وليس فقط الشاعر الجاهلي من وقف عند هذا التجلي الجمالي الأنثوي الكامن في الثديين؛ إذ تشير المدونة الشعرية العربية إلى ورود كلمة النهد والثدي أكثر من (600) في قصائد الشعراء، وذلك حسب الموسوعة الشعرية الإلكترونية، ولكنني ىسأقفز عن كل تلك الأشعار؛ لأصل إلى الشاعر محمود درويش الذي خَص النهدين بحضور خاص في قصيدته "درس من كاموسوطرا"، واصفا الثديين بــ "توأمي حجل نائمين على صدر" تلك الفتاة المنتظرة! كتب سفر الحرف بين النهد والسيف - مكتبة نور. وأما الشاعر نزار قباني فإنه يعبر عن ذلك التوحش الذي يمارسه الرجال ضد أثداء النساء إلى درجة أنه سيبني أهراما من الحلمات المقطوفة من صدور النساء التي تتعرض للافتراس الرهيب! إن في ثديي المرأة حياة للطفل، ولكنهما حياة وشهوة للرجل الذي لا يستطيع أي رجل أن يتجاوزهما، فليسا مجرد مجموعة من الأنسجة العضلية لضخ الدم والحليب، إنهما دلائل الأنوثة المكتملة، فما أجمل ذينك الحجلين النائمين ينتظران أبعد من انتظار "محمود درويش" ولكن دون بناء أهرامات منهما كأهرامات "نزار قباني"، بل صناعة طقوس شهوة كاملة روحية قبل أن تكون جسدية. هذه هي الطقوس، وتلك هي الحياة، وذلك هو الارتواء الذي أنتظره، فلا تبخلي بهما فأنا أستحقهما بجدارة الحب، وهما يستحقان الاحتفاء والاحتفال، بعد حلم كنتِ فيه طافحة بكامل شهوة ثدييك المتحفزين للجنون!
وتعيد النظر كرة أخرى، فتكتشفه إساراً وقيداً، فتبدأ في نشره. بين دفعين تكتب المرأة ذاتها، شعراً قادراً على النفاذ والأخذ بنا، وتحت ذات الدفعين تكتب شاعرات التسعينيات الأكثر قرباً للنص الحديث، والتطلع على الجديد، إنهن يؤكدن أن الإرث لازال قائماً، وأن الطرح صراحة إعلان لا زال خافتاً.
ومن ناحية أخرى تقابل (نظرية الغواية) بـ180 درجة (نظرية رفض الجسد) من كونه قالبٌ مفروض، يفرض على هذا الكائن التحلي بخصال موضوعة سلفاً، أو مبرمج لها سلفاً، تصرخ بها الشاعرة/ أليس سلوم: - نص/ أفتش عن رجل عربي5. ألم تسمعوا صرختي أنا امرأة عربية أودع القرن العشرين، ومازلت سبية من الجاهلية. فتطلق هذا الجسد تمرداً، صوتاً مطالباً بان يكون، لا أن تفرض كينونته، فتخرج به مطالبة بإعادة اكتشافه، وترك نظرة الجاهلية والعصور المظلمة المضللة.. إذن هناك نظريتان متقابلتان تحياهما الأنثى، والكاتبة تتفاعل أكثر مع هذا حال، فتراوح بين السير في الغواية، والرفض، صارخة رافضة وغاوية. الشــاهد (سيكون الشاهد خاصاً بالكتابة النسائية في ليبيا). في مواجهة الجسد تقف الكاتبة. وفي الشاهد ينتصر الجسد، تظهر الأنثى أمام تقهقر سلطة الكاتبة، تقول الشاعرة/ عائشة إدريس المغربي/ - نص/ تهالة التي لا تقال6. أريد استعادة طفولة نهدي وعشقي البريء اللعنة عليه كم هو موغل في الوحل سرقني الليل والانتظار. وعلينا أن نعي (وأنا متأكد) الفرق في الدلالة بين النهد والثدي، فبينما تعكس المفردة الأولى دلالة حسية _جنسية) تعكس الثانية دلالتها المعنوية (عطاء الأمومة)، هذا يفيدنا في اقتناص النهد دلالة حسية إدراك أثر الزمن وفعله، مدركين أنه في الماوراء يهدم كل شيء، فَأمِلت الشاعرة استنطاق هذا الجزء من الجسد، الملفت والظاهر، فتسهل بذلك مراقبة تبدلاته.
