز وجل. لقد أرعد وأزبد أبرهة وأقسم ليهدمن الكعبة، وليصرفن العرب في الحج إلى الكنيسة القليس التي بناها في صنعاء، وكتب إلى سيده في الحبشة يقول: إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم تبنى مثلها، ولست بمنتهٍ حتى أصرف إليها حج العرب.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم عليك بأعداء الدين، اللهم عليك باليهود الظالمين، والنصارى الحاقدين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم شتت شملهم، وفرق جمعهم، واجعل الدائرة عليهم. اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين في فلسطين، من كيد اليهود وبغيهم، اللهم ارحم ضعفهم، اللهم داو جريحهم، واشف مريضهم، وتقبل شهيدهم، يا أرحم الراحمين. قصه اصحاب الفيل كرتون. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجعلهم محكمين لكتابك، وسنة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد. اللهم اشف مرضى المسلمين، اللهم اجعل ما أصابهم كفارة لسيئاتهم، ورفعة لدرجاتهم، اللهم اغفر لموتى المسلمين، اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا ولا تجعلنا من القانطين، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق.