أما على جانب الأمير مصطفى فكان يحشد جميع أعوانه ليشكلوا جبهة داعمة له للوصول للعرش، فداخليًا قام ببعث رسالة إلى والي أرضروم «إياس پاشا» يطلب منه أن يكون داعما له في أن يصبح سلطانًا للدولة، ولكن بعد وفاة والده وليس في حياته، وقد أجابه إياس پاشا بتأييده له بنص ما زال موجودًا إلى الآن.
تنفيذ الإعدام: الأسباب وردود الفعل تمتع مصطفى بحب الكثيرين له من جنود الجيش والعلماء ورجال الدولة والشعب، ولم يُفكر أحد أبدًا باعتلاء العرش غيره بعد وفاة والده، إلا أن الأقدار منعت مصطفى من الوصول بشكل أبدي.
هذا الأخير قاد حملة عسكرية ضده، فما كان من أحمد إلا أن لاذ بالفرار، ليقوم سليم بقتل أولاد أحمد الخمسة، الذين كان أكبرهم يبلغ من العمر عشرون عاماً، وأصغرهم لم يتجاوز السبعة أعوام، ثم تمكن من أحمد وقتله، ثم قتل أخاه كوركود. مصطفى ناظم على أعتاب العودة للدوري العراقي - الراصد العراقي. بعد وفاة السلطان سليم الثاني، تولى الحكم مراد الثالث (1575-1596)، فكان أول ما قام به، الأمر بقتل أخوته الخمسة (محمد، سليمان، مصطفى، جهانكير، عبدالله ظل خلفاء محمد الفاتح يسيرون على نهج تشريع قتل الإخوة، إلى أن تولى السلطان أحمد (1603-1617) الحكم بعد وفاة والدة السلطان محمد الثالث. السلطان أحمد سيبطل شريعة قتل الإخوة، وذلك لأنه تولى الملك وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة، ولم يكن له أبناء، وكان له أخ واحد، مختل عقليا اسمه مصطفى، لذا لم يقتله خوفاً من انقطاع نسل أسرة آل عثمان، فحجزه، وعزله عن العالم الخارجي في جناح خاص، داخل جناح الحريم في قصر السلطان. كانت هذه صفحة من صفحات تاريخ سلاطين الدولة العثمانية، التي كان طابعها الصراع حول الملك، ودسائس القصور، وكثيرا ما قتل الأبناء آباءهم أو العكس… طمعا في العرش. --------- مرايانا