(اليوم العالمي للقطط المسكينة) لقد قرَّرت رفع قضية ضد فقراء العالم، نعم، سأطلب منهم مليار ريال، ريال عن كل فقير، كتعويض عن فقداني لقطتي المُدلَّلة. شاهد.. كيف احتفل العالم بـ اليوم العالمي للقطط.. وشاركنا باحتفالك - Pets grow اليوم العالمي للقطط. بدأت القصة المأساوية عندما أقنعني صديقٌ لي يعمل في هيئة خيرية عالمية بمشاهدة أسطوانة حاسوب مُمغنطة، يوزعونها في مكاتبهم، عن المجاعة في النَّيجر، قال: إنَّها رائعة، وستجعلني أشعر بآلام الجَوْعى والمعدمين هناك، ومِنْ ثَمَّ ستدفعني حتمًا للتبرُّع لهم، فجلست أتابع على مضض كارثة المجاعة. كانت شاشتي تستغيثُ من المشاهد التي تضربها، وتنحت في قلبي تمثالاً من البُؤس الذَّهبي الخالص، بينما جلست قطتي كعادتِها تشاهد الشاشة معي، ثم جاء المشهد الذي أطاح بأعصابي كلها، وجعلها تتسوَّل السكينة من ألوان غُرفتي المشتعلة، المشهد كان لطفلٍ تنتفخُ بطنُه كلما بكى من شِدَّة الجوع، فتتقلص معدتي في حين تترنم أمه، وهي تحتضنه ببضعة كلمات يائسات؛ لتساعده على النوم، أو رُبَّما الموت - لا أدري - فتُردِّد في حزن واستكانة: " نم يا حبيبي، فليس لدينا حليب ". أدرت عيني فَوْرَ انتهاء هذه المأساة، فإذا بقطتي البيضاء قد ماتت على أرجوحتها، نعم، ماتت وفي فَمِها قطعة من ( الركفورد) لم تنتهِ منها، لم تحتمل المسكينة تلك المشاهد المُؤذية، فماتت من قسوة ما رأت، فهل سيُجدي تعاطفي مع ثُلَّة من الجوعى؟!
احتفل الصندوق الدولي للقطط قبل أيام 8 اغسطس باليوم العالمي للقطط. الاردنيون بكل أسف لم يحتفلوا. ولم يشاركوا سكان كوكب الأرض الاحتفاء بهذه المناسبة الفريدة. على الأقل لم نرصد في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية اي خبر أو تبادل للتهاني والتبريك، ولعلهم لم يسمعوا عن هذة المناسبة العزيزة من قبل، وهكذا مرت الذكرى دون أن يشعروا بها أو يعرفوا شيئا عن حفل المواء المهيب. القطط عندنا كائنات مهملة وسائبة وغير مملوكة، واقتنائها داخل البيت يجري على نطاق ضيق. ومجرد مداعبتها أو الاهتمام بها وتكرار الحديث عنها عيب، وينتقص من هيبة الرجل الرزين ، ولا يمكن مقارنته بحديث الرجال عن الإبل والاكباش والخيول ولا بالكلاب حتى. لأمر ما انشغلت في البحث عن تفاصيل الاحتفال وتفرغت لمعرفة فقراته. قررت أن أفعل شيء. أن أقيم احتفال مصغر أو ما يشبه الاحتفال، أقيمه لوحدي سرا، وأحرص على ان لا يلحظه أفراد اسرتي. ذلك أنهم سيصعقون ان ضبطوني متلبسا بممارسة طقوس الاحتفال الشاذة. وستذهب أفكارهم لا محالة بعيدا، وستساورهم الشكوك حول سلامة حالتي النفسية أو حتى حالتي العقلية، وقد اخضع لفحص عائلي عاجل، ولربما يتهامسون ويجتعمون في الخفاء ويقررون بشأني شيئا ما، عندها سيكون احتمال وضعي تحت الرقابة الحثيثة دون أن ادري احتمالا مطروحا بسبب هذا التصرف الطاريء ، وقد تطول فترة الرقابه إذا ما قاموا باستجوابي وانتزعوا مني اعترافا صريحا بحقيقة اني كنت بصدد ارتكاب افعالا ذات صبغة احتفالية بيوم القط.