أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) ⬤ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ: الهمزة: حرف استفهام لا محل لها من الإعراب. الفاء: زائدة تطمعون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل: أن: حرف مصدرية ونصب. ⬤ يُؤْمِنُوا لَكُمْ: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل والألف: فارقة. لكم: اللام حرف جر. والكاف ضمير متصل مبني في محل جر اسم مجرور. أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم - الآية 75 سورة البقرة. والجار والمجرور متعلق بيؤمنوا والميم علامة جمع الذكور. و «أَنْ» المصدرية وما تلاها بتأويل مصدر في محل جرّ بحرف جرّ محذوف. التقدير: بإيمانهم لكم أو في إيمانهم لكم والجار والمجرور متعلق بتطمعون. ⬤ وَقَدْ كانَ: الواو: واقعة في جواب الاستفهام. قد: حرف تحقيق. كان: فعل ماض ناقص مبني على الفتح. ⬤ فَرِيقٌ مِنْهُمْ: اسم «كانَ» مرفوع وعلامة رفعه الضمة. من: حرف جرّ بياني و «هم» ضمير الغائبين في محل جرّ بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «فَرِيقٌ».
(وَهُمْ) الواو حالية، هم ضمير منفصل مبتدأ. (يَعْلَمُونَ) الجملة خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب حال. الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 75 - سورة البقرة ﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾ قراءة سورة البقرة
وفيه معنى أيضًا التقدير لعدم إيمانهم ومعنى التعجب أيضًا، كل ذلك مضمن فيه فكأنه قيل: فلا تطمعوا أن يؤمنوا لكم أو فاعجبوا من طمعكم في إيمانهم، أمر يثير التعجب: أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ [سورة البقرة:75] يعني كيف يقع هذا؟ هذا أمر يثير العجب، هؤلاء لا مطمع فيهم. ويؤخذ من قوله -تبارك وتعالى: ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [سورة البقرة:75] أن التحريف بعد عقل المعنى أعظم؛ وذلك لأن الجاهل قد يصدر بعض التصرفات عن جهل؛ لأنه لم يدرك المراد، ولكن من عقل الشيء وفهمه وعرفه فإن ذلك يكون أقبح في حقه، فقد اجترأ على محادة الله -تبارك وتعالى- مع علمه بذلك. مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وهذا فيه توبيخ لهؤلاء اليهود، وذلك يلحق المعاصرين للنبي ﷺ وذلك بأن المساوئ التي تكون صادرة من قبل الآباء فإنها تلحق، المذمة المتوجهة إلى الآباء تلحق الأبناء إذا كانوا على طريقتهم ومسلكهم ومنهاجهم، وقد كان هؤلاء في عهد النبي ﷺ على طريقة أوائلهم، وهكذا كانوا يسلكون مسلكهم، فمثل هذا لا يرجى منه رشد ولا إيمان ولا خضوع، وإنما هنالك العناد والعتو والتمرد.
كذلك أيضًا هذا التكرار في هذه الأفعال ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ فالعقل والعلم بينهما مقاربة من جهة المعنى، وهذا يدل على شدة قسوة قلوب هؤلاء، وعلى عظم جرمهم عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ فالقضية لم تكن ملتبسة أو أن هناك احتمالات أو نحو هذا، وإنما كان ذلك بعد اتضاح هذا الأمر بحيث لا يبقى فيه أدنى التباس، عقلوا مراد الله -تبارك وتعالى- فحملوه على المحامل الفاسدة وهم يعلمون المراد.
