الرئيسية إسلاميات أخلاقيات 12:00 م الأربعاء 11 مايو 2016 من هو صاحب القلب المخموم ؟! كتبت – سارة عبد الخالق: هل أنت مخموم القلب ؟!.. القلب يتغير من حين لآخر، وسمي القلب بهذا الاسم نظرا لأنه دائم التقلب، وكان رسولنا الكريم – صلوات الله عليه – يدعو الله بهذا الدعاء: ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك). كل مخموم القلب صدوق اللسان. ويقول – صلى الله عليه وسلم – عن صاحب القلب المخموم أنه أفضل الناس. لكن.. ماذا يعني أن يكون الإنسان مخموم القلب ؟! فعن عبد الله بن عمرو: قيل لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – أي الناس أفضل؟ قال: (كل مخموم القلب صدوق اللسان) قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟، قال: (هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد) – صحيح ابن ماجه. يحثنا الرسول الكريم في هذا الحديث الشريف عن صفاتين من الصفات الحسنة التي إن توافرت في شخص ما يكون من أفضل الناس، هما: (صدق اللسان، والصفة الأخرى تتعلق بالقلب)، نعم قلبك هذا القلب المتغير دائما. فإذا كان قلبك تقي ونقي لا إثم فيه ولا ظلم ولا غل ولا حسد اتجاه الآخرين تكون مخموم القلب.. طهر قلبك ونفسك من الحقد والحسد والإثم والظلم، فكل هذه الخصال السيئة إذا اجتمعت في قلب شخص ما، من المؤكد أنها تنعكس عليه وعلى من حوله سلبا.
فما أطيبَ حياةَ من كان بهذه الصفات الجليلة وما أحسنَ حالَه وما أسعدَ قلبَه. أسأل الله أن يهديني وإياكم لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا هو وأن يصرف عني وعنكم سيئ الأخلاق لا يصرف عنها سيئها إلا هو إنه سميع مجيب الدعاء. معاشر المؤمنين صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين..
فقلت: نعم، أنا ظاهري بأصول فكرية ولغوية، وهذان من أئمة المسلمين، ولا يعني ذلك أنني تابع لابن حزم في أغلاطه الفقهية والعقدية، فسر - رحمه الله - بذلك وحذرني من مزالق ابن حزم وعلماء الكلام، وأوصاني بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن قيم الجوزية".
وعبء من هذا يقع على من يحمي ويوصل المعلومة للحاكم في أن يكون أيضًا متحليًا بهذه الصفات. والفئة الثانية هي العلماء، وأضم معهم الدعاة والعاملون في الحقل الإسلامي بشكل عام، مع تفاوت في المسؤولية، فهم القدوة حتى لا ينطبق عليهم قوله تعالى: "يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"، وهم من أولي الأمر فلا تقل مسؤوليتهم عن الحكام أنفسهم، وهم السد المنيع من حلول عذاب الله المستأصل للناس: "وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون"، ولننتبه إلى كلمة (مصلحون) ولم يقل (صالحون)، فتفاعلهم مع دين الله وحرقتهم على الدين وتفانيهم في تحمل مسؤولياتهم كل ذلك مطلوب، ولكن لا بد من صدق لسان ونقاء سريرة، لا بد من التقي النقي. تعاني الجماعات والأحزاب نفسها أحيانًا من خلل في علاقتها مع بعضها، بل بين أفراد الجماعة الواحدة، فضلاً عن التعامل مع الناس عمومًا أو المؤسسات الحاكمة، حين نتذكر أن الجماعات والأحزاب وسائل وليست غايات، فهناك ثوابت وأصول وغايات عظمى تجمع ولا تفرق، وهناك فرعيات واجتهادات قد تؤدي إلى اختلاف ينبغي احترامه وعذر أصحابه، بالنفسية إياها حيث النقاء والصفاء والحب والاحترام، فالذي يجمعنا جميعًا مسؤولين وعاملين وعلماء ودعاة هو عزة الأمة والأوطان وحرية الإنسان.
الباحث، والكاتب، والمحاضر الجامعي، المفكر العربي، والمحلل السياسي الكاتب الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين رئيس مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للاجئين، عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية/
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عَمرٍو رَضي اللهُ عنهما: "قيل لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ تعالى علَيه وسلَّم: أيُّ النَّاسِ أفضَلُ؟"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "كلُّ مَخْمومِ القلبِ"، أي: سَليمِ القَلبِ نَظيفِه، وهو مِن تَخميمِ البَيتِ، أي: كَنْسِه وتَنظيفِه، والمعنى: أن يكونَ قلبُه نَظيفًا خاليًا مِن سيِّئِ الأخلاقِ، "صَدُوقِ اللِّسانِ"، أي: لسانُه مُبالِغٌ في الصِّدقِ، فيَحصُلُ بذلك المطابقَةُ بين تَحسين اللِّسانِ وطهارةِ القَلبِ، فيَخرُجُ عن كوْنِه مُرائيًا. فقال الصَّحابةُ رَضي اللهُ عنهم: "صَدوقُ اللِّسانِ نَعرِفُه، فما مَخمومُ القلبِ؟"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "هو التَّقيُّ"، أي: الخائفُ مِن اللهِ في سرِّه وعلَنِه، والمُراقِب له في كلِّ أعمالِه، "النَّقيُّ"، أي: نقيُّ القلبِ، وطاهِرُ الباطِنِ، "لا إثْمَ فيه"، وفي روايةٍ: "لا إثْمَ عليه"، أي: لا يوجَدُ به سوءٌ مِن الحِقدِ والغِلِّ، فإنَّه مَحفوظٌ بحِفظِ اللهِ وعِنايتِه، وقولُه: "ولا بغْيَ" أي: لا ظُلمَ فيه ولا مَيلَ عن الحقِّ، "لا غِلَّ" أي: لا حِقدَ، "ولا حسَدَ"، أي: ولا يتمنَّى زوالَ نِعمةِ الغيرِ.