الرياض, 28-4-2022 (أ ف ب) - بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في جدة الخميس، خلال أول زيارة للزعيم التركي للمملكة منذ مقتل جمال خاشقجي في 2018، تطوير العلاقات بين البلدين اثر خلاف مرير في أعقاب جريمة اغتيال الصحافي السعودي. ونشرت وكالة الأنباء السعودية "واس" صورا للزعيمين وهما يتعانقان، في ما بدا مقدمة لطي صفحة التوتر بين القوتين الاقليميتين بعد اغتيال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول على أيدي عناصر سعوديين. بايدن بدأ بالضغط الحقيقي على محمد بن سلمان لإعادة ترويضه. والتقى إردوغان الباحث عن تحسين علاقات بلاده مع القوى الاقليمية في خضم مصاعب اقتصادية جمة، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في مستهل زيارته الاولى للمملكة الثرية منذ نحو خمسة أعوام، ثم اجتمع بولي العهد الأمير محمد. وجرى خلال الاجتماع بين إردوغان والأمير الشاب "استعراض العلاقات السعودية التركية، وفرص تطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها"، حسبما أفادت "واس". وكانت طائرة إردوغان حط ت في مطار جدة في غرب المملكة مساء الخميس، وكان في استقباله في المطار أمير منطقة مك ة المكر مة خالد الفيصل بحسب قناة "الاخبارية" الحكومية، فيما تزي نت شوارع في المدينة بأعلام البلدين.
وقبيل مغادرته، قال إردوغان للصحافيين "سنحاول إطلاق حقبة جديدة وتعزيز كافة الروابط السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية"، مضيفا "آمل أن توف ر هذه الزيارة فرصة لتعزيز العلاقات القائمة على الثقة والاحترام المتبادلين". وتابع "نعتقد أن تعزيز التعاون في مجالات تشمل الدفاع والتمويل هو في مصلحتنا المشتركة". وبحسب مسؤول تركي تحد ث لوكالة فرانس برس مفض لا عدم الكشف عن هويته، فإن ه من المتوقع ألا تصدر تصريحات عن إردوغان خلال هذه الزيارة. ولي العهد يتلقى اتصالًا هاتفيًا من محمد بن زايد | صحيفة المواطن الإلكترونية. ق تل خاشقجي، الصحافي الذي كان يكتب مقالات في صحيفة "واشنطن بوست" ينتقد فيها ولي العهد، الحاكم الفعلي للبلاد، في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر عام 2018 في قنصلية بلاده في اسطنبول، في عملية قط عت فيها أوصاله وأحدثت صدمة في العالم وشرخا في العلاقات. وات هم الرئيس التركي حينها "أعلى المستويات" في الحكومة السعودية بإعطاء الأمر لتنفيذ عملية الاغتيال على أيدي عناصر سعوديين، لكنه استبعد العاهل السعودي من التهمة. ويتولى الملك سلمان منصب رئيس الوزراء، فيما يقوم ولي العهد بمهام نائب رئيس الحكومة. ووج هت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أصابع الاتهام إلى ولي العهد، لكن الحكومة السعودية نفت بشكل قاطع أي دور للأمير محمد.
مثل هذه الشخصية الاستثنائية التي ترعرعت في مدرسة الأب سلمان بن عبدالعزيز، نجحت في بسط رؤيتها الإصلاحية الجريئة والشجاعة بما يحفظ التوازن بين قيم الخصوصية السعودية التقليدية، وبين مفردات الشراكة الواعية مع الثقافات والحضارات الأخرى، لترسيخ مستقبل خالٍ من العقد وبناء شخصية اجتماعية سعودية متفردة تنطلق من جذورها التاريخية المتأصلة وتمد يدها للعالم على أساس الشراكة البشرية والتقارب الإنساني بما يعنيه من فكر وعقل ووعي.. ما يجعل منه رائداً شاباً للنهضة السعودية الحديثة. شخصية الأمير محمد كنموذج مستقبلي واعد، بما يمتلكه من مهارات قيادية وكاريزما مؤثرة، هي التي جعلت منه "شخصية محفزة ومؤثرة في الشباب السعودي، العربي والمسلم، لما يتمتع به سموه من صفات قيادية وطموح ومحبة لوطنه وشعبه".. خلفيات ولي العهد محمد بن سلمان ولي العهد. بتعبير إيفانكا ترمب ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.. وأيضاً كما وصفه الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، في أحد لقاءاته التلفزيونية: "أتيحت لنا الفرصة للعمل عن قرب مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأثار إعجابنا بكونه رجلاً واسع الاطلاع والمعرفة جداً وذكياً جداً وحكيماً تخطى سنيناً من عمره". ولهذا، لم يكن غريباً أبداً أن نرى عملية التحول الجريئة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان في السنوات القليلة الماضية، وشملت كافة مناحي المجتمع السعودي، بحيث قالت عنه مجلة "ذي إيكونوميست" إنه منذ ظهور الأمير محمد في العمل العام أبدى توجهات انفتاحية ومختلفة عمن سبقه من قادة المملكة، فشهدت البلاد خلال فترة ولاية عهده السماح للمرأة بالقيادة ودخول الملاعب الرياضية وتفعيل هيئة الترفيه، والأهم -بتعبير المجلة- مكافحة التشدد الديني الذي اعترفت بأنه "دخيل على المجتمع السعودي".
وذكر موقع Business Insider الأمريكي أن تعيين بايدن لمايكل راتني سفيراً لأمريكا في السعودية يعتبر إهانة لبن سلمان، لأنه اختار شخصاً من خلفية غير عسكرية. وأوضح الموقع أن هذا التعيين تم خلافاً لما كان عليه معظم السفراء الأمريكيين في المملكة منذ عقود، ويشير إلى أن بايدن ليس معنياً بأمن المملكة. خلفيات ولي العهد محمد بن سلمان ال سعود wikipedia. وأشار إلى أن اختيار بايدن لشخص من خلفية غير عسكرية يعني بداية تحول أمريكا نحو عدم الاهتمام بحماية أمن السعودية، لأن معظم السفراء السابقين في المملكة يتم تعيينهم سياسياً ولديهم علاقات عسكرية عميقة. وأعلن بايدن يوم الجمعة الماضي، عن ترشيحه مايكل راتني لمنصب سفير الولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية. وقال البيت الأبيض، في بيان، إن "راتني يتحدث العربية والفرنسية، وعمل مؤخرًا قائمًا بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة في القدس". وأضاف البيان أن "مايكل راتني شغل منصب القائم بأعمال نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون بلاد الشام وإسرائيل والفلسطينيين، وكان المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، ونائب رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة في قطر". ومؤخرا كشفت وسائل إعلام أمريكية عن رسالة من نواب في الكونجرس يطالبون بإعادة تقويم الشراكة الأمريكية السعودية، ومراجعة السياسة الأمريكية تجاه المملكة.