الصلاة تنهى عن الفحشاء: السؤال الثاني من الفتاوى رقم (18164) س2: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث معناه: من لم تنهه صلاته فليس منا، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي موضع آخر: أن بعض الصحابة قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فلان يصلي ويأتي الفاحشة، فقال صلى الله عليه وسلم: إن صلاته ستأتي يوما وتنهاه. في الحديث الأول قال: من لم تنهه صلاته فليس منا. من لم تنهه صلاته عن الفحشاء اسلام ويب. والثاني: إن صاحب الفاحشة أن صلاته سوف تمنعه عن الفاحشة، فهل يصلي من يأتي الفاحشة أم لا؟ ج 2: الكلام الأول ليس بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما نعلم، وقد قال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [سورة العنكبوت الآية 45] فمن أقام الصلاة على الوجه المشروع فإن صلاته تنهاه عن الفحشاء والمنكر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الذي ذكر له أنه يقوم الليل ويسرق في النهار: إن كان صادقا فسينهاه ما تقول (*) أما إذا أديت الصلاة على غير الوجه المشروع فإنها لا تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر؛ لما فيها من النقص. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد العزيز آل الشيخ عضو: عبد الله بن غديان عضو: صالح الفوزان عضو: بكر أبو زيد.
تاريخ النشر: الخميس 2 ربيع الآخر 1428 هـ - 19-4-2007 م التقييم: رقم الفتوى: 95042 191042 0 419 السؤال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لن تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له)، السؤال الأول: هل هذا حديث صحيح, وهل توجد أحاديث صحيحة وأحاديث ضعيفة؟ السؤال الثاني: ما الفرق بين الفحشاء والمنكر؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالحديث المشار إليه في السؤال لا يصح ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ورد من قول ابن مسعود رضي الله عنه موقوفاً عليه، وانظر الفتوى رقم: 35049. وأما الفرق بين الفحشاء والمنكر، فإن المنكر كما قال القرطبي رحمه الله: هو ما أنكره الشرع بالنهي عنه وهو يعم جميع المعاصي والرذائل والدناءات على اختلاف أنواعها والفحشاء، قال ابن عباس هو الزنى. وعلى هذا فالمنكر أعم من الفحشاء، فالفحشاء منكر، وليس كل منكر فحشاء، فالمنكر يشمل الفحشاء -الزنى- وغيره من الذنوب والمعاصي، وقد سمى الله تعالى في كتابه عمل قوم لوط بالفحشاء، فقال تعالى: أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ {الأعراف:80}، وقيل إن الفحشاء هو كل عمل قبيح من قول أو فعل، وهي بهذا الاعتبار أيضاً أخص من المنكر.
قال ابن حجر: لين الحديث. قلت: وهذا توسط في حاله، فابن الجنيد لم يذكر دليلًا على تكذيبه له، وأما قول الذهبي إنه وثق فلعله يعني به ذكر ابن حبان له في الثقات، ولكن ابن حبان أشار إلى تليين ضبطه بالإغراب عن الثقات، والنسائي متشدد، والله أعلم. تهذيب الكمال 31/388، الميزان 4/387، التهذيب 11/233، التقريب (7573). • أبو معاوية الضرير: محمد بن خازم، ثقة، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 534. • ليث، هو ابن أبي سُلَيم بن زُنَيم القرشي (ت148). ضعيف اختلط. قال عنه ابن حجر: صدوق اختلط جدًا، ولم يتميز حديثه فتُرك. ما مدى صحة الحديث من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له؟ «الإفتاء» تجيب | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية. انظر تهذيب الكمال 24/279، التهذيب 8/465، التقريب (5685). • طاوُس بن كَيسان اليماني، أبو عبد الرحمن الحميرَي مولاهم (ت106تقريبًا). ثقة ثبت فقيه فاضل، قال ابن حبان: كان من عُبّاد أهل اليمن، ومن سادات التابعين، وكان قد حج أربعين حجة، وكان مستجاب الدعوة. انظر حلية الأولياء 4/4، تهذيب الكمال 13/357، السير 5/38، التهذب 5/8. • عبد الله بن عباس، صحابي جليل، تقدمت ترجمته في المسألة رقم 525. تخريج الحديث: روى أبو معاوية هذا الحديث، واختلف عليه: 1- فرواه يحيى بن طلحة، عن أبي معاوية، عن ليث بن أبي سليم، عن طاُوس، عن ابن عباس، مرفوعًا.
الحمد لله. لا نجد داعيا لاستغرابك أخي السائل ، فالصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر هي الصلاة الحقيقية التي يقبل صاحبها إليها بقلبه وروحه ونفسه ، يتذلل بها بين يدي الله ، إظهارا للعبودية واعترافا بالفقر بين يديه ، وهو في ذلك راغب فيما عنده عز وجل ، صادق التوبة والإنابة ، مخلص السريرة له سبحانه. ملتقى الشفاء الإسلامي - تخريج حديث: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر. فمن لم تقم في قلبه هذه المعاني حين يقف بين يدي الله للصلاة ، لم تثمر صلاته الثمار الحقيقية المرجوة ، التي من أهمها التذكير بالله والنهي عن الفحشاء والمنكر ، ولم يكتب له من أجرها إلا بقدر ما حققه من معانيها ومقاصدها. يقول الله عز وجل فيها: ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) العنكبوت/45 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا - غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ: هِيَ فِي النَّارِ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَإِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا - وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ: هِيَ فِي الْجَنَّةِ) رواه أحمد في "المسند" (2/440) وصححه المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/321) ، والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/190) قال الإمام القرطبي رحمه الله: " في الآية تأويل ثالث ، وهو الذي ارتضاه المحققون ، وقال به المشيخة الصوفية ، وذكره المفسرون ، فقيل المراد بـ ( أقم الصلاة): إدامتها ، والقيام بحدودها.
مما يناسب المقام، كقول: أنا شاكر، ونحو ذلك. أما الآية الكريمة فهي في حق من مات على الكفر. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: صالح الفوزان عضو: عبد العزيز آل الشيخ عضو: بكر أبو زيد