وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ (6) وقوله: ( ولا تمنن تستكثر) قال ابن عباس: لا تعط العطية تلتمس أكثر منها. وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، وعطاء ، وطاوس ، وأبو الأحوص ، وإبراهيم النخعي ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، وغيرهم. وروي عن ابن مسعود أنه قرأ: " ولا تمنن أن تستكثر ". وقال الحسن البصري: لا تمنن بعملك على ربك تستكثره. وكذا قال الربيع بن أنس ، واختاره ابن جرير. ولا تمنن تستكثر تفسير. وقال خصيف ، عن مجاهد في قوله: ( ولا تمنن تستكثر) قال: لا تضعف أن تستكثر من الخير ، قال: تمنن في كلام العرب: تضعف. وقال ابن زيد: لا تمنن بالنبوة على الناس ، تستكثرهم بها ، تأخذ عليه عوضا من الدنيا. فهذه أربعة أقوال ، والأظهر القول الأول ، والله أعلم.
27393 -حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب, قَالَ: ثنا وَكِيع, عَنْ أَبِي حُجَيْرَة, عَنِ الضَّحَّاك, هُمَا رِبَوانِ: حَلَال, وَحَرَام; فَأَمَّا الْحَلَال: فَالْهَدَايَا, وَالْحَرَام: فَالرِّبَا. الباحث القرآني. 27394 - حَدَّثَنَا بِشْر, قَالَ: ثنا يَزِيد, قَالَ: ثنا سَعِيد, عَنْ قَتَادَة, قَوْله: { وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِر} يَقُول: لَا تُعْطِ شَيْئًا, إِنَّمَا بِك مُجَازَاة الدُّنْيَا وَمَعَارِضهَا. 26395 - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى, قَالَ: ثنا ابْن ثَوْر, عَنْ مَعْمَر, عَنْ قَتَادَة { وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِر} قَالَ: لَا تُعْطِ شَيْئًا لِتُثَابَ أَفْضَل مِنْهُ, وَقَالَهُ أَيْضًا طَاوُس. 27396 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو, قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم, قَالَ: ثنا عِيسَى; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث, قَالَ: ثنا الْحَسَن, قَالَ: ثنا وَرْقَاء, جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح, عَنْ مُجَاهِد, قَوْله { وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِر} قَالَ: تُعْطِي مَالًا مُصَانَعَة رَجَاء أَفْضَل مِنْهُ مِنْ الثَّوَاب فِي الدُّنْيَا. * - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد, قَالَ: ثنا مِهْرَان, عَنْ سُفْيَان, عَنْ مُغِيرَة, عَنْ إِبْرَاهِيم, قَالَ: لَا تُعْطِ لِتُعْطَى أَكْثَر مِنْهُ.
ــــــــــــــــــــ الآيــات {يا أيّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ* وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} (1ـ7). * * * معاني المفردات {الْمُدَّثِّرُ}: بتشديد الدال والثاء، أصله: المُتدْثِر اسم فاعل من التدثر، بمعنى التغطي بالثياب عند النوم. {وَالرُّجْزَ}: الرجز: بضم الراء وكسرها العذاب. وقيل: الرجز اسم لكل قبيح مستقذر من الأفعال والأخلاق. تفسير ولا تمنن تستكثر [ المدّثر: 6]. يا أيها المدثر، قم للدعوة وللعمل {يا أيّهَا الْمُدَّثِّرُ} أي المشتمل على ثيابه اتقاءً للبرد، أو طلباً للنوم، وربما لا يكون المعنى الحرفي مقصوداً بالكلمة، بل يكون المعنى الكنائي الذي يوحي بالاسترخاء والقعود والاستسلام للراحة، والبعد عن حركة المسؤولية في الفترة التي قد يعيش فيها الإنسان الشعور بعدم مسؤوليته عن الواقع من حوله. {قُمْ فَأَنذِرْ} فقد بدأت الرسالة، وانطلقت في حركيتها في خط الدعوة التي قد تتحرك في أسلوب الهزّة الروحية التي تحتوي الحالة الشعورية للناس، لا سيما حين يعيشون الإحساس بالأمن والطمأنينة لمستقبلهم في الدنيا والآخرة، فلا يشعرون بأن العذاب الخالد ينتظر المكذّبين بالرسول وبالرسالة، ولا بدَّ للرسول من أن يتحرك ليواجه المجتمع وليهزّه وليثير مسألة الصراع في ساحته، وليؤكد موقفه في حركته، مهما كانت الأوضاع والتضحيات.
وقال ابن زيد: لا تمنن بالنبوة على الناس ، تستكثرهم بها ، تأخذ عليه عوضا من الدنيا. فهذه أربعة أقوال ، والأظهر القول الأول ، والله أعلم. تفسير الوسيط الطنطاوى: ثم نهاه- سبحانه- عن فعل، لا يتناسب مع خلقه الكريم صلى الله عليه وسلم فقال: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ والمن: أن يعطى الإنسان غيره شيئا، ثم يتباهى به عليه، والاستكثار: عد الشيء الذي يعطى كثيرا. أى: عليك- أيها الرسول الكريم- أن تبذل الكثير من مالك وفضلك لغيرك، ولا تظن أن ما أعطيته لغيرك كثيرا- مهما عظم وجل- فإن ثواب الله وعطاءه أكثر وأجزل... ويصح أن يكون المعنى: ولا تعط غيرك شيئا، وأنت تتمنى أن يرد لك هذا الغير أكثر مما أعطيته، فيكون المقصود من الآية: النهى عن تمنى العوض. ولا تمنن تستكثر التفسير الميسر. قال ابن كثير: قوله: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ قال ابن عباس: لا تعط العطية تلتمس أكثر منها. وقال الحسن البصري: لا تمنن بعملك على ربك تستكثره، وعن مجاهد: لا تضعف أن تستكثر من الخير. وقال ابن زيد: لا تمنن بالنبوة على الناس: تستكثرهم بها، تأخذ على ذلك عوضا من الدنيا. فهذه أربعة أقوال، والأظهر القول الأول- المروي عن ابن عباس وغيره-. للمزيد من المعلومات القرءانية والدينية والتذكرة بالأذكار انضم إلى قناة التيليجرام من هنا
{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)} [ المدثر] يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنذِرْ: نداء من الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم يعلنه فيه ببدء مهمة إخراج العالم من الظلمات إلى النور وإعلاء كلمة الله ورفع راية التوحيد الخالص لله رب العالمين, فالله أكبر من كل مخلوق والله أعلى من كل شيء والله على كل شيء قدير, وحده الخالق ووجده بيده مقاليد كل شيء. كما أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بتعهد تطهير الثوب والنفس من كل دنس مادي ومعنوي, وهجران الشرك وكل رجز وترك كل شر من الشرور الباطنة والظاهرة, وناداه أن لا تستكثر إحسانك ولا تتبعه بمن أو أذى ولربك فاصبر على الطاعة واصبر عن المعصية واصبر على الأذى المحتمل من المخالفين.
اهـ. والله أعلم.