على كل حال، المسح على الخفين وعلى الجوارب (وهي ما يسمى بالشراب) ثابت ثبوتاً لا مجال للشك فيه ، ولهذا قال الإمام أحمد: "ليس في قلبي من المسح شيء"، يعني ليس عندي فيه شك بوجه من الوجوه، و لكن لابد من شروط لهذا المسح – الشرط الأول: أن يلبسهما على طهارة ، ودليله: حديث المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-، قال: كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر فتوضأ، فأهويت لأنزع خفيه، فقال: " دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين " ومسح عليها. فإن لبسهما على غير طهارة وجب عليه أن يخلعهما عند الوضوء ليغسل قدميه، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- علل عدم خلعهما عند الوضوء ومسح عليهما، علله بأنه لبسهما على طهارة: " أدخلتهما طاهرتين ". – الشرط الثاني: أن يكون ذلك في المدة المحددة شرعاً ، وهي يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليها للمسافر. وتبتدئ هذه المدة من أول مرة مسح بعد الحدث إلى آخر المدة فكل مدة مضت قبل المسح فهي غير محسوبة على الإنسان، حتى لو بقي يومين أو ثلاثة على الطهارة التي لبس فيها الخفين أو الجوارب، فإن هذه المدة لا تحسب، لا يحسب له إلا من ابتداء المسح أول مرة إلى أن تنتهي المدة، وهي يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام للمسافر، كما ذكرناها آنفاً.
قال ابن أبي العز الحنفي شارح الطحاوية: "تواترت السنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمسح على الخفين وبغسل الرجلين". وإنما عمد المصنفون من السلف إلى ذكر مسألة المسح على الخفين أو الجوربين في كتب العقائد؛ لأن كثيرًا من أهل البدع كالروافض شنعوا على من يقول بالمسح عليهما، فأراد علماؤنا -رحمهم الله تعالى- التصدي لكل شبهة، وحماية جناب الشريعة ممن يرومون نقضها وهدمها. أيها الأفاضل: وإنما يحتاج الناس إلى لبس الخفين أو الجوربين، أو هما معًا؛ توقيًا للبرد، وبعضهم بسبب تشقق في رجليه، وآخرون لطبيعة عملهم في ورش أو مصانع أو مزارع، أو يكونون عسكريين تفرض عليهم ظروفهم ذلك، ويشق على هؤلاء الأصناف خلعهما عند كل صلاة، فلأجل هذه ونحوها جاءت الرخصة بلبسهما، وشرع المسح عليهما. عباد الله: دلت الأحاديث المتواترة على مشروعية المسح على الخفين والجوربين، منها حديث المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-، قال:" كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فتوضأ، فأهويت لأنزع خفيه، فقال: "دعهما؛ فإني أدخلتهما طاهرتين"، فمسح عليها". متفق عليه. والخفان: ما يلبس في الرِّجل من جلد ساتر للكعبين، وقد يستر ما فوقهما، وفِعلُ المغيرة -رضي الله عنه- هذا وقع في غزوة تبوك في رجب سنة تسع للهجرة، أي قبل وفاته -صلى الله عليه وسلم- بأقل من سنتين، جاء ذلك مبيَّنًا في رواية أخرى من روايات صحيح البخاري؛ ما يؤكد على مشروعية وجواز المسح على الخفين.
أما بعد: استنبط العلماء من حديث المغيرة بن شعبة وغيره من أحاديث المسح على الخفين جملة من الأحكام، ومنها: أولاً: يشترط لجواز المسح على الخفين أو الجوربين كمال الطهارة قبل لبسهما؛ وعليه، فإنه حين الوضوء، لو غسل إحدى رجليه، ثم أدخلها الخف أو الشراب قبل غسل الأخرى لم يجزئ المسح؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "فإني أدخلتهما طاهرتين"، أي: أدخلتُ القدمين، ثم قال المغيرة -رضي الله عنه-: "فمسح عليهما"، وتثنية الضمير لا يجوز في اللغة إلا إذا وجد دليل يعين مرجع كل ضمير، كما هو الحال هنا. وثانيًا: لم يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه مسح أسفل الخفين، والحديث الوارد في ذلك منقطع، وكل الأحاديث الصحيحة على خلافه، ويؤكد ذلك قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، ولقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على ظاهر خفيه". أخرجه أبو داود بإسناد حسن، وصححه الحافظ ابن حجر. وقال ابن الوزير: "أجمعوا على أن المسح يختص بظاهر الخف". ويكفي أن يمسح على أكثره؛ فيمسح بأصابع يديه على ظهور قدميه مرة واحدة، ولا يسن تكرار المسح، وكيفما مسح أجزأ. وثالثًا: أن يكون الخف أو الجورب ساترًا محل العضو المفروض، فإن لم يستره لخرق أو شقوق ونحوها، فالراجح: جواز المسح عليه وإن ظهر بعض العضو.
