وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) يقول تعالى ذكره ناهيا عباده عن نقض الأيمان بعد توكيدها، وآمرًا بوفاء العهود، وممثلا ناقض ذلك بناقضة غزلها من بعد إبرامه وناكثته من بعد إحكامه: ولا تكونوا أيها الناس في نقضكم أيمانكم بعد توكيدها وإعطائكم الله بالوفاء بذلك العهود والمواثيق ( كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ) يعني: من بعد إبرام. تفسير " ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا " | المرسال. وكان بعض أهل العربية يقول: القوّة: ما غُزِل على طاقة واحدة ولم يثن. وقيل: إن التي كانت تفعل ذلك امرأة حمقاء معروفة بمكة. * ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الله بن كثير ( كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ) قال: خرقاء كانت بمكة تنقضه بعد ما تُبْرِمه. حدثنا المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن الزبير، عن ابن عيينة، عن صدقة، عن السديّ ( وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ) قال: هي خَرْقَاءُ بمكة كانت إذا أبرمت غزلها نقضته.
إننا أمام كل ما يجري نحذر من هم في مواقع المسؤولية من البقاء على إدارة الظهر لما يعانيه اللبنانيون وان يتقوا سطوة هذا الشعب الذي لن يصفح عمن كانوا سبباً في ايصاله لما وصل إليه. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النحل - الآية 92. وبالانتقال إلى فلسطين حيث يقف الشعب الفلسطيني بكل اقتدار وعنفوان واستعداد للتضحية بالغالي والنفيس في تصديه لممارسات العدو الصهيوني في القدس أو في وجه سياسة التدمير الممنهج للحجر والبشر في غزة والتي أدت إلى سقوط العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى فضلا عن تدميره لعشرات المباني والوحدات السكانية والمرافق الحيوية أو عبر ممارسات مستوطنيه تجاه هذا الشعب داخل أراضي 48. ومع الأسف يجري كل ذلك من دون أن يتحرك العالم للوقوف مع هذا الشعب في مواجهته للألة الصهيونية ويكتفي ببيانات الإدانة والشجب والاستنكار. إننا في الوقت الذي نحيي فيه بسالة مقاومة هذا الشعب وصموده الابي والحي نجدد دعوتنا لكل الشعوب العربية والإسلامية أن يعلو صوتها ويكون هادرا وان تكون بمستوى هذا التحدي الذي يمس مقدساتها ويهدد استقرارها وأمنها.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا أبو ثور، عن مَعْمر، عن قتادة ( دَخَلا بَيْنَكُمْ) قال: خيانة بينكم.
والدَّخَل في كلام العرب: كلّ أمر لم يكن صحيحًا، يقال منه: أنا أعلم دَخَل فلان ودُخْلُلَه وداخلة أمره ودخلته ودخيلته. وأما قوله ﴿أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ﴾ فإن قوله أربى: أفعل من الربا، يقال: هذا أربى من هذا وأربأ منه، إذا كان أكثر منه؛ ومنه قول الشاعر: وأسْمَرَ خَطِّيّ كأنَّ كُعُوبَهُ... نَوى القسْبِ قد أرْبَى ذرَاعا على العَشْرِ [[(البيت في اللسان: قسب) قال: القسب: التمر اليابس. يتفتت في الفم، صلب النواة قال الشاعر يصف رمحا: "وأسمر خطيا... إلى آخر البيت"... قال ابن بري: هذا البيت يذكر أنه لحاتم الطائي، ولم أجده في شعره. وأربى وأرمى: لغتان. ونوى القسب أصلب النوى. والخطى نسبة إلى الخط: بلد عند البحرين، مشهور بصنع الرماح. واستشهد المؤلف هنا بالبيت على أن معنى أربى: أكثر. وكذلك قال أبو عبيدة في مجاز القرآن (١: ٣٦٧). ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها. ]] وإنما يقال: أربى فلان من هذا وذلك للزيادة التي يزيدها على غريمه على رأس ماله. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. ⁕ حدثني المثنى، وعليّ بن داود، قالا ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ﴿أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ﴾ يقول: أكثر.