وأشار إلى أن حالات كثيرة من التي نشرت على مواقع التواصل لمواطنين تم منعهم من دخول المستشفى أو حتى توفوا أمامها، وكانت بسبب عدم وجود أماكن، أو كانت لمرضى غير مصابين بكورونا ويعانون من أمراض أخرى ولا يمكن إدخالهم بسبب العدوى. واعترف نائب مدير المستشفى بضعف المنظومة الصحية والبنية التحتية الطبية، مشددا على أنها ليست مسؤولية الأطباء أو مديري المستشفيات ولا حتى وزارة الصحة، وإنما مسؤولية الأنظمة السياسية خلال عقود من إهمال الملف الطبي.
"أبويا مات، نحن نموت، سأحرق نفسي، أمي تموت ولا أدري ماذا أفعل" صراخ وبكاء واستغاثات لأهالي مرضى ومصابين بفيروس كورونا يلفظون أنفاسهم الأخيرة أمام أبواب المستشفيات، هذا ما وثقته مقاطع مصورة انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل. فهذه فتاة تستغيث بالمارة الذين قاموا بتصوير والدتها ملقاة على الأرض، بعد أن رفضت مستشفى "منشية البكري" بمنطقة مصر الجديدة استقبالها، بحجة انتهاء مواعيد عملها الساعة الثالثة ظهرا. وقد انتشرت صورة على نطاق واسع لمسن ملقى أمام مستشفى الحياة التخصصي بمنطقة حمامات القبة شرق القاهرة، وقد فارق الحياة بعد أن رفض مسؤولو المستشفى الكشف عليه لاشتباههم بإصابته بفيروس كورونا نظرا لحالة الإعياء الشديدة التي بدا عليها. وقام العاملون بالمستشفى بإخراجه عنوة وإلقائه في الشارع حتى فارق الحياة نتيجة تعرضه لغيبوبة سكر، حسبما ذكر ناشرو الصورة. اطباء مستشفى الازهار بالرياض | أنا مامي. ومن أمام مستشفى ناصر العام بمنطقة شبرا الخيمة شمال القاهرة، نُشر مقطع فيديو يدمي القلب لصرخات شاب يقول "أبويا مات" نتيجة التعنت في استقباله أو إسعافه، رغم حالته الصحية المتدهورة. على أبواب مستشفى الحسين الجامعي التابعة لجامعة الأزهر بالقاهرة، وقف شاب يصرخ مستغيثا بمن ينقذ أمه "أمي تموت" بعد رفض المستشفى استقبالها، وقال إنه ذهب للشرطة فردت عليه بأنها ليست مسؤولة، ولن يستطيعوا مساعدته.
لكن بعد اليوم الخامس مُنع العلاج تماما، وبعد مطالبات كثيرة أرسلت لهن إحدى الطبيبات أسماء الأدوية المطلوبة، وقاموا بشرائها على حسابهم الشخصي حسبما ذكرت أم حنين. وأشارت إلى الأوضاع السيئة لمكان العزل من حيث النظافة، وأن الذين كانوا يتعاملون معهم ليسوا أطباء ولا حتى ممرضات، وإنما عمال نظافة كانوا همزة الوصل بينهن وبين الطاقم الطبي، وحين يأتي طبيب يكلمهم عن بعد من خارج الغرفة. كارثة كبرى محمد عبد الباسط أحد الذين كانوا محتجزين بنفس المدينة الجامعية، يشرح كيف أن أحدهم حين كانت تسوء حالته يضطر للنزول للأطباء في الدور الأرضي، فلا يجد غير إجابة واحدة "اشربوا ينسون ومشروبات دافئة" مهما كانت حالة المريض. سكن أطباء مشفى الجزيرة – SaNearme. وأشار إلى أن الكارثة الكبرى التي حدثت معهم أن إدارة الحجر طالبت الجميع بمغادرة المكان، حتى أولئك الذين لم يثبت شفاؤهم وجاءت نتائج تحاليلهم الأخيرة إيجابية، واستكمال فترة العزل بالمنزل، ومتابعة التحاليل بالمستشفيات المخصصة، واستغلال جهل أو ضعف حالات كثيرة للتوقيع على إقرار بأنهم طلبوا الخروج وتكملة العزل منزليا. فليتخيل القارئ -يكمل عبد الباسط – أن مصابين بفيروس كورونا خرجوا وذهبوا إلى منازلهم عن طريق وسائل المواصلات العامة كمترو الأنفاق والأتوبيسات وغيرها، فكم خالطوا وكم أصابوا وماذا حدث لهم ولمخالطيهم؟ كارثة بكل معانيها.
وأشار إلى أنه عذب 9 معتقلين آخرين بطرق متنوعة، كما استخدم معدات طبية أثناء تعذيبهم. كما تسبب الطبيب بمقتل معتقل مصاب بالصرع، وذلك بإعطائه كبسولة دواء، وحقن مريضاً آخر بدواء وضربه، متسبباً بمقتله. وضمن العقل الموالي المليء بشتى أنواع نظريات المؤامرة والذي يفكر بشكل أحادي يتصور بموجبه أن الكوكب كله يشن معركة ضد رئيسه المفدى وحضارة بلده وتفوقه الأخلاقي والثقافي، فإن المسلسل يصبح جزءاً من تلك الحرب التي تحاول تشويه صورة الطبيب السوري في مقابل غض النظر عن جرائم الإرهاب في البلاد، ويتم الكيل بمكيالين: "لماذا يعرض المسلسل هذا ويتناسى الخوذ البيضاء العميلة لإسرائيل؟"، في إشارة لفريق الدفاع المدني السوري الذي كان طوال سنوات يعمل على إنقاذ المدنيين من تحت الأنقاض التي خلفها قصف الطائرات السورية والروسية للمناطق الخارجة عن سيطرة النظام. ونشر جرحى ومصابون سابقون في جيش النظام شهاداتهم الشخصية التي تفند "أكاذيب" المسلسل حتى لو أنهم لم يتابعوا المسلسل كما اعترفوا مراراً وتكراراً. وتصبح المشافي السورية في تلك الشهادات أماكن بعيدة عن الفساد والمحسوبيات، من ناحية إدارية، خصوصاً أنها جزء مما تطالب أدبيات النظام السوريين دائماً بتقديم الحمد والشكر لكونها "خدمات مجانية".