• وليس عجيباً أن يحارب الإسلام من أعدائه! فإن الهجمة الشرسة التى تقودها أمريكا - رائدة التنصير فى العالم - ومعها أوربا ضد الإسلام هى امتداد للحروب الصليبية! والحروب الصليبية امتداد لعداوة الفرس والروم!! وهم ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ﴾ وحقيقتهم: ﴿ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ﴾!! فقد حذر نيكسون من الإسلام القادم ونصح بضرورة التعجيل بالقضاء عليه! وعمل بنصيحته أعداء الإسلام فى الشرق والغرب!! وصرح رئيس يوغسلافيا السابقة (الصرب والجبل الأسود حالياً) بأنه لا أحد يقبل بوجود الإسلام فى أوربا!! وأن مهمته الأولى هى منع إقامة دولة إسلامية فى أوربا!!! وأخذ يضرب المسلمين بوحشية لم يعرف لها التاريخ مثيلاً! ولكنهم ﴿ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ﴾. القرآن والعترة :(إنّهم يكيدونَ كيداً* وأكيدُ كيدا فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ) - منتدى الكفيل. وما أشبه الليلة بالبارحة! لقد جمعت قريش من كل قبيلة رجلاً للقضاء على الإسلام بقتل النبى الكريم صلى الله عليه وسلم! واليوم جمع أعداء الإسلام من كل دولة جيشاً للقضاء عليه! هل تعرف دولة غير مسلمة لا تحارب الإسلام؟!! حتى الذين لا يحاربونه بالسيف فإنهم يعملون جاهدين على تدمير أخلاق المسلمين واقتصادهم!
الَّلهمَّ صلِّ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ الَّلهُمَّ العن أوَّل ظالمٍ ظَلَمَ حقَّ محمّدٍ وآلِ محمَّدٍ وآخِر تابعٍ لهُ على ذلك، الَّلهُمَّ العن العِصَابةَ التي جَاهدَت الحسينَ وشايعَت وَبَايَعت وَتابَعَت على قتلهِ الَّلهُمَّ العَنهُم جميعا.. إلهي نسألك بآلامِ فاطمةَ وبكُلِّ غليلٍ مُعتلجٍ بصدرِها لم تجدْ إلى بثِّهِ سبيلاً أن تُعجِّلَ إنتقامكَ وثأركَ مِمّن كاد فاطمةَ وأبيها وبعلِها وبنيها.. بحقِّ السِرِّ المُستودعِ فيها..
ومثل قوله -عز وجل- (العليم) ومن صفاته (العلم)، ولكن لا مقارنة بين علم الله وعلم (اسحاق) و(اسماعيل)، وقوله -تعالى-: {فبشرناه بغلام حليم} (الصافات:101)، وذات الشيء يقال لصفة (الحلم)، فإن الله -عز وجل- من أسمائه (الحليم)، ومن صفاته (الحلم) ولكن لا مقارنة. انهم يكيدون كيدا. والقاعدة الشاملة المختصرة في ذلك قول الله -تعالى-: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} (الشوري:11). وهذه الصفات لله -عز وجل- مطلقة، غير مقيدة بزمان ولا مكان؛ لأنها صفات للذات الإلهية -سبحانه وتعالى. وهناك صفات لله تتعلق بالمخلوقين.
عِلْماً أنَّ الإمامَ هنا خَصَّصَ هذهِ الأسماءَ الثلاثةَ بالذِكْرِ (رسولُ اللهِ وعليٌ وفاطمة) لأنَّهم أئمةُ الأئمة. فإذا كاد أعداءُ أهلِ البيتِ أئمةَ الأئمة.. فقد كادوا الأئمةَ الباقين قطعاً. قولِهِ: {فمَهِّل الكافرين أمهلهُم رُويداً} أي: اصبر على كيدِ الكافرين يا محمّد، وأمهلْهِم رُويداً - أي أعطِهِم فُرصةً وأمهلْهُم قليلاً - لوقتِ بعثِ القائم. انهم يكيدون كيدا و اكيد كيدا. فمعنى "رويداً" يعني قليلاً.. يعني أنَّ فرصةَ الإمهالِ هذهِ لن تطول.. مع ملاحظةِ أنَّ إعطاءَ الفُرصةِ للكافرينِ هنا ليس لأنَّهم يستحِقُّونَها.. وإنِّما لأنَّ الظروفَ الموضوعيّةَ تُملي على المُؤمنينَ أن يصبروا.. فحينما يصبرُ المؤمنونَ ويُصابرونَ.. فإنَّ الفُرصةَ ستُعطى للكافرينَ الذين توفّرت لهم الظروفُ الموضعيّةُ المناسبةُ لتطبيقِ برنامجهِمِ الإبليسي (يعني تطبيقَ حِيَلِهِم وكيدهِم وضلالِهِم) والآيةُ هنا في سورةِ الطارقِ تُشيرُ إلى أنَّ حقيقةَ الكيدِ الإلهيِّ المُحَمَّديِّ هو أنّهُ برنامجُ عملٍ للتمهيدِ لظُهورِ إمامِ زمانِنا "صلواتُ اللهِ عليه". لأنَّ برنامجَ إبليسَ ونشاطَهُ وشُغلَهُ الشاغلَ هو في مُواجهةِ المشروعِ المهدويِّ الذي هو مشروعُ مُحمّدٍ وآلِ محمّدٍ (مشروعُ الخلافةِ الإلهيّة).