والحديثان يصححان مفهوماً مغلوطاً عند كثير من المسلمين وهو نفي فكرة الخلاص الفردي للمسلم، وانعزاله عن الشأن العام للأمة والإنسانية عموما؛ فالإحياء الفردي لليلة القدر أقل أجراً وثواباً من الحراسة في سبيل الله؛ لأن الأثر والنفع يعود في الأول على الفرد الفاعل، وفي الثاني يتجاوز ويتعدى الفاعل إلى الأمة كلها. وفي ظل جائحة كورونا نحتاج إلى تفعيل هذه الأحاديث لتعود الفاعلية والحركية للمسلم، ليأخذ زاداً رُوحياً باعتكافه وتهجده يُعينه ويأخذ بيده إلى حمل هموم أمته، وتكثير المواقف والساعات في سبيل الله، والحركة العامة في سبيل الله تحتاج أن تُسبق ببناءٍ روحي متين، بل إن الصلة الوثيقة بالله وصفاء والروح والنفس تدفع صاحبها إلى الرباط في سبيل الله، يؤكده حديث ابن ابن عباسٍ – رضي الله عنهما – قال: سمعتُ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «عينانِ لا تمسُّهما النار: عينٌ بكَت من خشية الله، وعينٌ باتَت تحرُسُ في سبيل الله»؛ رواه الترمذي بإسنادٍ صحيح. والسؤال هنا: هل يقتصر الرباط في سبيل الله، وأجر قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود الوارد في الحديثين على الرباط العسكري دون غيره؟ الرباط هو: الإقامة في الثغور، وهي الأماكن التي يخاف على أهلها من الأعداء، والذي يظهر لي والله أعلم أن الرباط معناه عام، فحراسة الثغور الفكرية والعلمية لا تقل خطراً عن حراسة النقاط الحدودية، وكل عملٍ يتعدى نفعه وأثره عن فاعله إلى غيره من الناس، داخلٌ في موقف الساعة في سبيل الله، والساعةُ: كل فاصل زمني لا الستين دقيقة المعروفة، فقد يتخذ مسؤولٌ قراراً يوقِّعهُ في لحظةٍ يَرفع به الظلم عن ألوف الناس، ويردّ به الحقوق إلى أصحابها.
كعادتة قام مبكرا وارتدى دشداشتة البيضاء والشماخ المهدب واعتلى صهوة "الكابرس" متجها الى عملة اليومي، بدأ ابو عقلة نهارة نشيطا، يعقد العديد من الصفقات عبر الجوال، ويقوم فورا باحتساب الارباح ليضيفها الى رصيد حسابه الضخم في احد البنوك وكله امل بالحياة. بعد ان انهى يوم عمل شاق، توجه الى السوق، وكمش عددا من الاكياس ليبدأ باختيار ما لذ وطالب من الخضار والفواكه، ولا تقع عينيه الا على الفراولة والتفاح "الدبل رد" والموز السعودي لانه مستاء من اوضاع الصومال، ثم يلتف يمينا واذا بالاناناس والافوكادو، يخرج محفظتة من جيبة، ويقول للتجار، كم الحساب يا عزيزي، فقال فقط خمسة دنانير، فأعطاه ورقة العشرين وقال له... ماجدة خير الله تكذّب عماد محرم: "بلية" مش بنت مديحة كامل - اليوم السابع. خلي الباقي للاولاد. ركب ابو عقلة سيارته، فجأة رن هاتفة الجوال ، ام عقلة على الخط تقول له، جاي على بالي مشاوي، ولا تنسى تكثر الشقف، اجابها الزوج الحنون "لعيناكي"، توجة الى احد المطاعم وطلب منه تجهز 2 كيلو مشكل "نص كباب ونص شقف" ومع تزبيطات البندورة والبصل والمخلللات، اقل من نصف ساعة، عامل المطعم، بصوت رخيم، تفضل عمي الطلبية جاهزة، فرد علية ابو عقلة، شو حسابك عمي ، اجابه عامل المطعم 10 دنانيرعمي، لا تستكثرهم، والله اللحمة بلدية وبعدين جدي رضيع... تفضل عمي هي ورقة العشرين وخلي الباقي علشانك، الله يديم علينا هالنعمة.
إييييه الله المُستعان؛ تصدقت للتوّ يا جماعة على عامل مسكين بخمسة ريالات (صدقية) صورتها ووثقتها ويشهد على هذا الموقف العظيم (شاهد زُور) ليس لديه لا ذمة ولا ضمير!
