فليس على المرتد إذا تاب قضاءُ ما تركه من صلاة أو صيام زمن الردة؛ لأن التوبة تهدم ما قبلها؛ سُئل الشيخ ابن باز: هل على المرتد قضاء الصلاة والصيام إذا عاد إلى الإسلام وتاب إلى الله؟ فأجاب: "ليس عليه القضاء، ومن تاب، تاب الله عليه، فإذا ترك الإنسان الصلاة، أو أتى بناقض من نواقض الإسلام، ثم هداه الله وتاب، فإنه لا قضاء عليه. هذا هو الصواب من أقوال أهل العلم؛ لأن الإسلام يجب ما قبله، والتوبة تهدم ما كان قبلها... قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ﴾ [الأنفال: 38]؛ فبيَّن الله سبحانه وتعالى أن الكافر إذا أسلم، غفر الله له ما قد سلف. حكم الاستهزاء باللحية - إسلام ويب - مركز الفتوى. والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((التوبة تجبُّ ما قبلها، والإسلام يهدم ما كان قبله))"؛ [مجموع فتاوى ابن باز، (29/ 196)]. وأخيرًا: فعليكِ إحسان عملكِ، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، وتعلم العلم النافع، ومصاحبة الصالحات، هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الحمد لله. أولا: اعلم أن المسلم لا يخرج من ملة الإسلام إلا بيقين ، فلا يخرج بالوسوسة أو الخطأ أو الإكراه أو بمجرد حديث النفس ، فكل هذا لا يؤاخذ المسلم به فضلاً عن أن يكفر. قال الله تعالى: ( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) الأحزاب/5. وقال صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ) متفق عليه. وقَالَ أيضًا: ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني. وينظر جواب السؤال رقم: ( 39684)، ( 60303). ولا شك أنك لم تقصد الاستهزاء بالدين عندما ضحكت من قول أستاذك: ( مبروك هذه تدمر التليفون) ، وليس في ضحكك من هذه الكلمة ما يدل على الاستهزاء أصلاً ، وليس في كلامه ـ أيضا ـ ما له علاقة بالدين ، وأحكامه ، وشرائعه!! فدع عنك الوساوس يا عبد الله. ثانيا: أما الضحك عند رؤية المعصية أو الكفر أو الاستهزاء بالدين فلا يجوز البتة ، بل الواجب على المسلم إذا سمع أو رأى شيئاً من المعصية أو الاستهزاء بالدين أن ينكر على قائله وفاعله إنكاراً شديداً ، فإن لم يستجب له: لزمه مغادرة المكان الذي هو فيه.
السؤال: يتهاون البعض بأمر الاستهزاء ببعض أحكام الدين أو المُتمسكين به، فما موقف المسلم تجاه ذلك؟ الجواب: الموقف الإنكار، مَن استهزأ بالدين نُنكر عليه إنكارًا شديدًا، وقد ذكر العلماء -ذكر ابنُ عمر وجماعة- أنَّ أناسًا في عهد النبي ﷺ من المنافقين قالوا: ما رأينا مثل قُرَّائنا هؤلاء أرغب بطونًا، ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللِّقاء! فنُقل قولهم إلى النبي ﷺ، فجاءوا إليه يعتذرون، وسبقهم التنزيل، أنزل الله فيهم: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65- 66]. فالاستهزاء بالجنة، أو بالنار، أو بالإسلام عمومًا، أو بالتوحيد، أو بالصلاة، أو بالزكاة، أو بشيءٍ من الدين: ردَّة بإجماع المسلمين، وناقضٌ من نواقض الإسلام، ذكره أئمَّة العلم في باب حُكم المرتد، وذكره شيخ الإسلام رحمه الله محمد بن عبدالوهاب في نواقض الإسلام العشرة التي جمعها ولخَّصها من كلام أهل العلم، ذكر منها: الاستهزاء بشيءٍ من دين الله. والمستهزئ بالعلماء، أو بطلبة العلم، أو بطالبات العلم، إذا كان مقصوده الاستهزاء بالدِّين؛ كفر.