والمؤمنون الأتقياء الصادقون هم الذين لا يزيدهم تقلب الأيام إلا تمسكاً وطاعة، ولا تزيدهم الليالي في ترددها إلا ثباتاً وصدقاً مع خالقهم وأنفسهم والناس أجمعين. من أفطر في صيام النفل لايجب عليه القضاء – تريند. أولئك أيها المؤمنون هم الذين يواصلون الأعمال الصالحة، ويتمسكون بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة التي تجلب المودة والمحبة، وينالون بسببها الأجر والثواب، فتراحموا فيما بينكم، وأشيعوا المحبة والصفاء، وكونوا في شوال وغيره كما كنتم في رمضان، واحذروا من التقصير والتفريط، وتنافسوا في مجالات الخير كلها. واعلموا أن مما يتأكد التنبيه عليه في مثل هذه الأيام ما يتعلق بصيام القضاء وصيام الست من شوال، ومن ذلك ما يأتي: 1ـ المبادرة في قضاء رمضان لأن المسلم لا يدري ما يعرض له، فمن أفطر بعذر شرعي كسفر أو مرض أو حيض أو نفاس للمرأة فعليه بالمبادرة براءة لذمته ولا سيما النساء، فالعوارض عندهن كثيرة. 2ـ الأولى تقديم قضاء رمضان على صيام النفل مطلقاً وبالأخص صيام الست من شوال حيث أن بعض من يرغبون صيامها يقدمونها على ما عليهم من القضاء لاسيما النساء اللاتي تطول مدة العادة عندهن، أو يكنَّ نُفَّس في رمضان فتحتاج إلى صيام القضاء مدة تزيد على شوال أو أكثره، وهؤلاء نقول لهن الأولى صيام القضاء ولو ترتب عليه عدم صيام ست من شوال، لكن لو قدّم المسلم والمسلمة صيام الست فنرجو ألا يكون فيه بأس حيث ثبت أن عائشة رضوان الله عليها كانت تؤخر القضاء إلى شعبان لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
9ـ يجوز إفراد الجمعة إذا كان من صيام القضاء، وهكذا إذا كان من صيام ست من شوال، أو كان صيام عرفة، أو عاشوراء لأن النهي عن إفراده بالصوم طلباً لفضيلة هذا اليوم، أما إذا كان لسبب آخر فلا حرج إن شاء الله تعالى. 10ـ لا حرج على الزوج وزوجته أن يفطرا إذا كان صيامهم نفلاً، وطلب أحدهما من الآخر ذلك، أو حصلت مناسبة ودعيا إليها، ويصومان مكان هذا اليوم. 11ـ لا ينبغي بحال الصيام في السفر إذا كان نفلاً وشق ذلك على المسلم والمسلمة لأن الفطر في السفر مشروع إذا كان الصيام واجباً، فمن باب أولى إذا كان نفلاً. 12ـ صيام الست يجوز متتابعاً ومتفرقاً، والأمر في ذلك واسع ولله الحمد والمنة. خطبة بعنوان: (ما بعد رمضان وأحكام القضاء) بتاريخ 6- 10- 1433هـ - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار. هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(الأحزاب: 56). اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد. اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهم ارحم هذا الجمع من المؤمنين والمؤمنات اللهم استر عوراتهم وآمن روعاتهم وتقبل صالح أعمالهم، واستجب دعاءهم يا كريم. اللهم فرج عن إخواننا المسلمين في كل مكان. حكم القضاء لمن أفطر في صيام التطوع. اللهم أنج المستضعفين والمظلومين يا جبار السموات والأراضين. اللهم انتقم من الطغاة الجبابرة، وخذهم أخذ عزيز مقتدر يا قوي يا متين. [رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ] عباد الله:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(النحل:90)، فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون. الجمعة: 4-10-1429هـ
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون. الجمعة: 6- 10- 1433هـ
اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم. اللهم فرج عن إخواننا المسلمين في كل مكان، وارفع عنهم الظلم عاجلاً غير آجل، وفرج عنهم ما هم فيه من الضيق والهم والغم، اللهم عليك بمن ظلمهم، اللهم أطبق عليهم قبضتك وبطشك، ورجزك وعذابك، اللهم عليك بالظالمين المعتدين على بلاد المسلمين، فإنهم قد بغوا وطغوا، وأكثروا الفساد، اللهم صبَّ عليهم سوط عذابك، اللهم خالف بين رأيهم وكلمتهم، اللهم شتت شملهم، وفرق صفهم، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، وعجل بوعدك ونصرك المبين، فإننا على ثقة ويقين، اللهم انصر دينك وكتابك وعبادك الصالحين. اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، ويسر لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم وفقهم لكل خير، ويسره لهم يا أرحم الراحمين. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم رد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً، اللهم أصلح شبابنَا وبناتِنا، وأزواجَنا وذرياتِنا. {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (البقرة).
10ـ لا يجوز أن يجمع المسلم نيتي القضاء وست من شوال، بل القضاء يجب أن يكون بنية مستقلة، وإذا رغب في صيام ست من شوال فيكون بعد القضاء. 11ـ إذا كان المسلم صائماً صيام نفل وحصلت مناسبة وطُلب منه أن يفطر فينبغي له ذلك لإدخال السرور على المجتمعين. 12ـ يجب على الزوجة طاعة زوجها إذا دعاها للفراش وكانت صائمة صيام نفل، ولا يحل لها أن تمتنع منه بحجة أنها صائمة، وقد ذكرنا أن طاعة الزوج واجبة، والواجب يقدم على المستحب. 13ـ صيام ست من شوال لا يحتاج إلى نية من الليل في أصح قولي العلماء، وإذا أصبح المسلم ولم ينو الصيام بالليل جاز له الصيام من النهار في أي وقت إذا كان لم يأكل أو يشرب، ولم يفعل مفطراً من المفطرات. 14ـ يجوز لمن صام الست من شوال أن يفرد يوم الجمعة بالصيام ما دام من الست، ولا حرج في ذلك إن شاء الله. 15ـ من لم يرغب في صيام هذه الست فلا يكون سبباً في منع غيره من صيامها، فالتطوع أجره عظيم. 16ـ إذا أفطر المسلم في رمضان لعذر المرض واستمر مرضه إلى أن مات فلا قضاء عليه ولا إطعام لأنه لم يتمكن من القضاء. 17ـ إذا أفطر المسلم لعذر المرض أو السفر أو الحيض أو النفاس بالنسبة للمرأة ومات بعد يوم العيد فلا قضاء ولا إطعام لأنه لم يتمكن من القضاء.