اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شح نفوسنا أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم. الخطبة الثانية
الحمد لله وحده وهو للحمد أهله، جل سبحانه عن الشبيه والمثيل، وهو السميع البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أكرم خلق الله وأجودهم وأسخاهم صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الكرام الميامين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد أيها المؤمنون: فرق بين السخاء والتبذير، فإن حد السخاء بذل ما يحتاج إليه عند الحاجة، وأن يوصل ذلك إلى مستحقه بقدر الطاقة، والبخل عكس ذلك. قال ابن القيم رحمه الله: " وللسخاء حد فمن وقف على حده سمي كريمًا، وكان للحمد مستوجبًا، ومن قصر عنه كان بخيلاً وكان للذم مستوجبًا ". أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن البخل والشح. عباد الله لقد فطرت النفس على محبة المال: ( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) وقال: ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ) ( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا)، ولكن السخي الكريم هو الذي يعصي نفسه ويأطرها على الكرم أطرًّا. قال طلحة بن عبيد الله: " إنا لنجد بأموالنا ما يجد البخلاء لكننا نتصبر ".
أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن البخل والشح
البخيل بالجاه: هو بخل الشخص الجالس بالمنصب العالي في أن ينفع المحتاجين ولا يقوم بالإصلاح بين الأشخاص حيث قال تعالى " الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا". البخل أن يرى الرجل ما أنفقه تلفا وما أمسكه شرفاً. من جاد ساد، ومن بخل رذل وإن أجود الناس من أعطى من لا يرجوه. المتكبر والبخيل مهما تكن مزاياهما، لا يستحقان الاهتمام. الجبان يزعم أنه حذر، والبخيل يزعم أنه مقتصد. اليد المضمومة لا تستطيع أن تصافح أحداً. البخيل شخص يعيش طيلة حياته دون أن يتذوق طعم الحياة. البخيل لماله، أما ماله فليس له. ومن ينفق الساعات في جمع ماله، مخافة فقر فالذي فعل الفقر. رأيت أبا عمران يبذل عرضه، وخبز أبي عمران في الحرز الحرز يحنّ إلى جارته بعد شبعه، وجاراتكم غرثى تحنّ إلى الخبز. أنفق ما في الجيب، يأتك ما في الغيب. من لا يغذي الكلب يغذي السارق. غني بخيل أفقر من متسول. البخيل فقير لا يؤجر على فقره. كي نوفر مسمارا نفقد حصانا. البخيل على استعداد دائم حتى لبيع حصته من الشمس. المبذر شحاذ المستقبل، والبخيل شحاذ خالد.
إيَّاكم والشُّحَّ فإنَّه دعا من كان قبلَكم فسفَكوا دماءَهم ودعا من كان قبلَكم فقطعوا أرحامَهم ودعا من كان قبلَكم فاستحلُّوا حُرُماتِهم. اقرأ أيضًا: أحاديث عن التبذير
المصادر: مصدر 1 مصدر 2 مصدر 3
المراجع
المصدر: موقع معلومات