من المميزات للكتاب ما يورده على لسان بن غوريون وديان وموظفين كبار آخرين. مثلا بن غوريون يقول عن عبد الناصر: "ابن موظف بريد، قائد ثورة الضباط الأحرار، الذي يعتبر البطل الطبيعي للعالم العربي، صورته التي رسمت على مئات آلاف المطبوعات والملصقات في البيوت والدكاكين والأسواق، وفي كل أنحاء الشرق الأوسط. سيرة دافيد بن غوريون | 1xmatch. عرف عبد الناصر كيف يزعزع الغرب وكيف يستقطب العرب كونهم عانوا من الاستعمار الأوروبي عشرات السنين، وعلم عبد الناصر متى يتوقف وأين، وعرف كيف تعالج الأمور مانعاً بذلك انقطاع محتمل بالعلاقات مع أوروبا ومع العالم العربي". أورد هذا الاقتباس للدلالة على أن الخوف من جمال عبد الناصر، ليس لخطط يعدها لإبادة إسرائيل، أو لمنع النفط عن فرنسا وبريطانيا، إنما لأنه استقطب العالم العربي، ويعتبر البطل الحقيقي للعرب، وعرف كيف يزعزع الغرب، ويعرف متى يتوقف وأين، ويعرف كيف يعالج الأمور؟ ما الخطأ، أو ما الجريمة في هذه الصفات، التي كتبها رئيس حكومة إسرائيل الأول دافيد بن غوريون؟؟ جريمة ناصر كانت معارضته التخطيط الإسرائيلي المدعوم من الاستعمارين العجوزين، لإبقاء العالم العربي أسير التخلف والإحباط والجهل واستنزاف العقول العربية للغرب، وجعل الفقر من ثوابت الواقع الاجتماعي العربي.
واستنادا الى سجلات الكنيست الاسرائيلي, فإنه اثناء مناقشة مشروع القانون اصر زعيمهم الاكبر دافيد بن غوريون على اضافة فقرة ملحقة بالقانون تسمح للحكومة بعدم قبول اي شخص تشتبه انه "يسبب خطرا على الصحة العامة". وعندما قال احد الاعضاء بأن على "اسرائيل" من ناحية اخلاقية قبول جميع اليهود بدون استثناء, حتى المرضى منهم, رفض بن غوريون بشدة واكد على "النوعية" المطلوبة من المهاجرين اليهود. مدار - بن غوريون، ديفيد. أصر بن غوريون ان المهاجر المطلوب هو "مهاجر منتج" أي "القادر على المساهمة في مشروع بعث الدولة اليهودية". نجح بن غوريون في فرض رؤيته وبعد أن تم تمرير القانون بالصيغة التي ارادها, قدم شرحاً لموقفه فقال " عندما لا يكون اليهود في بلدٍ ما مهددين بالابادة, لا ينبغي على الدولة (اسرائيل) أن تقبل بقدوم المرضى وكبار السن. فقط في حالات خطر الابادة يمكن ان نسمح لهؤلاء بالهجرة". وفي تشرين ثاني 1951 اقرت الحكومة الاسرائيلية بالتعاون مع الوكالة اليهودية والحركة الصهيونية سياسة "المعايير" لاختيار المهاجرين اليهود القادمين اليها. ونص القرار على ما يلي: ان يكون 80% من المهاجرين من الشبان والشابات الرواد (العزّاب) او من المتزوجين من ذوي الحرف والمهرة (skilled) ممن اعمارهم دون الــ 35 عاماً, على ان يلتزموا كتابياً بالموافقة على العمل الزراعي لمدة سنتين على الاقل.
وخاض العدوان الثلاثي على مصر إلى جانب كل من بريطانيا وفرنسا. أما على الصعيد الداخلي فإنه أظهر اهتماما بالغاً في إزالة التنوع بين اليهود والسعي إلى خلق مجتمع موحّد الصفات والمكونات. ونادى بالحفاظ على الوضع القائم بين المتدينين والعلمانيين اليهود، وكان من بين المؤيدين لبقاء الحكم العسكري مفروضاً على العرب في اسرائيل. ونتيجة لتوالي الصراعات الداخلية في حزبه (مباي) خصوصاً اصطدامه مع القيادة القديمة للحزب ودعوته إلى إدخال دم جديد إليه بواسطة انضمام شباب فإنه استقال من الحكومة على خلفية (الأمر الفاضح)(القضية المشينة) أو قضية لافون. الفلسطينيون ليسوا في سديه بوكر.. ولكنهم في الخضيرة وفي بئر السبع وفي القدس. هذه القضية زعزعت مكانة بن غوريون في أوساط الشارع الاسرائيلي العام، وكذلك اسلوبه التقليدي أتعب الناس الذين أخذوا في البحث عن بديل. وبعد الانتصار الاسرائيلي في حرب 1967 دعا بن غوريون إلى هدم أسوار القدس وطالب بانسحاب القوات الاسرائيلية من الأراضي التي احتلتها، ولكنه بعد فترة أطلق تصريحات مناقضة. وانتخب للكنيست السابعة في القائمة الرسمية، ولكنه بعد سنة استقال وأعلن اعتزاله الأخير من الحياة السياسية. بن غوريون الذي أظهر قدرة تنظيمية كبيرة إلى جانب شخصيته الكارزماتية وقدرة على التحليل واتخاذ القرارات لم يأل جهداً في خوض نقاشات حادة للغاية مما سبب له عداوات داخل حزبه وخارجه ايضاً.
