فقد قال تعالى في كتابه العزيز: "إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ". [2] فقد رافق أبو بكر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم، واختبأ الاثنان في غار ثور من مطاردة المشركين لهما لكنّ الله نجّاهما وحفظهما. [3] شاهد أيضًا: اعطي مزمار من مزامير ال داود هو الصحابي الجليل كم مكث النبي في غار ثور بمعرفة من هو الصحابي الذي كان مع الرسول في الغار، والذي هو أبو بكر الصديق رضي الله عنهما، فإنّ الغار هو غار ثور، والذي مكث فيه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث ليالٍ كاملة، وهو ما ورد في الحديث الشريف الذي روته أمّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، حين قالت: "لم أعقل أبويَّ إلَّا وَهما يدينانِ هذا الدِّينَ فيهِ قالت فلحِقَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وأبو بَكرٍ بغارٍ في جبلٍ يقالُ لَهُ ثورٌ فمَكثا فيهِ ثلاثَ ليالٍ يبيتُ عندَهما عبدُ اللَّهِ بنُ أبي بَكرٍ وَهوَ غلامٌ شابٌّ لقِنٌ ثَقِفٌ".
فأقاما في الغار ثلاثا ثم خرجا منه ولسان القدر يقول: لتدخلنها دخولا لم يدخله أحد قبلك ولا ينبغي لأحد من بعدك.
وبعد ذلك خرج النبي ﷺ مع أبي بكرٍ من بابٍ خلفيٍ؛ حتى يتمكنا من الخروج من مكة المكرمة قبل طلوع الفجر. وسلك الطريق التي تخالف الطريق الشمالية إلى المدينة. لأن طريق الشمال من الطرق المعروفة لدى معظم الناس والتي تتجه أنظار الناس إليه، وهي الطريق الرئيسي إلى المدينة المنورة. فسلك النبي ﷺ الطريق الجنوبي المتجّه نحو اليمن، حتى وصل إلى جبل ثورٍ. ايه غار ثور. إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن. في أثناء بحث قريشٍ عن النبي ﷺ وصاحبه أبا بكرٍ وجدت باب الغار، إلّا أنّ الله تعالى حفظ النبي وأبا بكرٍ بفضله ومنّته.
زيارة غار ثور. ومما يجدر التنبيه عليه، أنه لم يرِدْ في الشرع ما يرِّغب في زيارة غار ثور، وعليه فلا يجوز لمسلم أن يقصد زيارته معتقداً أن لتلك الزيارة فضيلة ثابتة. فضلا عن أن من يزوره بنية التبرك بأرضيته أو أحجاره، فإن ذلك من البدع المحرمة، فلا يجوز للمسلم أن يقصد زيارة غار ثورٍ، وأن يعتقد أنّ لزيارته فضلاً وبركةً. غار ثور الشاهد الاول على رحله الهجرة .. والله أعلم. =============================================================== المراجع ( +) [1]رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بكر الصديق، الصفحة أو الرقم: 2381، صحيح. غار ثور [2]سورة التوبة، آية: 40.
وأبو بكر سم فمات قال: وكان سبب وفاته أن اليهود سمته في أرزّة أسلم على يديه من العشرة: عثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص. وكان عنده يوم أسلم أربعون ألف درهم فأنفقها أحوج ما كان الإسلام إليها, فلهذا جلبت نفقته عليه" ما نفعني مال, ما نفعني مال أبي بكر". فهو خير من مؤمن آل فرعون؛ لأن ذلك كان يكتم إيمانه والصدّيق أعلن به, وخير من مؤمن آل {يس}؛ لأن ذلك جاهد ساعة والصديق جاهد سنين. عاين طائر الفاقة يحوم حول حب الإيثار ويصيح:{ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً} البقرة245, فألقى له حب المال على روض الرضى واستلقى على فراش الفقر, فنقل الطائر الحب إلى حوصلة المضاعفة ثم علا على أفنان شجرة الصدق يغرد بفنون المدح, ثم قام في محاريب الإسلام يتلو:{ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى, الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى}الليل 17و18. نطقت بفضله الآيات والأخبار؛ واجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار. فيا مبغضيه في قلوبكم من ذكره نار, كلما تليت فضائله علا عليهم الصغار. أترى لم يسمع الروافض الكفّار {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَار} التوبة 40. إذ هما في الغار (قبسٌ من نور الصداقة) - القاهرية. دعي إلى الإسلام فما تلعثم ولا أبى, وسار على المحجّة فما زال ولا كبا, وصبر في مدته من مدى العدى على وقوع الشبا, وأكثر في الإنفاق فما قلل حتى تخلل بالعبا (أي لقي وجه ربه تعالى).
من هو الصحابي الجليل المقصود في قوله تعالى: " لاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" ؟ أبو بكر الصديق.