ومن هنا بدأت رحلته في جمع الحديث إلى جانب الرؤية التي رآها للنبي في منامه وكان الحبيب المصطفى حاملاً مروحة وكان تفسير تلك الرؤية أنه سوف يدفع الكذب عن أحاديث الرسول، بينما الإمام مسلم فما دعاه إلى تصنيف مؤلفه، وفيما يتعلق بالوقت الذي استغرقه كلاً من الإمامين في تأليف كتابه فقد استغرق الإمام البخاري اثني وعشرين عاماً، أما الإمام مسلم فقد استغرق خمسة عشر عام، وكان تأليف الإمام البخاري سابقاً للإمام مسلم بحوالي ثماني عشرة عام. [1] مقارنة بين الصحيحين قام الإمام مسلم بوضع مقدمة لكتابه (صحيح مسلم) والتي ذكر بها بعضاً من الأحاديث لم تتفق مع شروط الصحة لديه، ولكن الإمام البخاري لم يقم بوضع مقدمه لمؤلفه، كما اختلف الإمامان فيما صدر عنهما من كتب صحيحيهما من حيث العدد، حيث شمل صحيح البخاري من الكتب عدد سبع وسبعون أولهما كتاب (بدء الوحي)، وآخر تلك الكتب كان (كتاب التوحيد). أما الإمام مسلم فقد تضمن مصنفه صحيح مسلم عدد كتب قد بلغ سبعة وخمسون كتاب حيث كان أولها كتاب (الإيمان) وآخر تلك الكتب كان كتاب (التفسير)، ولم يقم مسلم بتبويب أياً من صحيحه ولكن من قام بذلك هو الإمام النووي رحمه الله بعده، ولكن الإمام البخاري كان قد قام بتبويب صحيحه إلى الكثير من الأبواب.
ثم قد يكون الصواب مع من ضعفها ، كمثل صلاة الكسوف بثلاث ركوعات وأربع ، وقد يكون الصواب مع مسلم ، وهذا أكثر ". انتهى مختصرا. مجموع الفتاوى (18/17-20) وقال أيضا: " جمهور ما أنكر على البخاري مما صححه يكون قوله فيه راجحا على قول من نازعه ، بخلاف مسلم بن الحجاج ، فإنه نوزع في عدة أحاديث مما خرجها ، وكان الصواب فيها مع من نازعه " انتهى. "مجموع الفتاوى" (1/256) وانظر: "التاريخ الكبير" (1/413) ، "شرح مسلم للنووي" (16/63) ، "جلاء الأفهام" (248) ، "إرواء الغليل" (3/127) ، "الضعيفة" (2/427). هل في البخاري ومسلم أحاديث ضعيفة ؟ - الإسلام سؤال وجواب. وقال د. الشريف حاتم بن عارف العوني ، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى: " نص العلماء على أن أحاديث الصحيحين كلها مقبولة ، إلا أحاديث يسيرة انتقدها بعض النقاد الكبار ، الذين بلغوا رتبة الاجتهاد المطلق في علم الحديث ، وأن ما سوى تلك الأحاديث اليسيرة ، فهي متلقاة بالقبول عند الأمة جميعها. وبناء على ذلك: فإن الحديث الذي يضعفه الشيخ الألباني في صحيح البخاري له حالتان: الأولى: أن يكون ذلك الحديث الذي ضعفه الألباني قد سبقه إلى تضعيفه إمام مجتهد متقدم ، فهذا قد يكون حكم الشيخ الألباني فيه صواباً ، وقد يكون خطأ ، وأن الصواب مع البخاري.