فالوالدان والأخوة والأخوات والأبناء عادوا إلى الاجتماع يوميا حول طاولة الطعام أو في مجلس العائلة للتسامر والتحاور فيما بينهم، يشدون من أزر بعضهم البعض لتجاوز هذه المحنة وهم بحال أفضل بإذن الله. كورونا غير حياتنا المعتادة وتسبب في أزمات صحية واجتماعية واقتصادية للعالم أجمع. وعلى صعيد الحماية الشخصية، فقد بدأ الجميع بالاهتمام اللازم بكل ماهو حوله ليتأكد من نظافته وخلوه من فيروس كورونا. فأصبحت النظافة اليومية عنوانا لكل بيت وكل شركة وكل ما يمكن أن نراه أو نلمسه بأيدينا. والمبهج في هذا الموضوع أن الجميع يذكر الجميع بأهمية التعقيم وغسيل اليد بالماء والصابون حتى أطفالنا فلذات أكبادنا صاروا خبراء في كيفية التعقيم الشخصي، مما يبشر بميلاد أجيال واعية بمفهوم النظافة الشخصية ونظافة الأماكن التي نعيش فيها. كما بدأ الأبناء بالاهتمام أكثر بكبار السن في العائلة عبر فحصهم المنتظم في الجهات الصحية للتأكد من سلامتهم من الأمراض والأسقام. أما استمرارية التعليم والأعمال، فقد ساعدت البنية التحتية للتكنولوجيا الرقمية في الدولة على تفعيل الخدمات الإلكترونية للمجتمع الإماراتي. "خير اللهم اجعله خير" | عمونيون | وكالة عمون الاخبارية. فقد كشف مفهوم العمل عن بعد عن طاقات كامنة لدى الكثير من جهات العمل والموظفين.
لقد أعطى هذا المفهوم الفرصة للموظفين لاكتساب مهارات جديدة متعلقة بتقنيات الكمبيوتر لم يتعودوا عليها قبل هذا الفيروس. ولهذا، فقد أوجدت جائحة كورونا فرصا لبعض الموظفين للتميز في التعامل مع كاميرات الحواسيب والإلتزام بدقة الاجتماعات والمكالمات عبر الفيديو. أما الشركات، فقد بدأت بإعادة التفكير في طرق العمل وكيفية الحصول على أفضل مالدى موظفيها بطرق أقل تكلفة وأكثر ابتكارا وذلك عن طريق مراجعة الأهداف الموضوعة لكل موظف وطرق قياس تحقيق هذه الأهداف. كما قامت الشركات بتشجيع موظفيها على العمل المشترك من خلال المشاريع والمهام الموكلة إليهم لضمان الحصول على أفضل النتائج في وقت قصير وهذا بدوره يضمن إرتباط الموظفين بجهات عملهم ومرؤوسيهم عبر نظام "المكتب الافتراضي – Virtual Office". وعلى الجانب الآخر، فقد استمر التعليم عن بعد لأبنائنا وبناتنا في جميع المراحل الدراسية، وعاد أغلب الأباء والأمهات للعب دور مهم في تعليم أبنائهم وبناتهم بجانب الهيئة التدريسية. ومن الإيجابيات الخاصة بدولتنا الحبيبة وقيادتنا الرشيدة، هي تلك الاستجابة الاستراتيجية لأزمة كورونا والتي فاجأت العالم – ولم تفاجئنا حفيقة – بقدرة الإمارات العربية المتحدة واستعدادها التام لمواجهة الازمات والكوارث عن طريق قرارات وتوجيهات القيادة الواعية والتي ركزت في المقام الأول على بث الطمأنينة في قلوب المواطينين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة من خلال توفيرالغذاء والدواء والمراكز الطبية المتخصصة.
لكن ما تعريف "الفطرة السليمة"؟ تقدم لنا فيليبا حجة قوية للغاية حول عملية التقييم الأخلاقي للأعمال الإنسانية. وبعبارة أخرى لا يتغير معنى الصفات "الجيدة" و"السيئة" عند استخدامها لوصف إرادة الإنسان بالقول مثلا: إرادة جيدة أو سيئة أو حتى عند وصف جذور شجرة البلوط، فعندما نقول جذورها جيدة أي قوية وعميقة. وإذا كانت الطيبة أو "الخيرية" تسمى "طبيعة أو فطرة" بالمعنى الأصلي أو الجوهري للكائن الحي سواء كان إنسانا أو شجرة بلوط، بالتالي نحتاج إلى معرفة السمات الرئيسية لكل كائن. والطبيعة السليمة، أي التي لم تُشَب بعَيْب، أو ما ركَّزه الله في الإنسان من قدرة على معرفة الإيمان، وتعريف الفِطرة السليمة (في اصطلاح الفلاسفة) هو: الاستعداد لإصابة الحكم والتمييز بين الحق والباطل. وقيل بأن الفطرة هي من أدق وسائل الكشف عن الخطأ، فكل أخطاء الإنسان تكشف ذاتياً من خلال فطرته، ففطرته مشعر ذاتي، وميزان نفسي، على سبيل المثال: إذا عاش إنسان مع أمه في غابة، ولم يتلقَ أي توجيه، أو علم، وكانا جائعين فأكل وحده، ولم يطعم أمه، سيشعر أنه أخطأ بحقها بدافع من فطرته السليمة، إذن الخير هو ما اطمأنت إليه النفس. من وجهة نظر فيليبا، فإن الفطرة السليمة أو خيرية إرادة الإنسان تتخذ صورة الفضيلة، بما في ذلك الفضائل الأربع التي تسمى "الكاردينال" أو الأساس، وهي: الشجاعة، الاعتدال في الأهواء والشهوات، العدالة والتعقل.