كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في ليلة مظلمة، فلم ندر أين القبلة، فصلى كل رجل منا على حياله -يعني: على ما أداه إليه اجتهاده- فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}.. الآية الخامسة عشرة بعد المائة: قول الله عز وجل: { وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ}. ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا. أخرج الإمام مسلم والترمذي والنسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته تطوعاً أينما توجهت به، وهو آت من مكة إلى المدينة). وهذا شرح للآية وليس سبباً للنزول، وهو يفيد أن الإنسان في السفر لو أراد أن يتنفل فليس بالضرورة أن يستقبل القبلة، فإذا كنت راكباً سيارتك وأنت جالس وأردت أن تصلي نافلة فإنك تكبر وتومئ بالركوع والسجود. أما سبب نزول الآية فهو ما رواه الترمذي وابن ماجة والدارقطني عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في ليلة مظلمة، فلم ندر أين القبلة، فصلى كل رجل منا على حياله -يعني: على ما أداه إليه اجتهاده- فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت: { وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}[البقرة:115].
أ. د مشاري بن عبدالله النعيم فكرة الاتساع التي طرحناها في المقال السابق لها ما يدعمها في القرآن الكريم، قال الله تعالى: "وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (البقرة:115). هذه الآية على وجه الخصوص تثير عدة أفكار حول عمارة المسجد، فعلى الرغم ان المشرق والمغرب لله، وهذا يشير إلى السعة اللامحدودة في التوجه لله والصلاة، إلا أن المسجد يتصف بشكل أساسي بالتوجيه، فكل المصلين يفترض أن يتجهوا إلى الكعبة، بما في ذلك من هم داخل المسجد الحرام، نقول هذا لأن فكرة التوجيه مرتبطة بالتوجه إلى مكان واحد وليس إلى جهة واحدة، فليس في المسجد شرق أو غرب، أو شمال أو جنوب، له خصوصية بل هناك مكان هو الذي يتصف بالخصوصية والقداسة والصلاة تتجه إليه. ولله المشرق والمغرب | جائزة عبداللطيف الفوزان. وبين التوجيه والاتساع تكمن فكرة عمارة المسجد التي تحتوي على خصائص مادية محددة دون شك، وأهمها تحديد صفوف المصلين، وهي تحديد يعرف المكان ويعكس ديناميكيته، أي أن التوجيه يساهم في تحديد الكتلة العمرانية ويجعلها مرنة ومتنوعة، إذا كان المسجد مكوَن من بناء، أو أنه يحدد الشكل الفراغي المفتوح خصوصاً عند وجود المصلين في أثناء الصلاة.
وجملة: (له ما في السموات) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (كلّ له قانتون) لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (ولدا)، الأصل فيه أنّه صفة مشتقّة من ولد يلد باب ضرب، ثمّ استعمل اسما لكلّ من ولد. تفسير: (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله). ويطلق على الذكر والأنثى والمثنّى والجمع، وزنه فعل بفتحتين. (قانتون)، جمع قانت، اسم فاعل من قنت، وزنه فاعل. الفوائد: 1- لفظ سبحانه وتعالى، وجل جلاله وما على غرارها كلها جمل اعتراضية ويقصد بها تنزيه اللّه، وتعظيمه، و.............. إعراب الآية رقم (117): {بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)}. الإعراب: (بديع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (السموات) مضاف إليه مجرور (الأرض) معطوف بالواو على السموات مجرور مثله، الواو عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل يتضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب (قضى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أمرا) مفعول به منصوب الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (يقول) مضارع مرفوع والفاعل هو اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جر متعلّق ب (يقول)، (كن) فعل أمر تام والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب (يكون) مضارع مرفوع تام، والفاعل هو.
فالإنسان لو أشكلت عليه القبلة وما عرف إلى أين يصلي فصلى ثم استبان له أنه صلى إلى غير القبلة فصلاته صحيحة، وليس عليه إعادة. 3 0 8, 575
اهـ.
هذه الآية الكريمة وهي قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة:115] ذكر فيها الحافظ أقوالاً للعلماء وهي ما يأتي: القول الأول: إنها تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم حينما فاته التوجه إلى الكعبة، فقد كان في مكة قبل الهجرة، يستقبل بيت المقدس، والكعبة بين يديه، يستقبلهما جميعاً، فلما هاجر إلى المدينة فاته ذلك فكأنه حصل في نفسه بعض الشيء فأنزل الله هذه الآية تسلية له ولأصحابه، والمعنى: أينما تتوجهوا فالله تعالى هو الذي أمركم، وهذه طاعته. والقول الثاني: أن هذه الآية نزلت قبل أن يوجه إلى الكعبة، فحينما هاجر إلى المدينة عليه الصلاة والسلام كان يتوجه إلى أي جهة كانت، فبين الله تعالى أن الجهات كلها له وهي ملك لله عز وجل، وأن أي جهة توجه إليها بإذن الله وبأمره فذاك طاعة الله؛ ولهذا أنزل الله: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه} [البقرة:115] -وهذه الآية فيما إثبات صفة الوجه لله عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته- فأنتم حينما تتوجهون إلى أي جهة بإذن الله وطاعته فذاك امتثال لأمر الله، ثم وجه عليه الصلاة والسلام بعد ذلك إلى الكعبة.
الإعراب: الواو استئنافيّة (من) اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ (أظلم) خبر مرفوع (من) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أظلم)، (منع) فعل ماض والفاعل هو وهو العائد (مساجد) مفعول به منصوب (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أن) حرف مصدريّ ونصب (يذكر) مضارع مبنيّ للمجهول منصوب (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يذكر)، (اسم) نائب فاعل مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه. والمصدر المؤوّل (أن يذكر... ) في محلّ نصب مفعول به ثان ل (منع)، الواو عاطفة (سعى) ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في خراب) جارّ ومجرور متعلّق ب (سعى)، و(ها) ضمير مضاف إليه. (أولاء) اسم اشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب (ما) نافية (كان) فعل ماض ناقص اللام حرف جرّ و(هم) متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أن) مثل الأول (يدخلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل و(ها) ضمير مفعول به (إلا) أداة حصر (خائفين) حال منصوبة من فاعل يدخلوها، وعلامة نصبه الياء. والمصدر المؤوّل (أن يدخلوها) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر. ص2 - شرح تفسير ابن كثير الراجحي - تفسير قوله تعالى ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله - المكتبة الشاملة الحديثة. جملة (من أظلم.. وجملة: (منع مساجد) لا محلّ لها صلة الموصول (من).