فهدفنا اليوم هو فطامُ النفس ومنعُها من التطلع لأي شكر أو جزاء أو مصلحة تعوق تخليصِ نيتنا لله في التربية، من خلال تفعيلِ الممنوعِ الشاملِ المذكور في قوله تعالى:{لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا} تكلمنا في الممنوعِ الثاني والثالثِ عن بعضِ دوافعِ دعاءِ الأم على ولدِها، وكان من أبرزِها: سيطرةُ رغبتِها في الثأرِ لنفسها، على أمومتِها تجاه ولدها.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد: فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية. لا نريد منكم جزاء ولا شكورا | سواح هوست. من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،... ) وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد. من هـــــــــــنا
تاريخ النشر: الثلاثاء 6 محرم 1431 هـ - 22-12-2009 م التقييم: رقم الفتوى: 130468 27133 0 322 السؤال هل يجوز للعبد أن يقول لعبد آخر لا أريد منكم جزاء ولا شكوراً؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإنه لا حرج في قول الإنسان لغيره مثل هذه العبارة، فقد أخبرنا الله تعالى عن الأبرار أنهم يقولون: إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا {9}. والله أعلم.
فالقَوْلُ قَوْلٌ بِاللِّسانِ، وهم ما يَقُولُونَهُ إلّا وهو مُضْمَرٌ في نُفُوسِهِمْ. وعَنْ مُجاهِدٍ أنَّهُ قالَ: ما تَكَلَّمُوا بِهِ ولَكِنْ عَلِمَهُ اللَّهُ فَأثْنى بِهِ عَلَيْهِمْ. فالقَصْرُ المُسْتَفادُ مِن (إنَّما) قَصْرُ قَلْبٍ مَبْنِيٌّ عَلى تَنْزِيلِ المُطْعَمِينِ مَنزِلَةَ مَن يَظُنُّ أنَّ مَن أطْعَمَهم يَمُنُّ عَلَيْهِمْ ويُرِيدُ مِنهم الجَزاءَ والشُّكْرَ بِناءً عَلى المُتَعارَفِ عِنْدَهم في الجاهِلِيَّةِ. عرض وقفة أسرار بلاغية | تدارس القرآن الكريم. والمُرادُ بِالجَزاءِ: ما هو عِوَضٌ عَنِ العَطِيَّةِ مِن خِدْمَةٍ وإعانَةٍ، وبِالشَّكُورِ ذِكْرِهم بِالمَزِيَّةِ. والشُّكُورُ: مَصْدَرٌ بِوَزْنِ الفُعُولِ كالقُعُودِ والجُلُوسِ، وإنَّما اعْتُبِرَ بِوَزْنِ الفُعُولِ (p-٣٨٦)الَّذِي هو مَصْدَرُ فَعَلَ اللّازِمِ لِأنَّ فِعْلَ الشُّكْرِ لا يَتَعَدّى لِلْمَشْكُورِ بِنَفْسِهِ غالِبًا بَلْ بِاللّامِ يُقالُ: شَكَرْتُ لَكَ قالَ تَعالى (﴿واشْكُرُوا لِي﴾ [البقرة: ١٥٢]). وأمّا قَوْلُهُ (﴿إنّا نَخافُ مِن رَبِّنا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا﴾) فَهو مَقُولٌ لِقَوْلٍ يَقُولُونَهُ في نُفُوسِهِمْ أوْ يَنْطِقُ بِهِ بَعْضُهم مَعَ بَعْضٍ وهو حالٌ مِن ضَمِيرِ "يَخافُونَ" أيْ يَخافُونَ ذَلِكَ اليَوْمَ في نُفُوسِهِمْ قائِلِينَ (﴿إنّا نَخافُ مِن رَبِّنا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا﴾)، فَحُكِيَ وقَوْلُهم (﴿إنَّما نُطْعِمُكم لِوَجْهِ اللَّهِ﴾) وقَوْلُهم (﴿إنّا نَخافُ﴾) إلَخْ.
أطعمني فإني مجهود. فقال: " ما عندي ما أطعمك ولكن اطلب " فاستطعم ذلك الأنصاري فقالت المرأة: أطعمه واسقه ، فأطعمه. ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أسير فقال: يا رسول الله! أطعمني فإني مجهود. فقال: " والله ما معي ما أطعمك ولكن اطلب " فجاء الأنصاري فطلب ، فقالت المرأة: أطعمه واسقه. فنزلت: ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ذكره الثعلبي. وقال أهل التفسير: نزلت في علي وفاطمة - رضي الله عنهما - وجارية لهما اسمها فضة. قلت: والصحيح أنها نزلت في جميع الأبرار ، ومن فعل فعلا حسنا; فهي عامة. وقد ذكر النقاش والثعلبي والقشيري وغير واحد من المفسرين في قصة علي وفاطمة وجاريتهما حديثا لا يصح ولا يثبت ، رواه ليث عن مجاهد عن ابن عباس في قوله - عز وجل -: يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا قال: مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعادهما عامة العرب; فقالوا: يا أبا الحسن - ورواه جابر الجعفي عن قنبر مولى علي قال: مرض الحسن والحسين حتى عادهما أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: يا أبا الحسن - رجع الحديث إلى حديث ليث بن أبي سليم - لو نذرت عن ولديك شيئا ، وكل نذر ليس له وفاء فليس بشيء.
