المقصود بكلمة ظله في حديث سبعة يظلهم الله في ظله تدنو الشمس يوم القيامة من رؤوس الخلائق قدر ميل، فهم أحوج ما يكون لظل يقيهم حرارة الشمس، وفي هذا الموقف العسير يختص الله تعالى من عباده المخلصين عددًا يظلهم بظله في هذا الموقف، فيحتمي هؤلاء العباد نتيجة لأعمالهم الخالصة في الحياة الدنيا في الظل من حر الشمس وصعوبة الموقف، إلا أن أهل العلم اختلفوا في تفسير المقصود بكلمة ظله؛ فقال بعضهم أنه يقصد بها ظل عرش الرحمن، واختار فريق آخر من أهل العلم أن المقصود بالظل يوم القيامة هو شيء يخلقه الله تعالى يظل به من يشاء من عباده، والقول الأرجح هو القول الأول أي أن المقصود به هو ظل عرش الرحمن [٦]. المراجع ↑ "حديث (سبعة يظلهم الله في ظله) يشمل الرجال والنساء" ، ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 7338، خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 7338. ↑ "الموسوعة الحديثية" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف. شرح حديث أبي هريرة: "سبعة يظلهم الله في ظله". ↑ محمد عابدين (1-8-2016)، "شرح حديث: سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله " ، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019.
قال ابن حجر -رحمه الله- تنبيهًا بعد شرحه لهذا الحديث: "إن هذه الخصالَ السبعة، يشترك فيها النساء إذا كان المراد بالإمام العادل الإمامة العظمى، وإلا فيمكن دخول المرأة حين تكون ذات عيال، فتعدل فيهم كما في حديث ابن عمر -رضي الله عنهم- أن: " المرأة راعية في بيت زوجها، ومسئولة عن رعيتها "(رواه البخاري)، وتخرج أيضًا خصلة ملازمة المسجد، لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من المسجد، وما عدا ذلك فالمشاركة حاصلة لهن". وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "ذَكَرَ النبي -صلى الله عليه وسلم- هؤلاء السبعة، إذ كلٌّ منهم كَمَّل العبادة التي قام بها، فالإمام العادل كمَّل ما يجب من الإمارة، والشاب الناشئ في عبادة الله كمَّل ما يجب من عبادة الله، والذي قلبه معلق بالمساجد كمَّل عمارة المساجد بالصلوات الخمس؛ لقوله: ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ)[التّوبَة: 18]، والعفيف كمَّل الخوف من الله، والمتصدق كمّل الصدقة، والباكي كمّل الإخلاص".
أن لا يخاف من ظلمه وجوره الفقير والضعيف، ولا يطمع في سلطانه القوي. أخذ الناس بالجد والحزم، وإقامة حدود الله جل وعلا كما بينها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. حفظ أمن الناس، وحياتهم، وأموالهم. شرح حديث سبعه يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. الشاب الناشئ في عبادة الله هو الشاب المليء بالقوة والنشاط والحيوية، والذي استغل طاقته في عبادة الله تعالى والتقرب إليه بالطاعات، وابتعد عن كلّ ما يغضبه من المعاصي والشهوات، وصان نفسه من مغريات الطيش والهوى. رجل ذكر الله ففاضت عيناه هو العبد الصادق مع ربه البعيد عن النفاق والرياء أمام الناس، الذي يخلي مع نفسه، ويتذكر عظيم كرم الله ورحمته مع عباده، فتفيض عيناه بالدمع، ويصبح طامعاً في رضاه ومغفرته، وخائفاً من جبروته وعذابه. رجل تعلق بالمسجد التعلق بالمسجد لا يعني أن يحب شكله الخارجي، أو الزخارف الموجودة فيه، بل يعني أن يلتزم في أداء الصلوات داخله وفي أوقاتها، وأن يستشعر قوّة الله ويتضرع إليه بالدعاء طالباً العفو والمغفرة، بعيداً عن حبّ ملذات الدنيا ومغرياتها، فالمسجد هو بيت الله، ومكان تجمع المسلمين، وتوحّدهم. رجلان تحابا في الله هي أن يحب اثنان بعضهما البعض بعيداً عن المصالح، أن يكون حباً خالصاً لوجه الله تعالى، لا يتأثر بالوضع المادي، أو المكانة الاجتماعية، وغيرها، كما يعني اجتماعهما على طاعة الله، يأمران بالمعروف وينهيان عن المنكر، ولا يفرقهما سوى الغيرة على الدين وارتكاب المعاصي.
الحرص على تنمية إيمانه وتقواه بدوام ذكر الله والتزام طاعته. تنظيم أعماله واستثمار أوقاته فيما يفيد ، واجتناب كل ما يهدر الوقت ويضيعه. الحرص على الرفقة الصالحة التي تعينه على الاستفادة من وقته. من تعلق قلبه بالمساجد: إحياء المساجد وعمارتها بالطاعات والعبادات من أفضل الأعمال في الإسلام ، ودليل على صدق الإيمان ، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [ التوبة: 18]. شرح حديث سبعة يظلهم الله في ظله pdf. ففي المسجد يتصل الإنسان بربه ويعبر عن منتهى خضوعه وانقياده وطاعته لله عز وجل بكثرة السجود ، لتتحول جميع مظاهر حياته إلى عبادة الله. قال تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (٣٦) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ ( النور: 36 الى 37).
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعة يُظِلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمامٌ عادل، وشابٌّ نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبُه معلَّق بالمساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمَعا عليه، وتفرَّقا عليه، ورجل دعَتْه امرأة ذات حسن وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تَصدَّق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفِق يمينه، ورجل ذكَرَ الله خاليًا ففاضتْ عيناه))؛ متفق عليه. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: ثم ذكَرَ المؤلِّف رحمه الله تعالى حديثَ أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى عليه وسلم قال: ((سبعة يُظِلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمام عادل، وشابٌّ نشأ في عبادة الله، ورجل قلبُه معلَّق بالمساجد، ورجلان تحابَّا في الله، اجتمَعا عليه وتفرَّقَا عليه، ورجل دعتْه امرأة ذاتُ منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل ذكَرَ الله خاليًا ففاضت عيناه))، فهؤلاء سبعة، وليس المراد بالسبعة العدد، يعني أنهم سبعة أنفار فقط، ولكنهم سبعة أصناف؛ لأنهم قد يكونون عددًا لا يحصيهم إلا اللهُ عز وجل. ونحن لا نتكلم على ما ساق المؤلِّف الحديث من أجله؛ لأن هذا سبق لنا، وقد شرحناه فيما مضى، ولكن نتكلَّم على مسألة ضلَّ فيها كثير من الجهال، وهي قوله: ((سبعة يُظِلُّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه))، حيث توهَّموا جهلًا منهم أن هذا هو ظلُّ الله نفسه، وأن الله تعالى يظلهم من الشمس بذاته عز وجل، وهذا فهم خاطئ منكَر، يقوله بعض المتعالمين الذين يقولون: إن مذهب أهل السُّنة إجراء النصوص على ظاهرها.
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال