أعلنت مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) إطلاق عدد من حلول البناء الخضراء المبتكرة التي تعزز الاستدامة. ويتم تبنّي العديد منها في المملكة لأول مرة، إذ تقود «سبارك» مبادرة لتقنيات بناء أكثر صداقة للبيئة تدعم إطار اقتصاد الكربون الدائري. وتشمل تلك التقنيات: الخرسانة الخضراء التي تحتوي على مواد معاد تدويرها، ووصلات فولاذية معيارية، وقضبان البوليمر المقوى بالألياف الزجاجية في أسطح الجسور. وفي إطار تعليقه على هذه المبادرات المبتكرة، قال رئيس مجلس إدارة مدينة الملك سلمان للطاقة الدكتور محمد يحيى القحطاني: «نفخر في مدينة الملك سلمان للطاقة بالإعلان عن مجموعة واسعة من المبادرات المتمحورة حول الاستدامة التي يجري اعتمادها في المملكة العربية السعودية للمرة الأولى على الإطلاق. وتعكس هذه الممارسات منهجيتنا الخاصة في البناء والإنشاءات، حيث نعتمد على أحدث الحلول التقنية لزيادة الكفاءة والحدّ من الأثر البيئي السلبي، إلى جانب عملنا على بناء منظومة طاقة عصرية تلبّي أرفع المعايير العالمية». وقد أصبحت مدينة الملك سلمان للطاقة أخيرا أول مدينة صناعية في العالم تحصل على شهادة المستوى الفضي LEED في ريادة الطاقة والتصميم البيئي من قبل المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء.
ومن المتوقع أن يسهم المشروع الذي بلغ حجم استثمارات مرحلته الأولى 6 مليارات ريال، بأكثر من 22 مليار ريال سنويا في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بحلول عام 2035، وذلك بعد الانتهاء من التطوير الكامل للمشروع وجذب كل المستثمرين الصناعيين وغير الصناعيين، إضافة إلى فتح فرص العمل أمام آلاف السعوديين والسعوديات في مختلف التخصصات المهنية والتقنية. وقال القحطاني: "نفخر بأن نبرهن التزامنا بتنفيذ هذا المشروع الفريد، حيث ستصبح مدينة الملك سلمان للطاقة جاهزة لخدمة مجتمعنا، وستكون محركا جديدا للنمو الاقتصادي لقطاع الطاقة في المنطقة، وقريبا سنكون جاهزين لجذب أفضل المواهب من جميع أنحاء العالم، وتوفير فرص جديدة لشبابنا الطموح.. كما سنحرص على أن تكون الشركات القائمة في المدينة مجهزة بأحدث التقنيات لتلبية الطلب المتزايد لسوق الطاقة العالمية". وافتتحت شركة شلمبرجير فعليا المرحلة الأولى من مصنعها في "سبارك" في إبريل الماضي باستثمار يبلغ 46 مليون دولار لإنتاج أحدث حلول الحفر والحفارات، وسيوفر المصنع ما يقارب 260 وظيفة للشباب والشابات في المجالات كافة. فيما تواصل شركة يوكوجاوا جهودها للانتهاء من المراحل الأخيرة لأعمال الإنشاءات الخاصة بمركز المعدات عالية التقنية.
وتعمل "أرامكو السعودية" مع عدد من الشركات والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية لتنفيذ المدينة، أبرزها "سابك" و"هدف" و "مراسي" و"منشآت"، والهيئة العامة للاستثمار والصندوق الصناعي وهيئة المدن الصناعية "مدن". وقال أحمد الغامدي مسؤول تطوير الأعمال، إن المدينة ستخلق 100 ألف فرصة عمل للشباب في السعودية، وستضيف عوائد للاقتصاد المحلي تقدر بنحو 6 مليارات دولار (22. 5 مليار ريال) عند اكتمال جميع مراحل المدينة التي يجري في الوقت الراهن تنفيذ المرحلة الأولى منها. وتقام المدينة على مساحة تقدر بـ50 كيلومتراً مربعا بالقرب من مدينة بقيق، وعلى مقربة من خط سكك الحديد الذي يربط دول مجلس التعاون الخليجي.. وتستهدف توفير سلسلة الإمداد لخمسة قطاعات، هي: الإنتاج والتكرير والبتروكيماويات والكهرباء والمياه، حيث يقدر الإنفاق السنوي لدول مجلس التعاون على هذه القطاعات بأكثر من 100 مليار دولار، ما يعادل 375 مليار ريال. يشار إلى أنه تم حجز 60% من المرحلة الأولى من المدينة والتي تقدر مساحتها بـ13 كيلومترا مربعا من قبل شركات عالمية كبرى، كما تخطط أرامكو السعودية لتخصيص ثلثي المدينة للمنطقة الصناعية، كما ستضم المدينة ميناء جافا يستقبل الحاويات، و10 مراكز تدريب على مستوى عالمي، ومنطقة خاصة بالشركات المتوسطة والصغيرة بعد تهيئتها للعمل في المدينة، إضافة إلى تخصيص مساحات جيدة للمرافق السكنية والفندقية، ومرافق تجارية توفر نحو 1000 فرصة وظيفية.