أمْرُ اللهِ لِرَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم والمُسلمينَ؛ بِسَعةِ الصَّدرِ، والمُداومةِ على الدَّعوةِ، وتَحذيرُهم مِن مَداخِلِ الشَّيطانِ؛ بِمُراقبةِ اللهِ بذِكْرِه سِرًّا وجَهرًا، والإقبالِ على عبادَتِه. الحديثُ عن العهدِ الذي أخَذه الله على البشرِ؛ بأنْ يعبدُوه، ولا يُشْركوا به شيئًا، والحضُّ على التفكُّرِ والتدبُّر في ملكوتِ السمواتِ والأرضِ.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (1) إلى (11) من سورة «الأعراف»: 1- سنن الله في الكون لا تتخلف، وهو قادر على عقاب المكذبين إلى يوم الدِّين. 2- في يوم القيامة يسأل الله الأمم عمَّا أجابوا رسله فيما أرسلهم به، ويسأل الرسل أيضًا عن إبلاغ رسالاته. 3- نعم الله سبحانه وتعالى علينا كثيرة، وقد كرمنا وشرفنا بأن خلقنا في أحسن صورة، وأسجد لأبينا آدم ملائكته، وهيَّأ لنا أسباب الحياة على الأرض، وسخر لنا كل ما ينفعنا، فعلينا أن نشكر الله عز وجل على نعمه العظيمة وأن نحذر من اتباع عدونا اللدود إبليس عليه اللعنة. معاني م فردات الآيات الكريمة من (12) إلى (22) من سورة «الأعراف»: ﴿ ما منعك ﴾: ما دعاك وحملك أو ما اضطرك. ﴿ الصَّاغرين ﴾: الأذلاَّء المهانين. ﴿ أنظرني ﴾: أخِّرني وأمهلني في الحياة. ﴿ المنظرين ﴾: الممهلين إلى وقت النفخة الأولى. ﴿ فبما أغويتني ﴾: فبما أضللتني. ﴿ لأقعدن لهم ﴾: لأجلسن لهم ولأترصدنهم. ﴿ مذؤومًا ﴾: مذمومًا أو محقَّرًا لعينًا أو معيبًا. ﴿ مدحورًا ﴾: مطرودًا مبعدًا. تفسير سورة الاعراف. ﴿ فوسوس لهما ﴾: ألقى إليهما الوسوسة. ﴿ ما وُري عنهما ﴾: ما سُتِرَ وأُخفِي وغُطِّي عنهما. ﴿ سوءاتهما ﴾: عوراتهما. ﴿ قاسمهما ﴾: أقسم وحلف لهما.
بتصرّف. ↑ سورة الأعراف، آية:59 ↑ سورة الأعراف، آية:103 ↑ سورة الأعراف، آية:138 ↑ سورة الأعراف، آية:160 ↑ سورة الأعراف، آية:180-183 ^ أ ب محمد الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، صفحة 285-287. بتصرّف. ↑ سورة الأعراف، آية:199 ↑ الحسين البغوي، معالم التنزيل في تفسير القرآن ، صفحة 316. بتصرّف.
ذِكرُ أحوالِ الرُّسُلِ مع أقوامِهم المُشركينَ، وما لاقَوْه مِن عنادِهم وأذاهم، بدأً بقِصَّةِ نوحٍ والطُّوفانِ، ثم ذِكْرِ هُودٍ وهلاكِ عادٍ، ثمَّ حديثِ صالحٍ وقَهرِ ثَمودَ، ثمَّ خبَرِ لُوطٍ وقَومِه، ثمَّ خبَرِ شُعَيْبٍ وأَهلِ مَدْيَنَ. تَخويفُ الآمنينَ مِن مَكرِ اللهِ، وإنذارُهم بعَدَمِ الاغترارِ بإمهالِ اللهِ النَّاسَ، قبل أن يُنزِلَ بهم العذابَ؛ إعذارًا لهم أن يُقلِعُوا عن كُفْرِهم وعِنادِهم؛ فإنَّ العَذابَ يأتِيهم بغتةً بعد ذلك الإمهالِ. تَفصيلُ أَحوالِ موسى وفِرعونَ والسَّحَرةِ، واستغاثةُ بني إِسرائيلَ، وذِكرُ الآياتِ المُفَصَّلاتِ، وحديثُ خِلافةِ هارونَ، وميقاتُ موسى، وقصَّةُ عِجْل السَّامِرىِّ في غَيْبَةِ موسى، ورجوعُ موسى إِلى قَومِه، ومُخاطَبَتُه لأَخيه هارونَ. ذِكرُ بِشارةِ اللهِ بِبَعثةِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وصِفَة أُمَّتِه، وفَضْل دِينِه. الإِشارةُ إِلى ذِكرِ الأَسباطِ، وقصَّةِ أَصحابِ السَّبْتِ. تفسير سورة الاعراف من 44 الى 46. مَوعظةُ المشركينَ كيف بدَّلُوا الحنيفيَّةَ، وتقَلَّدوا الشِّركَ، وضَرَبَ لهم مَثلًا بمَن آتاه اللهُ الآياتِ، فوَسْوَس له الشَّيطانُ، فانسلَخَ عن الهُدى. وَصْفُ حالِ أهلِ الضَّلالةِ، ووَصْفُ تَكذيبِهم بما جاء به الرَّسولُ، ووَصْفُ آلِهَتِهم بما يُنافي الإلهيَّةَ، وأنَّ لله الصِّفاتِ الحُسنى، صفاتِ الكَمالِ.