[6]. فيبتدئ من أصابع رجله إلى ساقه فقط، يمسحهما معاً اليمنى باليد اليمنى، واليسرى باليد اليسرى إذا كان يمكنه ذلك؛ لأن هذا ظاهر السنة كما في حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - حيث قال: "وَمَسَحَ عَلَيْهِمَا" ولم يقل بدأ باليمنى أما إذا لم يمكنه ذلك فإنه يمسح اليمنى ثم اليسرى؛ لأن المسح بدلاً عن غسل القدم، والبدل له حكم المبدل منه، والأمر في هذا واسع. مسألة: هل انتهاء مدة المسح تبطل الطهارة؟ الصحيح - والله أعلم - أنها لا تبطل الطهارة، فلو أن رجلاً توضأ الساعة الحادية عشرة وتنتهي مدة مسحه الساعة الثانية عشرة، واستمر على طهارته إلى ما بعد الثانية عشرة لم ينتقض وضوئه. والدليل: عدم الدليل على بطلان الطهارة لا من كتاب الله - عز وجل - ولا من سُنَّة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ولا من إجماع أهل العلم، وما دام أن الطهارة ثبتت بدليل شرعي، فلا تنتقض إلا بدليل شرعي، والنَّبي -صلى الله عليه وسلم- وَقَّتَ مدة المسح؛ ليعرف بذلك انتهاء مدة المسح، لا انتهاء الطهارة. • من مسح في سفر ثم أقام فإنه يمسح مسح مقيم ومن مسح في إقامة ثم سافر فإنه يمسح مسح مسافر. فلو أن مقيماً مسح أقل من يوم وليلة ثم سافر فإنه يمسح مسح مسافر فيضيف يومين وليلتين ليومه السابق، ولو كان مسافر ثم أقام فإنه يحسب يوماً وليلة فقط فإن كان أتمها لم يجز له أن يمسح بعد ذلك.
و بنائا على طلب الكثير من المتابعين لموقعنا تحميل مجاني لرابط تحميل القرأن الكريم كامل بصيغة mp3 بصوت الشيخ السيد متولى فقررنا أن نقدم لكم القرأن الكريم كامل, و هذا ما أدلى إلى صنع الكثير من صيغ ملفات الصوت و التي تم تسجيلها أثناء قيام الشيوخ المشاهير بتلاوة كلام الله ( القرآن الكريم كاملاً) و حفظها داخل ملفات ذات جودة عالية جداً و من أفضلها جودة MP3, إذ تتمتع هذه الصيغة بالكثير من الميزات الرائعة و أهمها أنها تخرج صوت رائع و نقي, كما يمكنها الحفاظ على الصوت بداخلها إلى وقت طويل و ذلك لحمايتها من التلف, و ذلك لكي يتمكن مستخدمين أجهزة الكمبيوتر من الإستماع لهذه التلاوات الجميلة بطريقة رائعة. فوائد قراءة القرأن الكريم: يوجد هناك الكثير الكثير من الفوائد القوية التي ترجع إلى قارئ القرأن الكريم و سوف نعدد لكم بعض من هذه الفوائد و هذا ما سوف يشجعكم على الإستماع للقرأن الكريم و قرائته بل و حفظه في حال تمعنتوا من فوائد القرأن الكريم, لمعرفة فوائد قرائة القرأن الكريم شاهد هذه النقاط: القرآن الكريم أحد أكبر أسباب تثبيت الإيمان في قلب المؤمن: إذ يحتوي القرأن الكريم على الكثير من الكلمات و الأيات الثابتة التي تصلح لكافة الأماكن في أي زمان و هذا ما جعل قلب المؤمن مصدق بالقرأن الكريم و مؤمن بالله عز وجل.