وبها أرسل جميع الرسل كما قال نوح وغيرُه]اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ[. ما هو توحيد الألوهية ؟ - موسوعة حلولي. أيها المسلمون.. لقد تظاهرت الأدلة من الكتاب، وتضافرت من السنة، وتنوعت دلالتها في وجوب إفراد الله بالعبادة؛ وتقرر توحيد الألوهية بأحسن تقرير وأقوى حجة، لا يستطيع دفعها خصم, ولا يقف أمام قوتها معاند،]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[ وفي هذه الآية أول أمر في كتاب الله تعالى، الأمر بإفراد الله تعالى بالعبودية، لا يشاركه أحدٌ، فضلاً أن يُفرد غيره. وقال تعالى]وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ[ وقال النبي ﷺ لمعاذ (يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟) قلت: الله ورسوله أعلم قال (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً). واعلموا - يا عباد الله - أن لتوحيد الألوهية فضائل كبرى، وآثارا عظمى، وثمارا جليلة، ومكاسب كبيرة، يجنيها الموحد في دنياه وأخراه، ويستأثر به دون سواه، فمن أجل تلك الفضائل والآثار، وأعظم هذه المكاسب والثمار، أن جميع أعمال العباد وأقوالَهم الظاهرة منها والباطنة؛ متوقفة في قبولها، وفي تمام كمالها، وفي ترتب الثواب عليها على التوحيد]فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً[.
قال تعالى: (واسجدوا لربكم حتى يأتيكم اليقين). الآية التي تحتويها هي وصية بعبادة الله تعالى حتى الموت ، وهذا المعنى مفيد بإضافة كلمة الله تعالى: (حتى يأتي اليقين) بعد كلامه: (واعبدوا ربك) ، وإذا كانت الوصية مرضية. كلمته: (واسجدوا لربكم) ، كانت وصية العبادة قد تحققت لمرة واحدة. ما هو توحيد الالوهيه - موقع المتقدم. الأمر الذي يقول: (اعبدوا ربك حتى يأتي اليقين) ، فإن الأمر يدل على استمرار العبادة حتى الموت والانفصال عن هذه الحياة الدنيوية.
الخطبة الأولى: إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
ألا وصلوا على سيدنا محمد كما أمركم الله -عز وجل-: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56]. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك. اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا دَيْنًا إلا قضيته، ولا عسرًا إلا يسَّرته، ولا مريضًا إلا شفيته. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.