فقالت له امرأته: لو أتيتَ الملكَ لأحسن إليك، فأقبل حتى انتهى إلى الحيرة فوافق يوم بؤس النُّعمان، فإذا هو واقفٌ في خيله في السِّلاح، فلمَّا نَظَرَ إليه النُّعمان عرفه، وساءه مكانهُ. فوقَفَ الطَّائي المنزول به بين يدي النُّعمان، فقال له: أنت الطَّائي المنزول به؟، قال: نَعَم، قال: أفَلا جِئتَ في غير هذا اليوم؟، قال: أبَيْتَ اللَّعْن! وما كان عِلمي بهذا اليوم؟، قال: والله لو سَنَح لي في هذا اليوم قابوسُ ابني لم أجد بُدَّاً من قتله، فاطلُب حاجَتَكَ من الدُّنيا وسَلْ ما بدا لك فإنَّكَ مقتول، قال: أبيتَ اللَّعْن! حل درس ان غدا لناظره قريب. ، وما أصنع بالدُّنيا بعد نفسي! قال النُعمان: إنه لا سبيل إليها.
أي: لمنتظرِه، يُقال: نَظَرْتُه أي: انتظرته، وأوُّلُ من قال ذلك هو قُرَاد بن أجْدَعَ، وذلك أنَّ النُّعمان بن المُنذر خَرَجَ يتصيَّد على فرسه اليَحْمُوم، فأجراه على أثَر عَيْر، فذَهَبَ به الفرس في الأرض ولم يقدِر عليه، وانفَرَدَ إلى أصحابه، وأخذته السَّماء، فطَلَب مَلْجَأ يلجأ، فدَفَعَ إلى بناء، فإذا فيه رجل من طيء يقال له حنظَلة ومعه امرأة له. فقال لهُما: هل من مأوىً؟ فقال حنظَلَة: نعَم، فَخَرَجَ إليه فأنزَلَهُ، ولم يُكن للطَّائي غيرُ شاةٍ وهوَ لا يعرف النُّعمان، فقال لامرأته: أرى رجُلاً ذا هيئة، وما أخْلَقَه أن يكونَ شريفاً خطيراً، فما الحيلة؟ قالت: عِندي شيءٌ من طَحِين كُنتُ ادَّخَرْته، فاذبح الشَّاةَ لأتخِذ من الطَّحين مَلَّة (يُريد خبر ملة، والملة: الرماد الحار). حل درس ان غدا لناظره قريب للصف السابع. قال: فأخرجت المرأة الدَّقيق فخَبَزَت منه مَلَّة، وقام الطَّائي إلى شاته فاحتَلَبَهَا ثمَّ ذبَحَهَا ثمَّ ذبحها، فاتخَذَ من لحمِها مَرَقَة مَضِيرة (المضيرة: مريقة تُطبَخ باللَّبَن)، وأطعمه من لحمها وسقاه من لبنِها، واحتالَ لهُ شَرَاباً فسقاهُ وجَعَلَ يُحدِّثه بقية ليلته. فلمَّا أصبَحَ النُّعمان لَبِسَ ثيابه وركِب فرسه، ثمَّ قال: يا أخا طيء اطلب ثوابَك، أنا الملِك النُّعمان، قال: أفعل إن شاء الله، ثمَّ لحِقَ الخيلُ فمضى نحوَ الحيرة، ومكثَ الطَّائي بعدَ ذلكَ زَمَاناً: حتَّى أصابته نكبة وجُهد وساءت حاله.
يواجه حوالي ألف مغربي من المصابين بمرض نقص المناعة الأولي خطر الموت، بعد انقطاع دواء الأمينوكلوبيلين من مركز تحاقن الدم بالرباط والصيدليات. ويعتبر هذا الدواء الباهظ الثمن العلاج الوحيد لمرضى نقص المناعة الأولي، الذين يحصلون على حقن منه مدى الحياة. ويبلغ ثمن الحقنة الواحدة من حجم 10 ملغ 4800 درهم. انــــــ غـــــــــــــــــــــــــدا لناظــــره قريبـــــــــــــــــ. وبحسب كمال الشافلي، عضو جمعية هاجر لمساعدة المصابين بضعف المناعة الأولي، فإن هذا الدواء انقطع في المغرب منذ شهر، ما عرض حياة المصابين للخطر. ويشير الشافلي، في تصريح لهسبريس، إلى أن وزارة الصحة لم تقدم أي توضيحات للجمعية عن أسباب هذا الانقطاع، الذي يهدد حياة المئات من الأطفال، وأشار إلى أن علاج ابنه البالغ من العمر 6 ست سنوات يكلف 15 ألف درهم شهريا، وإلى أن كمية الحقن يجب أن تعادل 0. 5 ملغ لكل كيلوغرام، أي إنه كلما زاد الوزن زادت كمية الحقن. ولفت المتحدث ذاته إلى أن ابنه لم يعد حاليا قادرا على المشي بسبب عدم حصوله على الدواء، وأضاف أن دواء الايمنوكلوبيلين لا يتم بيعه إلا في مركز تحاقن الدم بالرباط، علما أن المصابين موزعين على مختلف المدن. كما دعا الشافلي وزارة الصحة إلى التحرك العاجل، واتخاذ التدابير المناسبة لحماية أرواح المئات من الأطفال الذين يواجهون خطر الموت بسبب اختفاء هذا الدواء الذي يلازمهم مدى الحياة.