أخبار تهمك الأربعاء، 28 يوليو 2021 03:44 مـ بتوقيت القاهرة ورد سؤال إلى الدكتور أحمد وسام، مدير إدارة البوابة الإلكترونية، وأمين فتوى بدار الإفتاء المصرية، من خلال البث المباشر على الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يقول فيه السائل: "هل يجوز الدعاء للمنتحر، وهل يغفر الله له؟". وأجاب وسام: "إن الله سبحانه وتعالى يغفر لمن يشاء ويُعذب من يشاء"، لقوله تعالى: "إن الله لا يغفر أن يُشرك به، ويغفر ما دون ذلك"، مؤكدًا أن الانتحار يُعتبر كبيرة من الكبائر التي يرفضها، ونهى عنها الدين الإسلامي. وتابع مدير إدارة البوابة الإلكترونية، وأمين فتوى بدار الإفتاء المصرية: "من انتحر وهو في وعيه، يكون بمثابة سخط على الحياة وعدم رضا بقضاء الله، لكنه بين يدي الكريم، فلا أحد يعرف مصيره، فهو في علم الغيب، وعلينا بالدعاء له بالمغفرة والرحمة، وأن يتجاوز الله سبحانه وتعالى عن سيئاته".
وجاء في "الموسوعة الفقهية" (16/99) – في تعريف الجنون -: "وأما في الاصطلاح: فقد عرفه الفقهاء والأصوليون بعبارات مختلفة منها: أنه اختلال العقل بحيث يمنع جريان الأفعال والأقوال على نهجه إلا نادراً. وقيل: الجنون اختلال القوة المميزة بين الأشياء الحسنة والقبيحة المدركة للعواقب بأن لا تظهر آثارها, وأن تتعطل أفعالها. وعرَّفه صاحب البحر الرائق بأنه: اختلال القوة التي بها إدراك الكليات" انتهى. بعد تصريح أزهري بأن المنتحر ليس بكافر.. علماء دين: لم يخرج عن الملة - بوابة الأهرام. وأما إن كان ذلك الضغط النفسي على صديقة أسرتكم لم يكن له تأثير على عقلها ، وإنما هي مجرد ضيق نفسي ، وتدري معه ما تقول وما تفعل ، وتميز بين الحسن والقبيح ، وتفرق بين الخطأ والصواب: فلا تكون معذورة بقتل نفسها ، بل هي مؤاخذة على فعلها ، ونسأل الله أن يعفو عنها ، وأن يخفف عن أهلها مصيبتهم ويؤجرهم عليها. والله أعلم
فقصَّها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم وليَدَيْهِ فاغْفِرْ. فأكْثِرْ له من الدعاء والاستغفار والصدقة، فإن ذلك ينفعه إن شاء الله، ونسأل الله أن يغفر له ذنبه، وأن يدخله الجنة. والله أعلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الذي يخنق نفسه يخنقها في نار جنهم، والذي يطعنها يطعنها في نار جنهم" أما لفظ التخليد في النار فقد ثبت من طريق أبي هريرة عند مسلم. ولفظ الحديث: "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جنهم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تحسى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جنهم خالداً مخلدا فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً. ولما كان قاتل نفسه قد ارتكب إثماً عظيماً وكبيرة من كبائر الذنوب، دون الكفر بالله والشرك به سبحانه، وأن هذه الزيادة ـ وهي لفظ التخليد في النار ـ لم تكن من ألفاظ الحديث المتفق عليها من حديث أبي هريرة المذكور، بل هي مما انفرد به مسلم عن الإمام البخاري. من هنا نشأ الخلاف في تخليد قاتل نفسه في النار. فهذه الزيادة أخذ بها الخوارج والمعتزلة، وجعلوها تكأة لقولهم بتخليد مرتكب المعاصي في النار. وجمع أهل السنة بين هذه الأحاديث والأحاديث التي تفيد أن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. أصيبت بمرض نفسي ثم قتلت نفسها فهل تعد منتحرة ؟ - الإسلام سؤال وجواب. وقالوا بعدم تخليد أهل المعاصي من المسلمين. وقد أجاب أهل السنة عن هذه الزيادة التي أوردها الإمام مسلم بأجوبة منها.
قال أبو حفص بن شاهين رحمه الله: "وهذه الأحاديث التي ذُكر فيها امتناع النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة على هؤلاء ليس أنه لا تجوز الصلاة عليهم، وإنما هو تغليظ من النبي صلى الله عليه وسلم ليُري الأحياء عِظَم الجنايات، والدليل على ما قلناه: قول النبي صلى الله عليه وسلم (صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُم) فلو لم يجز الصلاة عليه لما أمرهم بالصلاة عليه وقال أحمد بن حنبل: لا يصلي الإمامُ على قاتل نفسه ولا على غالٍّ، ويصلِّي الناس عليه، وكذا قال مالك بن أنس: المقتول في القوَد يصلِّي عليه أهله، غير أن الإمام لا يصلِّي عليه). وفي هذا الحديث دليل لمن يقول لا يصلَّى على قاتل نفسه لعصيانه وهذا مذهب عمر بن عبد العزيز والأوزاعي، وقال الحسن والنخعي وقتادة ومالك وأبو حنيفة والشافعي وجماهير العلماء: يصلَّى عليه، وأجابوا عن هذا الحديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلِّ عليه بنفسه زجراً للناس عن مثل فعله وصلَّت عليه الصحابة). وإليكم دليل آخر يبين أن القاتل قد يدخل الجنة، ففي صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ: "فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ فَمَرِضَ، فَجَزِعَ فَأَخَذَ مَشَاقِصَ لَهُ فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ، فَرَآهُ الطُفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ، فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ!
ونُقِلت أخبار صحيحة عن النبي، عليه الصلاة والسلام، أنه لم يصلِّ على بعض المنتحرين ، لكنه لم ينهَ الصحابة عن الصلاة عليهم، ولا الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة. الحالة الوحيدة التي لا يعتبر فيها الانتحار ذنبًا هي الإصابة بمرض عضوي أو نفسي يفقد الشخص القدرة على الوعي والتمييز، فيكون حينها مرفوعًا عنه القلم بالتعبير النبوي. ما قد لا يعرفه الكثيرون أن هناك أيضًا ما يعتبر إجماعًا على أن المنتحر ليس كافرًا خارجًا من الملة، طالما مات مسلمًا لا يشرك بالله أحدًا. وهو بين يديْ الله، إما يغفر الله له برحمته، لسابق أعماله الصالحة، بعد أن ينال قسطًا من العذاب لما جنتْه يداه، وإما كتب عليه الخلود الأبدي في عذاب النار، ولذا فالمنتحر – على عكس الشائع بين الناس – بحاجة إلى الدعاء له بالمغفرة والرحمة، وتجوز الصلاة عليه لعدم وجود نهي قاطع عن ذلك، بل في صحيح مسلم رواية عن معاصرٍ للنبي عليه الصلاة والسلام، مرض مرضًا عضويًا بعد الهجرة إلى المدينة، فلم يطِقْ صبرًا على تحمل المرض، فقتل نفسه، ثم رآه صديق له في المنام في هيئة حسنة، وأخبره – المنتحر – أن الله غفر الله لسابق هجرته، فحكى الصديق ذلك المنام للرسول، عليه الصلاة والسلام، فأقره ودعا للمنتحر بالمغفرة.