يأتي الليل الحزين، يوزّع تذاكِر الدّمع على الذين فقدوا أحبّتهم في لحظةِ كرب، أو أضناهم العيش بظروفٍ لاذعة، فيسمحُ لهم بالدخول إلى عالمه الطويل، يبثّون له شجونهم، يتألمون ويسردون له كل ما حدث ذات فقدٍ، فيتألّم معهم، ويدثّر حُزنهم بسواده، ويلبِسُهم عباءةَ المناجاةِ، ويقدّم لهم نصيحة رجاء السماء، ويرجو الشمس ألا تطيل الغياب. لا تخيّب الشمس أمنية الليل الذي ترجّاها ألا تُطيلَ غيابها في السواد، فيتفتّقُ الشفق، وتبدأ من جديد بالبزوغ من جهة الشرق، معلنةً أملًا جديدًا عسى أن يتحقق لمن كابد الدمع طوال الليل الحزين. بخفّةِ النسيم تدقُّ على شرفاتِ المنازل، وبرائحة النعناع تنعشُ القلب بجدائلها الذهبية التي تتمايل بين الفجر والشروق، لا يسمع صوتها إلا قلبٌ يخفق بالحبّ ويوزّعه على الملأ بلا مقابل، ولا يشم رائحتها إلا عقلٌ متفتّح ينتظر الإصباح حتى يستزيد من تغذية الفكر، ولا يلامسُ جدائلها الذهبية إلا روحٌ تفهم حقيقة الكائنات وتعلم ماذا تعني النجوى. وصف شروق الشمس في الشاطئ. تبدأ ذُكاء الذهبيّة بالبزوغ بُعيد الفجر، وكأنها عروس تجلّت بعد صبرٍ على ظُلمة الليل ووحدة السهارى، تحارُ كيف توزع البسمة على شفاه المتأملين، فتمنح عيونهم أملًا يقول بوجه كل بؤس: "صباحُ الخير، أيها الكون الذي لا بدّ أن يكون جميلًا لسببٍ ما"، وتكملُ الصعود إلى منصّة السماء وقت الضّحى، حيثُ يبدأ الناس بالعمل على سر ابتسامتهم التي كانت بعيد الفجر مجهولة الأسباب، يسعونَ لها ويجتهدون في نيلها، يبذلون في سبيلها على وجوه أطفالهم كلّ نفيس، وعلى وجوه أحبابهم كلَّ عطاء.
وسيتبع قمر يونيو العملاق توهج القمر العملاق الثاني في 13 يوليو والثالث يوم 12 أغسطس. المصدر: إكسبريس + ياهو تابعوا RT على
ومن الشرق تظهر الشّمس وتطلّ علينا ببهائها الجذّاب فتنبعث أشعتها لتبعث بالدفء في كلّ الوجود حينها تغرد كل الطيور وتصحو الورود وتتفتح كلّ الأزهار وتسقط كلّ قطرات الندى من الأوراق هكذا يبدو لنا هذا الصباح الجميل حينها يبتسم النهار بإشراقته المنعشة فتبدأ معه الحياة وتعانق خيوطه كلّ أرجاء السماء. فلننهض ونشـرق كما تشرق شمــس سمـانا التي تملأ الأرض نـوراً ودفئـاً ولنتعلّم منها العطاء بلا حدود ولنشـكر الله على ما أنعم به عليـنا من نعم نعجـز عــن حصرها ولنبتسـم في بدايـة يومنا. وصف منظر شروق الشمس. جمال كـلّ يـوم ليس في شـروق الـشمس فحسب بل في شكر الله، صباحكم ضـياء يطلّ مـن شرف قلوبكم وعصافير وُدٍّ تتمتم أصبحنا وأصـبح الـملك لله ويـوم سـعيد بـإذن الله. الصبـح ما يبدأ من إشراقة الشّمس يبدأ من جفـونك ويغـفى عليـها. كلماتٌ عن الشّمسِ الوجه المبتسم شمس ثانية.