يحتاج الفرد بين فترة وأخرى إلى كسر الروتين والعادة اليومية لتجديد نشاطه، وإن أكثر ما يوقف الإنسان هي حالة الرتابة والثبات على عادة واحدة فقط. كل شيء في الحياة يحتاج إلى التجديد والتغيير حتى نستشعر روح المغامرة وروح الابتكار، لذا بعد كل إجازة ينتظرنا شيء مملوء عزيمة، تتجدد معه النوايا، وتتجدد معه النظرة المتفائلة، ماذا سنقدم من جديد؟ وكأنها بداية صفحة جديدة، نخطط ونبتكر طريقة معينة للعطاء في العمل وتجديد النشاط وتنويع الأساليب التي تطور العمل. الإجازة جميلة جداً، نغير فيها نمطية حياتنا ونرتاح، ونستمتع بالأشياء مغايرة من سفر وزيارات واسترخاء، وكل منا له طريقته الخاصة في استغلال إجازته، وهي في الحقيقة تكسر بين عادة وأخرى، وبين نمط وآخر، وبين الركود والنشاط، لذا تجدد الإجازة كل شيء فينا.
ثم يقول: هذا كلام معاد ومكرر ولكنه أصدق ما يمكن أن يعبر به عن الحال. هذا القول ذكرني بالبيت الشهير لأبي العلاء المعري: ما أرانا نقول إلا معاراً أو معاداً من قولنا مكرورا فمن الواضح أنه ليست الأقوال وحدها هي المعادة المكرورة بل الأفعال والأحداث فأقوالنا مرتبطة بأفعالنا التي تصنع بعض الأحداث في حياتنا أحياناً تخيفنا هذه الفكرة وبخاصة حين تراها تتجلى لك أو لغيرك.