جدير بالذكر أنَّ هناك من يقول بارتباط الله بمخلوقاته ارتباطاً للعلّةٍ بالمعلول دون إرادةٍ منه سبحانه، أي أنَّه يلزم على الله أن يخلق الخلقَ لأنَّه سببٌ والخلق نتيجتُه، لا يستطيع أن ينفكّ أحدهم عن الآخر؛ وهذا قول الفلاسفة الدهريين الذين ظهرت بدعتُهم في بداية العصر العباسيّ؛ حتى تصدَّى لهم فلاسفة المسلمين وأكّدوا الإرادة الإلهية، وأبطلوا قول الفلاسفة الذين يزعمون الخلق بلا إرادة. أمَّا عن خلق الجنِّ والإنس فإنَّه سبحانه قد خَلَقَ كلَّ شيءٍ، وكان من هذه الأشياء خلقٌ مختارٌ ذو قدرةٍ على كسب أفعالٍ باختياره؛ فكان الجنُّ والإنس. لماذا خلقنا - هداية الملحدين. والأصل في هذا المخلوق أن يعترفَ بصفاته الأصيلة وضعفه الملازم فيتّبعَ الحقَّ ويعبُدَ اللهَ. ومن هنا يُفهم قول الله سبحانه: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) [سورة الذاريات: 56] وأنَّ العبادة هي الأصل في المخلوق شاء ذلك أم أبى، (كما بيَّنا في إجابتنا على التساؤل الثالث "فماذا عن العبادات النُسُكية"). وعليه فإنَّ "اللام" في قوله "ليعبدون" هي لأنَّ العبودية مرتبطةٌ بهم، ومتحصّلة من صفتهم الأصيلة "صفة المخلوقيّة"، ولا يُفهم من الآية أنَّ الله محتاجٌ لعبادة هؤلاء المخلوقات بل هو الغنيُّ الحميد.
سامي عامري – لماذا يطلب الله من البشر عبادته – صفحة 38]
وتتحدث أسطورة بابلية أخرى، وجدت في لوح طيني في مكتبة "أشور بانيبال"، عن قيام الإله: "أيا بخلق زوجين شابين، وأعلا من شأنهما فوق جميع المخلوقات". كما يقوم الإله "خنوم" في الحضارة الفرعونية بخلق الإنسان من طمي النيل. ننتقل الآن إلى التوراة والقرآن، لنرى كيف صورتا لنا خلق الإنسان الأول… جاء في سفر التكوين: "كل شجر البرية لم يكن بعد في الأرض وكل عشب البرية لم ينبت بعد، لأن الرب الإله لم يكن قد أمطر على الأرض، ولا كان إنسان ليعمل الأرض… وجَبَلَ الرب الإله آدم ترابا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسا حية". "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض فخلق الله الإنسان على صورته.. لماذا خلقنا الله ثاني ابتدائي. على صورة الله خلقه ذكرا وأنثى خلقهم". قال الله في سورة الرحمن: "خلق الإنسان من صلصال كالفخار"، ويقول في سورة الصافات: "فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا ۚ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ". وفي الصحيحين: "إن الله خلق آدم على صورته".
٤-لماذا الفقر والجوع والخوف والتشريد ….. بين الناس ٥-لماذا يكبر الانسان ويرد الى ارذل العمر ٦-لماذا يكون هناك عجزه ومرضى وذوي الاحتياجات الخاصة وعندي اسئله اخرى لكن اكتفي باعلاه ارجو الرد بالتفصيل ولكم جزيل الشكر
وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا) قال ابن كثير – رحمه الله -: "أي: خلق السموات والأرض لنفع عباده الذين خلقهم ليعبدوه وحده لا شريك له، ولم يخلق ذلك عبثًا، كما قال تعالى: {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلًا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار}، وقال تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم}". قال ابن القيم – رحمه الله -: "{أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون} أي: لغير شيء ولا حكمة، ولا لعبادتي ومجازاتي لكم، وقد صرح تعالى بهذا في قوله {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، فالعبادة هي الغاية التي خلق لها الجن والإنس والخلائق كلها، قال الله تعالى {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} أي: مهملًا". وقد وصف الله تعالى أولي الألباب بأنهم (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) فلنحرص على أن نكون منهم.
عندما تقتضي مهمتنا تعمير الأرض من أجل تحقيق الغاية التي خلقنا من أجلها حيث المقصد العام يكون إصلاح الأرض وازدهار معاش الناس فيها، وجميع فعاليات الكون متجهة إلى الله، من تعمير مادي بالمنشآت الصالحة، وتعمير معنوي بإقامة السلام والمحبة بين الناس، نكون في المسلك القويم، ونؤذي حينها الامتحان الذي خلقنا من أجله بشكل صحيح. لكن عند العمل على تعمير الأرض من أجل بسط القوة والنفوذ وجمع أكبر قدر من المال، بغاية الاستمتاع بالأكل والشرب والجنس واللهو المفرط، وتسخير العلم والطبيعية وكل الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الغرض، في غياب إدراك غايات الإنسان الحقيقية المتعلقة بمعرفة سبب وجوده ومبدئه ومنتهاه، مما يسبب في هلاك الحرث والنسل والبيئة، وخراب البلدان وإبادة الضعفاء، فذلك عمل لا جدوى منه وزائل في النهاية. لماذا خلقنا الله الصف الثاني. إن حركة الإنسان الحقيقي في هذه الحياة، قائمة على إدراكه فيما يحيط به من ملكوت السماوات والأرض فيمتلئ قلبه بنور الإيمان، فيسلك السبيل الواضح الذي لا غموض فيه ولا التواء، سبيل الأمن والاطمئنان، سبيل الحياة الطيبة، والسعادة النفسية الراضية، ليصل ببحثه ونظره إلى أن كل شيء مرتبط بالله جل جلاله. هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن عمران