تفسير الآيات المتعلقة بالحديث عن الهدى والضلال يقول -تعالى-: (مِمَّن خَلَقنا أُمَّةٌ يَهدونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعدِلونَ* وَالَّذينَ كَذَّبوا بِآياتِنا سَنَستَدرِجُهُم مِن حَيثُ لا يَعلَمونَ *وَأُملي لَهُم إِنَّ كَيدي مَتينٌ) ، [١٣] يبين الله -تعالى- أنَّ مِنَ الخلق الذين خلقهم جماعة يهتدون بالحق، وبالحق يقضون وينصفون الناس. [١٤] كما ويخبر -تعالى- عن الذين كذبوا بآياته فجحدوها ولم يتذكروا بها، أنه سيمهلهم حتى يغتروا بما هم فيه ويعتقدوا أنهم على شيء ثم يأخذهم بأعمالهم السيئة فيجازيهم بها من العقوبة ما قد أعد لهم. [١٤] وفي قوله -تعالى-: (خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ) ، [١٥] أمر الله نبيه -عليه الصلاة والسلام- أن يأخذ العفو من أخلاق الناس، وأن يأمر بالمعروف وهو كل ما يعرفه الشرع، وأن يُعرض عن كل من تسفه عليه من الجاهلين وأن لا يقابلهم بالسفه. [١٦] المراجع ↑ محمد بن عاشور، التحرير والتنوير ، صفحة 6-7. تفسير الاية رقم 57 من سورة الاعراف. بتصرّف. ↑ محمد نصيف، بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف ، صفحة 44. بتصرّف. ↑ عبد الرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، صفحة 283-288. بتصرّف. ↑ سورة الأعراف، آية:2 ↑ سورة الأعراف، آية:3 ↑ سورة الأعراف، آية:9 ↑ سورة الأعراف، آية:37 ↑ اسماعيل بن كثير، تفسير القرآن العظيم ، صفحة 387-443.
النَّهيُ عن اتِّخاذِ الشُّركاءِ مِن دُونِ اللهِ، وإنذارُ المُشركينَ مِن سُوءِ عاقِبةِ الشِّركِ في الدُّنيا والآخرةِ، ووَصْفُ ما حَلَّ بالمُشركينَ والَّذينَ كَذَّبوا الرُّسُلَ؛ مِن سُوءِ العَذابِ في الدُّنيا، وما سيحُلُّ بهم في الآخِرةِ، وإقامةُ الأدلَّةِ على وحدانيةِ الله. ذِكْرُ وَزنِ الأَعمالِ يَومَ القيامةِ، وتذكيرُ النَّاسِ بِنِعمةِ خَلقِ الأرضِ، وتمكينِ النَّوعِ الإنسانيِّ مِن خَيراتِ الأرضِ، وبنعمةِ اللهِ على هذا النَّوعِ بخَلْقِ أصْلِه وتفضيلِه. ذِكرُ خَلقِ آدَمَ، وإِباء إِبليسَ مِنَ السَّجدةِ لآدَمَ، ووسوسَته لهما للأكْلِ مِنَ الشَّجَرةِ، وما نشَأَ مِن عَداوةِ جِنسِ الشَّيطانِ لِنَوعِ الإنسانِ، وتحذيرُ النَّاسِ مِنَ التَّلَبُّسِ ببقايا مَكرِ الشَّيطانِ؛ مِن تَسويلِه لهم حِرمانَ أنفُسِهم الطَّيِّباتِ، ومِنَ الوُقوعِ فيما يَزُجُّ بهم في العذابِ في الآخرةِ. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الأعراف. وصفُ أهوالِ يَومِ الجَزاءِ للمُجرمينَ، وكراماتِه للمُتَّقينَ. ذِكرُ قِصَّةِ أصحاب الأعرافِ، والتذكيرُ بالبَعثِ، وتقريبُ دَليلِه. النَّهيُ عن الفسادِ في الأرضِ التي أصلَحَها اللهُ لفائدةِ الإنسانِ، والتَّذكيرُ بِبَديعِ ما أوجَدَه اللهُ لإصلاحِها وإحيائِها.
المص (1) القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدَّست أسماؤه المص (1) قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل قول الله تعالى ذكره: (المص). فقال بعضهم: معناه: أنا الله أفضل. * ذكر من قال ذلك: 14310- حدثنا سفيان قال، حدثنا أبي, عن شريك, عن عطاء بن السائب, عن أبي الضحى, عن ابن عباس: (المص) ، أنا الله أفضل. 14311- حدثني الحارث قال، حدثنا القاسم بن سلام قال، حدثنا عمار بن محمد, عن عطاء بن السائب, عن سعيد بن جبير في قوله: (المص) ، أنا الله أفضل. تفسير سورة الأعراف - موضوع. * * * وقال آخرون: هو هجاء حروف اسم الله تبارك وتعالى الذي هو " المصوّر ". * ذكر من قال ذلك: 14312- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (المص) ، قال: هي هجاء " المصوّر ". * * * وقال آخرون: هي اسم من أسماء الله، أقسم ربنا به. * ذكر من قال ذلك: 14313- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله صالح قال، حدثني معاوية, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: (المص) ، قسم أقسمه الله, وهو من أسماء الله. * * * وقال آخرون: هو اسم من أسماء القرآن. ذكر من قال ذلك: 14314- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة: (المص) ، قال: اسم من أسماء القرآن.