كان برانديز مهتمًا بالاقتراح ، لكن الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون لم يؤيده ، لأن الولايات المتحدة لم تقاتل مع تركيا. لكن من الجدير بالذكر أن مثل هذا الانفصال ، بعد عام ، تم إنشاؤه في القوات البريطانية. في ربيع عام 1918 ، أدى ديفيد بن غوريون البالغ من العمر 32 عامًا قسم الولاء لهذا البلد وغادر إلى معسكر عسكري كندي. لقد كان بالفعل سياسيًا معروفًا ومتحدثًا موهوبًا. في الصيف زار لندن ، وبعد أيام قليلة نُقل قسمه إلى مصر. مكث هنا ستة أيام فقط ، وبعد أن أصيب بعدوى انتهى به المطاف في المستشفى. هناك كان ينتظره خبر ولادة ابنته من زوجته. العودة الى فلسطين في منتصف الخريف جاء بن غوريون إلى فلسطين. لكن الحملة انتهت بالفعل وخضعت فلسطين للسيطرة البريطانية. العائلة: ديفيد وبولينا ، ابنة رينانا (بين ذراعيها) ، ابنة جيولا ، أفيغدور غرين - الأب وعاموس بن غوريون. أثناء وجوده في المستشفى ، قرأ بن غوريون مقال كاتسنلسون إلى الأمام إلى المستقبل ، الذي قال إن الدولة اليهودية سيُبنى من قبل مزارعين يهود. إنه يفهم أنه وجد شخصًا متشابهًا في التفكير. سرعان ما ذهب إلى لقاء مع كاتسنلسون ، الذي عرض عليه توحيد جميع الأحزاب في فلسطين.
ولهدف إسرائيلي عبر عنه بن غوريون احتلال سيناء التي تبشر بآبار نفط، واحتلال مضائق تيران، التي تعتبرها إسرائيل قناة السويس الخاصة بها واقامة مملكة اسرائيل، التي تعتبر سيناء جزءاً من فكرها التوراتي الغيبي والأسطوري، حيث تتحدث أساطير التوراة عن نزول التوراة على موسى في جبل سيناء، وهناك تلقى الوصايا العشر، وهي نسخة طبق الأصل من قوانين حمورابي، وبالتالي، كان يطمح بن غوريون الى تغيير خارطة الشرق الأوسط بما يتلاءم ورؤية إسرائيل السياسية والتوراتية ومصالح الاستعمارين البريطاني والفرنسي. ويذكر ان باحثين يهوديين هما اسرائيل فنكلشتاين، ونيل سيلبرمان، أصدرا دراسة مثيرة باللغة الانكليزية (THE BIBLE UNEARTTHED) ترجمت للعبرية (ראשית ישראל) وللعربية (التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها) تنسف الدراسة كل قصص التوراة، أي بما في ذلك كل ادعاءات الحركة الصهيونية حول الحق التاريخي بأرض فلسطين. قراءة كتاب د. الياس سليمان عن حرب السويس مثيرة للغاية، اشبه برواية مليئة بالمؤامرات وخطط الحرب. وكلما تقدمت بقراءة الوثائق التي يوردها الباحث أُصابُ بصدمة، لا شيء تغير من سياسة حكام إسرائيل. نفس العقلية تسود اليوم بل بشكل أكثر اتساعاً وأشد خطراً.
كل جيلي الذي جاء إلى "إسرائيل" لم يأتِ للاستمتاع بـ «تل أبيب»؛ لأنّ «تل أبيب» لم تكُن موجودةً إلا في المخيّلة. لم يأتِ «ستامبر» و«سالومون»، [4] للاستمتاع في «بتاح تكفا» لأنّها لم تكُن موجودة أيضاً إلّا في خيالهما. وهذا «الوجود الخيّالي» -وليس الموجود في الواقع- كان دافع جميع الطلائعيّين (ها حلوتسيم). إنه أيضاً الدافع لجميع المدافعين عنّا. الرجال الذين يقفون ليلة بعد ليلة للدفاع عن حيّ «هتكفا»، ليسوا هم الذين أسّسوا الحي ولم يبنوه، وهم يُدافعون عن الأمل، أكثر ممّا يدافعون عن حي «هتكفا». وأيضاً، فإنّ أهميّة وتاريخيّة النقب أكثر عمقاً من «تل أبيب». [5] يقال هنا إنّه يتعيّن على الخبراء تحديد طرق الحرب. بالطبع، نحن بحاجة إلى خبراء في مشروعنا الاستيطانيّ بأكمله. نحتاجهم في الزراعة والصناعة والتعليم وكذلك في الحرب. ولكن لن يقرر أيّ خبير ما الذي سنقاتل أو لا نقاتل من أجله، وأقول أيضاً وبدون تأتأة: لن يُحدّد أي خبير مسبقاً ما هي قدرتنا الحربيّة. هذه ليست قدرةً معيّنة ومحدّدة مسبقاً. هذه القدرة محدودة بلا شكّ، لكنّها زادت بشكلٍ كبير اعتماداً على الغرض من الحرب. ما نناضل من أجله هو ما يحدّد أبعاد القدرة.