وفي الآية إثبات صفة الكلام لله عز وجل كما يليق بجلاله وعظمته صفة ذاتيه ثابتة له عز وجل وصفة فعلية مرتبطة بمشيئته. فهو يتكلم متى شاء بحروف وكلمات وألفاظ، بصوت مسموع، ومعنى مفهوم: لأنه لا معنى للكلام المسموع إلا هذا. وفي هذا رد على من ينفي صفة الكلام عن الله عز وجل أو يؤولها بالمعنى القائم بالنفس من أهل البدع. ﴿ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ ﴾ التحريف: مصدر حرَّف الشيء إذا مال به إلى الحرف وعن جادة الطريق، أي: ثم يحرفون كلام الله، أي: يتأولونه على غير تأويله، ويبدلون معناه ويغيرونه ويميلون به عن وجهه ومعناه إلى غيره، قال تعالى: ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ [النساء: 46]، وقال تعالى: ﴿ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ﴾ [المائدة: 41]. ﴿ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ ﴾ "ما" مصدرية، أي: من بعد عقلهم ووعيهم له، وفهمهم له على الجلية. ﴿ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾، أي: يعلمون أنهم يحرفون كلام الله، وأن ذلك محرم، فارتكبوا الإثم والمخالفة على بصيرة، فحرفوا كلام الله بعد ما عقلوه وفهموه، وتركوا الحق بعد ما عرفوه، فاستحقوا بذلك لعنة الله وغضبه، كما قال تعالى: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ [المائدة: 13]، وقال تعالى: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7].
وقال السدي: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} [البقرة:75] قال: هي التوراة حرفوها. وهذا الذي ذكره السدي أعم مما ذكره ابن عباس وابن إسحاق، وإن كان قد اختاره ابن جرير لظاهر السياق. فإنه ليس يلزم من سماع كلام الله أن يكون منه، كما سمعه الكليم موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام]. وهو كما قال المؤلف رحمه الله من أن قول السدي أعم، وأثر ابن عباس محمول على أنه كان عن بني إسرائيل، وأثر ابن إسحاق منقطع. والصواب: أن القول بأنهم سمعوا كلام الله يحتاج إلى دليل، وليس هناك دليل. واليهود يحرفون الحق، وقد حرفوا التوراة، وحرفوا كتب الله، كما جاء عن ابن عباس أنه قال: تسألون أهل الكتاب عن كتبهم وعندكم كتاب الله. وفي هذه الآيات تحذير لهذه الأمة من أن تسلك ما سلكه اليهود، فيصيبهم ما أصابهم من تحريف كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وتأويله على غير تأويله، كما فعل كثير من المبتدعة الذين حرفوا كلام الله، وأولوا النصوص وجحدوا صفات الله عز وجل. وقد قال العلماء: إن اللام التي زادها الجهمية مثل النون التي زادها اليهود، فعندما قال الله: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة:58] قال اليهود: حنطة، وعندما قال الله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] قال الجهمية: استولى.
♦ الآية: ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (75). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ أفتطمعون أن يؤمنوا لكم ﴾ وحالهم أنَّ طائفةً منهم كانوا ﴿ يسمعون كلام الله ﴾ يعني التَّوراة ﴿ ثم يحرفونه ﴾ يُغيِّرونه عن وجهه يعني: الذين غيَّروا أحكام التَّوراة وغيَّروا آية الرَّجم وصفة محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ من بعد ما عقلوه ﴾ أَيْ: لم يفعلوا ذلك عن نسيانٍ وخطأٍ بل فعلوه عن تعمُّدٍ ﴿ وهم يعلمون ﴾ أنَّ ذلك مَكْسَبةٌ للأوزار.
انقر فوق المستوى الافتراضي للافتراضي. البيانات الافتراضية لمدرابين في تنسيق الملف. انقر هنا للدخول إلى الدليل المطلوب. من الجدير الاشارة ، انها تمتلك خبرة كبيرة في العمل ، أكثر من خمسة عشر عاما ويذكر انها موضوع التدريب في عام 2003 هكذا تعرفنا على المستشار السعودي محمد الخثلان وزوجته سمية الناصر. هذه قائمة بطالبي اللجوء الأكثر ثقة
أقرأ أيضًا: من هو مشعل الخالدي ويكيبيديا وفي نهاية المقال نكون قد تم الاجابة على من هو زوج سمية الناصر ، وتحدثنا عن بعض تفاصيل حياتهم، كما تعرفنا على السيرة الذاتية والعملية ، وأهم الاعمال والجوائز التي نالتها والشهرة التي اكتسبتها في الوطن العربي.