طعن فيه النووي فقال: وذلك قبل أن يوحى إليه، وهو غلط لم يوافق عليه، فإن الإسراء أقل ما قيل فيه: أنه كان بعد مبعثه بخمسة عشر شهراً... (16). وابن القيم وعبارته: قد غلّط الحفاظُ شريكاً في ألفاظ من حديث الإسراء، ومسلم أورد المسند منه ثم قال: فقدّم وأخّر وزاد ونقص، ولم يسرد الحديث وأجاد(17). 10 ـ أخرج البخاري بسنده: عن عمرو بن ميمون، قال: رأيت في الجاهلية قردةً اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم(18). قال ابن حجر: استنكر ابن عبدالبر قصة عمرو بن ميمون هذه وقال: فيها إضافة الزنا إلى غير مكلّف، وإقامة الحدّ على البهائم، وهذا منكر عند أهل العلم.. وأغرب الحميدي في الجمع بين الصحيحين فزعم أنّ هذا الحديث وقع في بعض نسخ البخاري، وأنّ أبا مسعود وحده ذكره في الأطراف، قال: وليس في نسخ البخاري أصلاً، فلعلّه من الأحاديث المقحمة في كتاب البخاري... (19). 11 ـ أخرج البخاري في كتاب المغازي بسنده عن مسروق بن الأجدع قال: حدثتني أم رومان ـ وهي أم عائشة ـ... احاديث الصحيحين البخاري ومسلم للحفاظ. (20). وقد غلّط كبارُ الأئمة هذا الحديث من جهة أنّ مسروقاً لم يدرك أم رومان.. ومنهم: الخطيب البغدادي(21)، ابن عبدالبر(22)، القاضي عياض في مشارق الأنوار(23).
7 ـ أخرج البخاري عن النبي صلّى اللّه عليه وآله أنه قال: تكثر لكم الأحاديث من بعدي، فإذا روي لكم حديث فاعرضوه على كتاب اللّه تعالى.... قال يحيى بن معين: إنه حديث وضعته الزنادقة. وقال التفتازاني: طعن فيه المحدّثون. 8 ـ أخرج البخاري بسنده عن ابن عمر: كنا في زمن النبي صلّى اللّه عليه وآله لا نعدل بأبي بكر أحداً، ثم عمر ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وآله لا نفاضل بينهم(13). قال ابن عبدالبر: هو الذي أنكر ابن معين وتكلّم فيه بكلام غليظ، لأن القائل بذلك قد قال بخلاف ما أجمع عليه أهل السنة من السلف والخلف من أهل الفقه والأثر: أنّ علياً أفضل الناس بعد عثمان، وهذا مما لم يختلفوا فيه، وإنما اختلفوا في تفضيل علي وعثمان. واختلف السلف أيضاً في تفضيل علي وأبي بكر. وفي إجماع الجميع الذي وصفنا دليل على أن حديث ابن عمر وهم وغلط وأنه لا يصح معناه وإن كان إسناده صحيحاً... حديث صحيح البخاري ومسلم - حياتكِ. (14). 9 ـ أخرج الشيخان عن شريك بن عبداللّه عن أنس بن مالك قصّة إسراء النبي صلّى اللّه عليه وآله، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ليلة أسري برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله من مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم... (15).
( البخارى) ************ قال رسول الله " سلوني فهابوه أن يسألوه. فجاء رجل فجلس عند ركبتيه. فقال: يا رسول الله! ما الإسلام ؟ قال " لا تشرك بالله شيئا. وتقيم الصلاة. وتؤتى الزكاة. وتصوم رمضان " قال: صدقت. قال: يا رسول الله! ما الإيمان ؟ قال " أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتابه ، ولقائه ، ورسله ، وتؤمن بالبعث ، وتؤمن بالقدر كله " قال: صدقت. قال: يا رسول الله! ما لإحسان ؟ قال " أن تخشى الله كأنك تراه. فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك " قال صدقت. قال: يا رسول الله! متى تقوم الساعة ؟ قال " ما المسئول عنها بأعلم من السائل. وسأحدثك عن أشراطها. إذا رأيت المرأة تلد ربها فذاك من أشراطها. وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها. وإذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان فذاك من أشراطها. في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله. ثم قرأ: { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}. [ 31 / سورة لقمان ، آية 34] قال ثم قام الرجل. فقال رسول الله " ردوه على " فالتمس فلم يجدوه. فقال رسول الله " هذا جبريل أراد أن تعلموا.