2011-11-27, 03:28 PM #1 كيف أحوالنا لولا ستر الله علينا عَنْ عِمَارَةَ بْنِ زَاذَانَ ؛ قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: " يَا بُنَيَّ! كلنا حاملون للعيوب.. ولولا رداء من اللّه اسمه "الستر" لأنحنت أعناقنا من شدة الخجل.. فلا تعيب.. فربما يكون العي… | Live lokai bracelet, Good evening, Lokai bracelet. لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْ أَحَدٍ ؛ إِلَّا بِالْعَافِيَةِ ، وَلَوْ كَانَتْ لِلذُّنُوبِ رِيحٌ مَا جَلَسَ أَحَدٌ إِلَيْنَا " إغاثة اللهفان ج1ص85. لولا ستر الله لافتضحنا ، والإنسان في عافية ما دام الله ساترا عليه ولم يجاهر بذنوبه عن أبي هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « كُلُّ أُمَّتِى مُعَافَاةٌ إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنَ الإِجْهَارِ أَنْ يَعْمَلَ الْعَبْدُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ سَتَرَهُ رَبُّهُ فَيَقُولُ يَا فُلاَنُ قَدْ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ فَيَبِيتُ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ » البخاري مسلم. قال شيخ الإسلام في الفتاوى ج14ص465 " فَمَا دَامَ الذَّنْبُ مَسْتُورًا فَعُقُوبَتُهُ عَلَى صَاحِبِهِ خَاصَّةً وَإِذَا ظَهَرَ وَلَمْ يُنْكَرْ كَانَ ضَرَرُهُ عَامًّا فَكَيْفَ إذَا كَانَ فِي ظُهُورِهِ تَحْرِيكٌ لِغَيْرِهِ إلَيْهِ " ومن تحدث بذنوبه ذهبت عنه العافية وطولب بما اقترفت يداه.
فوجئت بالقصة، وحزنت من أجلها، شعرت معها، وأحسست بمعاناتها، فهذا أفظع شيء ممكن أن يحدث لفتاة صغيرة، قالت لي لم يسلبني عذريتي فقط، بل سلبني كل شيء، طفولتي، سعادتي، حبي للحياة، أصبحت انطوائية، أخاف من الجميع، أرى الرجال مجرد وحوش ستنقض عليّ، لذلك كنت أضع جداراً بيني وبين الجميع إلى أن أتيت أنت، وبدأت استعيد بعضاً من الثقة في الناس، أخذتها بكل لطف وحذر، هامساً في أذنها لا تخافي مني، فأنا لن أؤذيك، ولن أدع أحدا يفعل، وهذا وعد مني بذلك، قبلتها على يدها وعدت إلى مكاني. استطاعت الكساندرا أن تنسيني غربتي ووحدتي بوجودها إلى جانبي، كانت تهتم بكل ما يتعلق بي، كانت قمة في الأخلاق والأدب، كانت ملتزمة ومتزمتة لأقصى حد، وفي يوم قلت لها كالغبي لماذا لا تنتقلين إلى منزلي ونسكن سوياً، جمدت مكانها، ونظرت إليّ بلوم وغضب، حيث اعتبرتها إهانة لها، وأجابتني بعنف، يبدو انك يا سعيد تحاول أن تستغل السر الذي أخبرتك به، لكن لا، أنت مخطئ، صحيح إنني أحبك، لكن حبي لك روحاني وطاهر، وهذا ما جعلني اقترب منك وأثق بك، أسرعت أشرح لها قصدي وصفاء نيتي، قلت لها إنني فقط أحاول أن أوفر عليك بدل السكن، ولا أحب بقاءك في منزل واحد مع فتاة غربية تأتي بحبيبها إلى المنزل.
وقال الحسنُ البصريُّ: (مَنْ كانَ بينَه وبينَ أخيهِ سِتْرٌ فلا يكشِفْه)(مكارم الأخلاق للخرائطي (1/149)(441). وعن محمودِ بنِ آدمَ قال: سمعتُ سفيانَ بنَ عيينةَ، يقولُ: (لولا سِتْرُ اللهِ عزَّ وجلَّ ما جالسَنا أحدٌ)(شعب الإيمان للبيهقي (4203). مدى صحة قال أحمد بن حنبل نحن قوم مساكين لولا ستر الله لافتضحنا. وقال الفضيلُ بنُ عياضٍ:(المؤمنُ يَسْترُ وينصحُ، والفاجرُ يهتِكُ ويُعيِّر)(جامع العلوم والحكم لابن رجب (1/225). وقال ابنُ القيِّمِ: (للعبدِ سِتْرٌ بينَه وبينَ اللهِ، وسِتْرٌ بينَه وبينَ النَّاسِ، فمنَ هَتَكَ السِّتْرَ الذي بينَه وبينَ اللهِ، هَتكَ اللهُ السِّتْرَ الذي بينَه وبينَ النَّاسِ) الفوائد (1/31). فما أجملَ السَّترَ، وما أعظمَ بركتَه، فهو جوهرٌ نفيسٌ، وعُملةٌ نادرةٌ، وطاعةٌ وقُربةٌ وإحسانٌ، يُورثُ المحبةَ بين الناسِ، ويُثمرُ حَسْنَ الظَّنِّ، ويُطفئُ نارَ الفسادِ والإفسادِ، وبه تقومُ الأخلاقُ، وتَحفَظُ الأُمَّةُ ترابُطَها وبُنيانَها، حضَّ عليه الإسلامُ وكافأَ عليه؛ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:(ومَن ستَرَ مُسْلمًا ستَرَه اللهُ في الدُّنيا والآخِرَةِ)(رواه مسلم (2699). أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ:{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيم}[النحل:18].
عباد الله: وإنَّ ستْرَ الله علينا يوم القيامة, أعظم وأفضل مِن ستْرِه علينا بالدنيا, فلو فضحك الله في الدنيا, فانْكشف سترك, وظهر عيبك, فلن يدوم ذلك أبداً, لكنَّ المصيبة العظيمة, والفضيحةَ الدائمة, يوم أنْ يفضحَكَ الله بين العالمين, ويُظهرَ سريرَتك أمام الآخرين, في يومٍ تُبلى فيه السرائر, ويُظهر الله ما في الضمائر, فما موقفك لو فُعل بك ذلك؟. ولكنْ؛ أبشر بستْر الله عليك إنْ كنت مؤمناً, وإخفاءِ عيوبك عن العالمين إنْ كنت صالحاً؛ قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " إِنَّ اللهَ -عز وجل- يُدْنِي الْمُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، وَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، وَيَقُولُ لَهُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ، قَالَ الله له: فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، ثُمَّ يُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ " متفق عليه. ويا معشر المذنبين, يا معشر الْمُتجرِّئين على حُرُمات الله: لا تغتروا بستر الله تعالى عليكم؛ فإن له يوماً يهتك فيه الأستار, ويحاسب عباده على ما عملوا في الليل والنهار, فقومٌ إلى الجنة وقومٌ إلى النار.