آخيت بينه وبين نبيي محمد ، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ؟! اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه. فنزلا ، فكان جبرئيل عند رأس علي ، وميكائيل عند رجليه ، وجبرئيل ينادي: بخ بخ! من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله عز وجل به الملائكة ؟! فأنزل الله عز وجل على رسوله وهو متوجه إلى المدينة – في شأن علي –: * ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) * ( 14) ( 15). ـــــــــــــــــــــــ ( 1) الانسان: 8 و 9. ( 2) الحشر: 9. ( 3) يعني سورة الانسان. ( 4) الكشاف: 4 / 169 ، وراجع كشف الغمة: 1 / 302. ( 5) مجمع البيان: 10 / 612 ، تفسير القمي: 2 / 398 وفيه " رحمكم الله أطعمونا مما رزقكم الله " كلاهما عن عبد الله بن ميمون القداح. ( 6) أمالي الصدوق: 215 عن مسلمة بن خالد عن الإمام الصادق ( عليه السلام). ( 7) الحريرة: الحساء من الدسم والدقيق. ( لسان العرب: 4 / 184). ( 8) مجمع البيان: 10 / 612. ( 9) شواهد التنزيل: 2 / 332 / 973. ( 10) أمالي الطوسي: 185 / 309 ، وراجع تأويل الآيات الظاهرة: 653 ، شواهد التنزيل: 2 / 331 / 972 ، المناقب لابن شهرآشوب: 2 / 74. ( 11) السمل: الخلق من الثياب. ( النهاية: 2 / 403).
ومِيمُ قَمْطَرِيرٍ أصْلِيَّةٌ فَوَزْنُهُ فَعْلَلِيلٌ مِثْلَ خَنْدَرِيسٍ وزَنْجَبِيلٍ، يُقالُ: قِمْطَرٌ لِلشَّرِّ، إذا تَهَيَّأ لَهُ وجَمَعَ نَفْسَهُ. والجُمْهُورُ جَعَلُوا "قَمْطَرِيرًا" وصَفَ "يَوْمًا" ومِنهم مَن جَعَلُوهُ وصَفَ "عَبُوسًا" أيْ شَدِيدَ العَبُوسِ. وهَذِهِ الآيَةُ تَعُمُّ جَمِيعَ الأبْرارِ وعَلى ذَلِكَ التَحَمَ نَسْجُها، وقَدْ تَلَقَّفَها القَصّاصُونَ والدُّعاةُ فَوَضَعُوا لَها قِصَصًا مُخْتَلِفَةً وجاءُوا بِأخْبارٍ مَوْضُوعَةٍ وأبْياتٍ مَصْنُوعَةٍ فَمِنهم مَن زَعَمَ أنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ في عَلِيِّ بْنِ أبِي طالِبٍ وفاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما في قِصَّةٍ طَوِيلَةٍ ذَكَرَها الثَّعْلَبِيُّ والنَّقّاشُ وساقَها القُرْطُبِيُّ بِطُولِها ثُمَّ زَيَّفَها. وذُكِرَ عَنِ الحَكِيمِ التِّرْمِذِيِّ أنَّهُ قالَ في نَوادِرِ الأُصُولِ: هَذا حَدِيثٌ مُزَوَّقٌ مُزَيَّفٌ وأنَّهُ يُشْبِهُ أنْ يَكُونَ مِن أحادِيثِ أهْلِ السُّجُونِ. وقِيلَ نَزَلَتْ في مُطْعِمِ بْنِ ورْقاءَ الأنْصارِيِّ، وقِيلَ في رَجُلٍ غَيْرِهِ مِنَ الأنْصارِ، وقَدِ اسْتَوْفى ذَلِكَ كُلَّهُ القُرْطُبِيُّ في تَفْسِيرِهِ فَلا طائِلَ تَحْتَ اجْتِلابِهِ، وأصْحابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وآلُهُ أهْلٌ لِأنْ يَنْزِلَ القُرْآنُ فِيهِمْ إلّا أنَّ هَذِهِ الأخْبارَ ضَعِيفَةٌ أوْ مَوْضُوعَةٌ.