م وجعلت هذه الحركة اليونانية الهائلة بقيادة اسكندر المقدوني الحدود السياسية أكثر اتساعا من الحقبة الاخمينية وفتحت بذلك آفاقاً رحبة أمام انتقال ًالشعوب واختلاطها ضمن هذه الاصقاع الواسعة من غربي آسيا، وشرقي أوربا، وشمالي أفريقيا. ولا ريب أن الشعب اليوناني كان أكثر شعوب الامبراطورية حرية في الحركة والانتقال ولهذا توجهت مجموعات سكانية يونانية كبيرة نحو الشرق مع جيوشها المنتصرة، فأسسوا مدناَ عديدة توزعت على كامل سوريا تقريبا، وأصبحت بمثابة نقاط الارتكاز المدنية الضرورية لحكم طويل الامد في مناطق بعيدة عن أوطانهم الاصلية في البلقان، وخاصة في عهد الدولة اليونانية الشرقية "السلوقية"، أي في القرنين الثاني والثالث ق. مدينة الخور في قطر واهم المعلومات عنها. فأطلال عشرات المدن والمزارع والابنية المنتشرة على كامل منطقة سيروس، تعود إلى العهود الاغريقية "اليونانية والرومانية والبيزنطية"، وتغطي حوالي ألف عام من تاريخ هذه المنطقة، وتؤكد بشكل لا لبس فيه، أنها كانت من بين أكثر مناطق العالم الاغريقي الشرقي ازدحاما بالسكان، وتشير أيضا إلى سيطرة الاغريق سكانياً وثقافياً وسياسيا في منطقة سيروس في تلك الفترة التاريخية. ورغم ذلك، فمن المؤكد أنهم لم يكونوا الوحيدين في هذه المنطقة في تلك العصور.
وأضافت: "تحليل المواد العضوية المكتشفة سوف يقدم رؤية أوضح بشأن أول المجتمعات التي استقرت في الدلتا وأصل الزراعة والفلاحة في مصر". من جهته أكد أيمن عشماوى، رئيس قطاع الآثار المصرية، أن أهمية هذا الكشف ترجع إلى أن تلك المبانى، والتى ترجع إلى هذا العصر غير معروفة من قبل فى تلك المنطقة، ولم يكشف عنها إلا فى موقع واحد فقط وهو سايس (صا الحجر بمحافظة الغربية). وأشار إلى أن البعثة قامت أيضا بأعمال الحفر فى بقايا مبانى من العصر الحجرى الحديث (4200-2900ق م) فى الطبقات السفلى من التل والذى دام الاستقرار به حتى عصر الأسرة الثانية.