فاستشاط الحجاج غضبًا بعد أن رأى قوّاته تتساقط شهيدًا وراء شهيد، فأقسم ليفتحن هذه البلاد، وينشر الإسلام في ربوعها، وقرّر القيام بحملة منظمة، ووافق الخليفة الوليد بن عبد الملك، وبعد أن تعهد له الحجاج أن يرد إلى خزينة الدولة ضعف ما ينفقه على فتح بلاد السند. فاتح بلاد السند الاذني. وقد وقع اختيار الحجاج على محمد بن القاسم الثقفي واليه على فارس ليقود جيش الفتح ؛ لما رآه فيه من حزم وبسالة وفدائية، فجهّزه بكل ما يحتاج إليه في ميدان القتال من عتاد، وتحرك البطل محمد بن القاسم الثقفي بجيشه المكون من عشرين ألف مقاتل من خيرة الأبطال وصفوة الجنود، واجتاز الجيش حدود إيران سنة 90هـ إلى الهند. فتح بلاد السند سار محمد بن القاسم بجنده من "شيراز" إلى "مكران"، وأقام بها أيامًا، واتخذ منها قاعدة للفتح ونقطة انطلاق، ثم فتح "قنزابور"، ثم "أرمائيل". تقدم لفتح "الديبل"، وتقع -الآن- قريبة من كراتشي في باكستان، وجعل عتادة أزواده في سفن أرسلها بالبحر من "أرمائيل"، وحاصر "الديبل"، ونصب عليها المنجنيق، وفتحها بعد قتال عنيف دام ثلاثة أيام، وهدم "البد" الكبير بها، وكل "بد" آخر "، والبد: "كل تمثال أو معبد لبوذا"، ثم حولها إلى مدينة إسلامية، وأزال منها كل آثار البوذية، وبنى بها المساجد وأسكنها أربعة آلاف مسلم.
حتى أن جاء الفتح في عهد الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي للمسلمين من سنة 86 حتى 96 هجرية بدأ الفتح المنظم لهذه البلاد الشاسعة بالتحديد عام 88 هجرية ، في عهده كان الحجاج بن يوسف الثقفي واليًا على بلاد فارس كان شديد الحكم العسكري عليها قضى على تمرد الملك رتبيل و أخضع كل البلاد للدولة الأموية و عين قائد كبير هو ابن اخيه محمد بن القاسم الثقفي هو فاتح السند. فاتح بلاد السند محمد بن القاسم الثقفي:- مشهور عنه لقب فاتح بلاد السند هو محمد بن قاسم بن الحكم بنأبي عقيل بن مسعود الثقفي ولد في مدينة الطائف عام 72 هجرية عينه عمه الحجاج واليًا على البصرة ، كان كأي قائد حلمه تحقيق فتح إسلامي عظيم فكان يسمع عن بلاد السند و خيراتها و عظم حضارتها خصوصًا أنها لم تكن غريبة سبق و ذهب إليها حملات عسكرية فكان يحكم إقليم مكران المسلمون عام 40 هجرية فكان الحلم الذي يراوده.
ولما تولى رحمه الله الخلافة "99-101هـ" كتب إلى ملوك السند يدعوهم إلى الإسلام والطاعة، فدخلت بلاد السند كلها في طاعة المسلمين، وأسلم أهلها وملوكها وتسموا بأسماء العرب، وبهذا أصبحت بلاد السند بلاد إسلام. قصة فتح بلاد السند - موقع فكرة. ثم عادت واضطرب في أواخر بني أمية، إلى أن انتظمت في خلافة -العباسي "136-157هـ" وفي أيامه افتتحت "كشمير" ودخلت في دولة الإسلام [6]. ولا بد من الإشارة إلى أن الفتح العربي الإسلامي للسند لم يكن فتحا عسكريا فحسب، وإنما -كما حدث في الجبهات الأخرى- تنقلت العشائر العربية إلى هناك، وحمل العرب إلى البلاد نفس أسلوبهم في الحياة، كما انتشرت الثقافة الإسلامية والعربية في المدن التي ستؤسس فيما بعد، مما ساعد على نشر الإسلام والعربية، بل هاجرت إلى الهند نفس الصور الفكرية التي طبعت العالم الإسلامي في القرن الأول الهجري، كما انتقلت إليها فرق ودعايات [7]. المصدر:الدكتور طه عبد المقصود: موجز عن الفتوحات الإسلامية، الناشر: دار النشر للجامعات - القاهرة، ص17- 21. عن موقع قصة الإسلام الهوامش: [1] راجع: أطلس التاريخ الإسلامي، للدكتور حسين مؤنس "الخريطة ص118" دراسات في تاريخ الخلفاء الأمويين، للدكتور بطاينة ص"236" موسوعة التاريخ الإسلامي للدكتور أحمد شلبي "الجزء الثاني: الدولة الأموية ص139".