"تفسير ابن كثير" (4 / 502) ومنها: التمسك بالسنة ، فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) رواه أبو داود (4607) وصححه الألباني في صحيح أبي داود. ومنها: كثرة ذكر الله. قال ابن عباس رضي الله عنه: " الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا سها ، وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس ". راجع: "تفسير الطبري" (24 / 709-710) النوع الثاني: وسائل تعصم من الوقوع في الفتن. منها: الصبر على أمر الله ، فروى أبو دود (4341) عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن من ورائكم أيام الصبر ، الصبر فيه مثل قبض على الجمر ، للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله) قيل: يا رسول الله أجر خمسين منهم ؟ قال: (أجر خمسين منكم). الثبات في زمن المتغيرات - ملتقى الخطباء. وصححه الألباني في "صحيح أبي داود". ومنها: الاستعاذة بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وفي حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه عند مسلم (2867) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه: (تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن) فقالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
عيسى ابن مريم: هو نبي الله ينزل من السماء بعد ظهور الدجال فيقتله، ويُهلك الله تعالى في زمنه كافة الأديان ولا يقبل إلا الإسلام ، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقضي على اليهودية والنصرانية والوثنية، ويدعو إلى الإسلام ويأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، ويحكم بشريعة نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليدخل الناس في دين الله من جديد [٢]. الثبات في زمن الفتن. يأجوج ومأجوج: هما قبيلتان من بني آدم أفسدوا في الأرض فبعث لهم الله تعالى ذي القرنين؛ فبنى سدًّا وحبسهم، وما زالوا يحفرونه ليخرجوا منه فلا يستطيعون حتى يأذن الله لهم بالخروج في آخر الزمان بعد مقتل الدجال على يد سيدنا عيسى ابن مريم، فيخرجون بأعداد لا تُعد ولا تُحصى يُفسدون الأرض ويشربون بحيرة طبريا، ولا يقدر أحد على مواجهتهم فيجتمع المسلمون مع سيدنا عيسى عليه السلام على جبل الطور، ويُرسل الله ليأجوج ومأجوج دودًا يأكل أعناقهم وطيورًا ترمي أجسادهم في البحر ثم يُمطر الله تعالى السماء لتغسل الأرض وتُطهّرها منهم [٦]. الدابة: مخلوق عظيم من خلق الله تخرج عند فساد الناس لتكلمهم وتعظهم، وهي عاقلة ناطقة تضع علامةً على وجوه الناس ليُعرف المؤمن من الكافر [٦]. طلوع الشمس من المغرب: فتغيب الشمس كاملةً لمدة ثلاثة أيام قبل طلوعها من المغرب، وتُرفع الأعمال إلى الله ويُغلق باب التوبة [٢].
نعم.. إن من أعظم خصال المسلم الحق وأجلّ مميزاته الاستقامة بعد الإيمان دون أي تذبذب فيه أو انحراف عنه لشبهة عارضة أو شهوة جامحة أو فتنة شائعة، فإن التذبذب بين الحق والباطل وترك السنة الثابتة بعد التخلق بها ليس من شأن أهل الإيمان، بل هو من شأن أهل التناقص يبن الأقوال والأعمال، والتقلب في المسلك في سائر الأحوال، قال تعالى( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالاْخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ).
