· أفعال الناس تجاه قضاء الله تعالى: الآيات تواجه المتعجبون من قدر الله ولكن أفعالهم أشد غرابة ( فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) آية 23. فبعد أن نجاهم الله تعالى بغوا في الأرض بغير الحق فكيف يلجأ الناس إلى الله تعالى فقط في ساعة الشدة ويعرفون أن لهم رباً يلجأؤون إليه ثم يتكبرون بعد النجاة وكأن نجاتهم كانت من عند أنفسهم, · قصص الأنبياء عن التوكل على الله: عرضت السورة قصص ثلاث من الأنبياء الذين توكلوا على الله فنجاهم الله تعالى وقد عرضت السورة الجزئية الخاصة بالتوكل في كل قصة من القصص المذكورة وهذا لخدمة هدف السورة.
هذا وقد روى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من أخذ السبع الأُول، فهو حبر). وقد روي عن سعيد بن جبير: أن يونس إحدى الطول. • ومما قيل في فضل سورة يونس وروى أبو داود عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أقرئني يا رسول الله! فقال: اقرأ ثلاثاً من ذوات (آلر)، فقال: كبرت سني، واشتد قلبي، وغلظ لساني، قال: فاقرأ ثلاثاً من ذوات (حاميم)، فقال: مثل مقالته، فقال: اقرأ ثلاثاً من (المسبحات)، فقال: مثل مقالته، فقال الرجل: يا رسول الله! أقرئني سورة جامعة، فأقرأه النبي صلى الله عليه وسلم {إذا زلزلت الأرض} حتى فرغ منها، فقال الرجل: والذي بعثك بالحق! لا أزيد عليها أبداً! ثم أدبر الرجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفلح الرويجل مرتين. • وعن فضل سورة يونس روي عن عمر بن عبد العزيز أنه روى ابن أبي الدنيا عن أبي مودود، قال: بلغنا أن عمر بن عبد العزيز قرأ ذات يوم: {وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه} (يونس:61)، فبكى بكاء شديداً، حتى سمعه أهل الدار، فجاءت فاطمة فجلست تبكي لبكائه، وبكى أهل الدار لبكائها، فجاء عبد الملك، فدخل عليهم وهم على تلك الحال يبكون، فقال: يا أبت ما يبكيك؟ قال: خير يا بني، ودَّ أبوك أنه لم يعرف الدنيا، ولم تعرفه، والله يا بني!
وقيل: نزلت في جميع المستهزئين من المشركين الذين طلبوا من الرسول الكريم أن يأتِ بقرآن فيه كل ما يسألونه إياه. هل سورة يونس مكية أم مدنية؟ سورة يونس من السورة المكية، وتُصنف ضمن سُور المئين -أي التي يزيد عدد آياتها عن مائة آيةٍ، ما عدا بضع آياتٍ اختلف أهل التفسير في عددها فمدنيّةٌ، وتتمحور الآيات حول أصول العقيدة الإسلامية شأنها شأن باقي السور المكية. سبب تسمية سورة يونس سُمّيت هذه السورة بهذا الاسم في جميع المصاحف وكتب أهل العلم والتفسير، ووجه التسمية ذِكر قصة النبي يونس -عليه السلام- وإفراد السورة دون غيرها بالحديث عن قوم يونس -عليه السلام- الذين توعدهم الله تعالى بإنزال العذاب الأليم بهم في الدنيا إن استمروا على كفرهم وتكذيبهم، فلما آمنوا بالله ورسوله عفا عنهم. وهذا التخصيص لهؤلاء القوم كرامة اختُّص به نبي الله يونس -عليه السلام-، ويُطلق عليها أحيانًا اسم آلر يونس تمييزًا لها عن باقي السُّور الخمسة التي تنتمي إلى عائلة آلر أي السور التي تُفتتح آياتها بالحروف المقطعة الر وهي: يونس وإبراهيم ويوسف والحجر.