الشيخ الشعراوي | تفسير سورة الممتحنة، (آية ٧-١٣) - YouTube
إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء) أي: لو قدروا عليكم لما اتقوا فيكم من أذى ينالونكم به بالمقال والفعال. ( وودوا لو تكفرون) أي: ويحرصون على ألا تنالوا خيرا ، فهم عداوتهم لكم كامنة وظاهرة ، فكيف توالون مثل هؤلاء ؟ وهذا تهييج على عداوتهم أيضا.
ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ. ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة بالإشارة إلى الحكمة من البعث والجزاء، وببيان جانب من مظاهر قدرته فقال: أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الممتحنة - الآية 2. والاستفهام للإنكار كما قال في قوله- تعالى- قبل ذلك: أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ. و «سدى» - بضم السين مع القصر- بمعنى مهمل. يقال: إبل سدّى، أى: مهملة ليس لها راع يحميها.. وهو حال من فاعل «يترك». أى: أيظن هذا الإنسان الذي أنكر البعث والجزاء، أن نتركه هكذا مهملا، فلا نجازيه (١) تفسير القرطبي ج ١٩ ص ١١٤.
{ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ} عن تقصيرهن، وتطييبا لخواطرهن، { إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ} أي: كثير المغفرة للعاصين، والإحسان إلى المذنبين التائبين، { رَحِيمٌ} وسعت رحمته كل شيء، وعم إحسانه البرايا.
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ۚ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6) ثم قال تعالى: ( لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) وهذا تأكيد لما تقدم ومستثنى منه ما تقدم أيضا لأن هذه الأسوة المثبتة ها هنا هي الأولى بعينها. وقوله: ( لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) تهييج إلى ذلك كل مقر بالله والمعاد. تفسير اطفالنا سورة الممتحنة. وقوله: ( ومن يتول) أي: عما أمر الله به ، ( فإن الله هو الغني الحميد) كقوله ( إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد) [ إبراهيم: 8]. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: ( الغني) الذي قد كمل في غناه ، وهو الله ، هذه صفته لا تنبغي إلا له ، ليس له كفء ، وليس كمثله شيء ، سبحان الله الواحد القهار. ) الحميد) المستحمد إلى خلقه ، أي: هو المحمود في جميع أفعاله وأقواله ، لا إله غيره ، ولا رب سواه.