{يختص برحمته من يشاء}، اختص الله برحمته من يشاء من النساء ليكونوا أزواجاً لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، واختار من الأزواج من تكون قريبة من قلب سيدنا رسول الله أكثر من غيرها، ألا وهي أمنا المبرأة الطاهرة الصديقة بنت الصديق السيدة عائشة رضي الله تبارك وتعالى عنها. {يختص برحمته من يشاء} من الرجال ليكونوا كُتاباً عند سيدنا رسول الله، كتاب وحي، فاختص الله عز وجل من بعض أصحاب سيدنا رسول الله ليكونوا كتاباً للوحي، ليكونوا أمناء على الوحي، واختار منهم سيدنا معاوية رضي الله تبارك وتعالى عنه. يختص الله عز وجل أيها الإخوة برحمته مكاناً دون مكان، فاختار بقعة لتكون فيها الكعبة المشرفة كما قال ربنا عز وجل: {بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم} تلك البقعة التي فيها الكعبة المشرفة، يختص الله برحمته من يشاء، واختص الله بقعة لتضم أطهر الأجساد على الإطلاق، ألا وهو جسد الحبيب الأعظم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، واختار الله من المكان بقعة لتضم أشرف الخلق بعد سيدنا رسول الله لتضم الصديق والفاروق ليكونا جواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنهما لازما رسول الله في الحياة الدنيا فلازماه في عالم البرزخ، فكان قبراهما بجانب قبر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
نقول إنكم لم تفهموا المعنى.. إن الإنسان يصنع المعروف فيمن يحب ومن لا يحب كما قلنا.. فقد تجد إنسانا في ضيق وتعطيه مبلغا من المال كمعروف.. دون أن يكون بينك وبينه أي صلة.. أما الود فلا يكون إلا مع من تحب. إذن: { مَّا يَوَدُّ} معناها حب القلب.. أي أن قلوب اليهود والنصارى والمشركين لا تحب لكم الخير.. إنهم يكرهون أن ينزل عليكم خير من ربكم.. بل هم في الحقيقة لا يريدون أن ينزل عليكم من ربكم أي شيء مما يسمى خيرا.. والخير هو وحي الله ومنهجه ونبوة رسول صلى الله عليه وسلم. قصة وآية | يختص برحمته من يشاء | نبيل العوضي - YouTube. وقوله تعالى: { مِّنْ خَيْرٍ}.. أي من أي شيء مما يسمى خير.. فأنت حين تذهب إلى إنسان وتطلب منه مالا يقول لك ما عندي من مال.. أي لا أملك مالا، ولكنه قد يملك جنيها أو جنيهين.. ولا يعتبر هذا مالا يمكن أن يوفي بما تريده.. وتذهب إلى رجل آخر بنفس الغرض تقول أريد مالا.. يقول لك ما عندي من مال.. أي ليس عندي ولا قرش واحد، ما عندي أي مبلغ مما يقال له مال حتى ولو كان عدة قروش. والله سبحانه وتعالى يريدنا أن نفهم أن أهل الكتاب والكفار والمشركين.. مشتركون في كراهيتهم للمؤمنين.. حتى إنهم لا يريدون أن ينزل عليكم أي شيء من ربكم مما يطلق عليه خير.
رئيس التحرير العدد الحادي والعشرون – ربيع 2012 يأتي عدد من الناس يشكون متعجبين متعبين، يقول أحدهم أعياني أمر إبني وفشلت في إقناعه بالمواظبة على الصلاة، وتشكو سيدة صوامة قوامة أن زوجها لا يمر عليه يوم دون أن يشرب شيئأً من الخمر عند كل مساء، وبكى شاب أمامي مرة وهو يحكي لي كيف يستهزيء به أبوه حين يراه قائماً في الصلاة. طبعاً ليست كل البيوت هكذا والحمد لله، ولكنها تبقى مشكلة، والشاكي يريد حلاً ويبحث عن أمل في أن يجد من يحب وقد عاد إلى رشده واهتدى. فما من أحد منا إلا ويتمنى أن يعيش في بيت صالح تقام فيه الصلاة ويدندن أهله بالقرآن، وتغمره السكينة وينعم قاطنوه بالهدوء والصفاء. يختص برحمته من يشاء والله واسع عليم. بدايةً، يجدر بكل واحد منا، صلح أمره وصلح أهله، أن يحمد الله تعالى على هذه النعمة التي ليس فوقها نعمة، فقيراً كان أم غنياً، صحيح الجسم كان أو مريضاً، وأن يسأل الله الثبات إلى الممات. وليتعظ من قول الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} ، ثم ليسأل هل لمثل هذه المسائل حل؟ والجواب: نعم ولا! نعم، بوسيلتين: الأولى أن ينصح المؤمن ويصبر على غفلة حبيبه وقريبه ونسيبه، فلا يفقد الأمل.