ومن الفتن العظيمة التي حذرنا منها النبي ﷺ، وقد زلَّتْ بكثير من الناس فتنة النساء، قال النبي ﷺ ( مَا تَرَكْتُ بَعْدِى فِي النَّاسِ فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ) فاختلاطهن بالرجال من أعظم الفتن ولا ريب، فإنَّ تمكينَ النساءِ من الاختلاطِ بالرجالِ أصلُ كلِّ بليةٍ وشرٍّ، وهو أعظمُ أسبابِ نزولِ العقوباتِ العامة. يا أُمَّةَ مُحمَّدٍ... آنَ لِلمُنكَرَاتِ أنْ تُنكَرَ، آنَ لِقنَواتِ الخِزيِ التي تُدعمُ بأموالِنا أنْ تُمنَعَ وتُكسَر، آنَ لِصُرُوحِ الرِّبا أنْ تُهجَرَ، آنَ لِلمَعرُوفِ أنْ يَظهَرَ، ولِلمُنكَرِ أنْ يَخْسَأَ ويَخْسَرَ، أَمَا آنَ لِلمرأةَ أن تُكرَّمَ وعن أيدِ الِّلئَامِ أنْ تُبعدَ. يا مُسلِمونَ: آنَ لِبلادِ الإِسلامِ أنْ تَتَطَهَّرَ، وَلِدِينِ اللهِ أنْ يُنصَرَ، آنَ لأُمَّةِ مُحمَّدٍ أنْ تَتَذكَّرَ قَولَ النَّبِيِّ الأعظَمِ( مَنْ التَمَسَ رِضَا اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وأَرضَى عَنهُ النَّاسَ، وَمَنْ التَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسخَطِ اللهِ سَخِطَ اللهُ عَنهُ وَأَسخَطَ عليهِ النَّاسَ). إن على الأُمَّةِ في هذا الوَقتِ بالذَّاتِ، أنْ تَحذَرَ من كُلَّ نَاعِقٍ وَمُنافِقٍ ممَّن لا تُؤمَنُ غَوَائِلَهُم، ولا تَقِفُ مَكَائِدَهُم، يَستَغِلُّونَ الأحدَاثَ الرَّاهِنةَ بالطَّعنِ في الدِّينِ، والحطِّ من المُتدَيِّنِنَ ويَسعَونَ إلى تَغرِيبِ الأُمَّةِ وتَخريبِها، وَزَرْعِ بُذُورِ الفُرقَةِ بَينَها!
خصائص فتن آخر الزمان وردت في السنة النبوية عدّة أحاديث تُبيّن خصائص فتن آخر الزمان ومن هذه الخصائص ما يأتي [١]: أنها كثيرة ومتعددة؛ لذلك فهي تنال من جميع نواحي الحياة كأن يُفتن العقل بالجهل، وتُدمّر الأرض بالزلازل ، كما تتفرّق الوحدة وتُنزع البركة. أنها متتالية ومتعاظمة؛ أي إن التالية تكون أعظم من سابقتها، وتحدث حدوثًا متتابعًا لا تكون بينها فترات متباعدة. أنها ملتبسة كالليل والظلام، فلا يستطيع المسلم فيها تفريق الحق من الباطل. أنها مهلكة؛ إذ تُهلك دين المرء ليُصبح كافرًا، كما أنها مؤذية ولا تضرّ الظالمين وحدهم بل تُصيب الصالحين أيضًا. أنها تُفرّق الجماعات وتُحدث الخوف بعد الأمن، والضعف بعد القوة والاضطراب بعد السكينة. أنها تُميّز المؤمن القوي عن المؤمن الضعيف؛ فتزيد المؤمن إيمانًا وتزيد الضعيف ضعفًا. اشراط الساعة إن علامات الساعة وأشراطها كثيرة ومتعددة وقد صُنفّت لعلامات صُغرى وعلامات كُبرى ومنها ما بين ذلك، ومن هذه العلامات ما يأتي [٢] [٣]: علامات الساعة الصغرى العقوق والجفاء للوالدين ، فيُعامل الابن أمه كأنه سيّد لها؛ أي تلد الأم ربّتها. تطاول رعاة الشاة الحفاة العراة في البنيان. طلب الرأي من غير المؤهلين للإجابة، وإسناد الأمر لغير أهله.
وهنالك وسائل مهمة تعين المسلم على الثبات على الحق، وقد ذكرنا جملة منها بالفتوى رقم: 1208 ، والفتوى رقم: 10800 راجعهما. ولا بد من التنبيه على أن وجود المسلم في بلد غير مسلم يعرضه لكثير من المخاطر والفتن، فالسلامة كل السلامة في الإقامة في بلد مسلم يستطيع أن يحفظ فيه دينه، ويعبد ربه من غير حرج يلحقه في ذلك. فلا ينبغي للمسلم الإقامة هنالك لغير ضرورة أو حاجة معتبرة شرعا، بل من كان يخشى على نفسه الفتنة تجب عليه الهجرة. وراجع الفتوى رقم: 108355. والله أعلم.