وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سرَّه أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه). أيها المؤمنون: انظروا إلى القضية الإيمانية في الواحد مع أولاده، وفي الواحد مع أسرته، وفي الواحد مع أهله، وفي الواحد في قريته، لماذا هناك حنان ورحمة وعطف في الواحد مع أولاده؟ لأن هناك صلة رحمية، هذه الصلة يجب أن تنسحب على الواحد مع أسرته، وعلى الواحد مع أهل قريته، وعلى الواحد وجميع إخوانه المسلمين. لو أن كل واحد منا وضع خريطة لموقعه من بلده ثم عد الفقراء والمحتاجين في هذا الموقع، ثم نسب هؤلاء الفقراء إلى أهليهم وذويهم وأقاربهم فسيجد لكل فقير عشرة أقارب أو أكثر أغنياء لكن هؤلاء الأقارب قطعوا ما أمر الله به أن يوصل فاضطر هؤلاء الفقراء أن يسألوا ويتسوّلوا من أناس آخرين غير أهليهم. خطبة عن صلة الرحمن. إن صلة الرحم مما قصّر فيه الكثيرون في هذه الأزمان نظراً لانشغالهم بالملهيات والمغريات، وحطام الدنيا الفاني، ولذا عظَّم الله شأن صلة الرحم، ثبت في البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله).
واعلموا أن لله عمَلاً بالليل لا يقبله بالنهار، وعملاً بالنهار لا يقبله بالليل، وأعمالُ العباد هي ثوابُهم أو عقابهم، قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) [الجاثية:15]، وفي الحديث عن النبيّ عن ربّه تعالى أنه قال: ((يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفّيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمدِ الله، ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومنّ إلاَّ نفسه)) ، وتذكَّروا تطايرَ صحفِ الأعمال، فآخذٌ كتابه بيمينه، فهو من أهل الجنة وآخذٌ كتابه بشماله، فهو من أهل السعير ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيد) الدعاء
التقليد للوالدين، وذلك عندما لا يرى الطفل منذ صغره أن أبيه يصل أقاربه، فيكون ذلك صعبا على الإبن أن يصل أقاربه عندما يكبر. الإنقطاع الطويل، عند مقاطعة الأرحام وقتا طويلا، فيجعل ذلك هناك جفاء وقسوة بينهم. عندما يقوم بعض الأرحام بمعاتبة قريبه الذي يزوره بعدم المجيء إليه في الزيارة حتى يرحل. تأخير الميراث في قسمته، وذلك يؤدي إلى إظهار العداوة والبغضاء بين أصحاب الإرث من الأسرة الواحدة، وهذا يخلق قطيعة رحم. خطبة عن صلة الرحم. أن ينشغل الإنسان بالدنيا كثيرا، مما لا يجد وقتا للوصل. عندما تكون المسافة بين الأرحام طويلة، فذلك يجعل كل منهما متكاسل عن الآخر في صلتهم ببعضهم البعض. عدم تحمل الأقارب، وعدم الصبر عليهم، فيكون أقل كلمة تصدر من الأهل يكون نتيجتها المقاطعة. هناك أسبابًا أخرى لقطيعة الرحم مثل الحسد: عندما يكون هناك شخصًا في العائلة حاسدًا حاقدًا، فهذا يكون سببًا كبيرًا في مقاطعته. أيضا عندما لا يكون هناك إحترام متبادل بين أفراد العائلة فقد يؤدي ذلك إلى التقاطع، فعندما يسخر منه ويستهزأ به عندما تكون العائلة مجتمعة مع بعضها البعض فلا يأتي مرة أخرى إليهم. كما أن سوء الظن من أحد أسباب قطيعة الرحم، فيوجد بعض الأقارب يسيئون الظن بأقاربه عند أقل موقف يحدث بينهم.
يحتار كثير من السياح في حكم صلاة الجمعة عليهم وهل يلزمهم أداؤها مع أهل البلد أو لا؟ ولتوضيح ذلك يقال: قال ابن عبد البر: "أجمع علماء الأمة أن الجمعة فريضة على كل حر بالغ ذكر يدركه زوال الشمس في مصر من الأمصار وهو من أهل المصر غير مسافر" (الاستذكار 2/56). أحوال المسافر مع صلاة الجمعة: الإنسان على ثلاثة أحوال من حيث السفر عند المذاهب الأربعة: 1- مسافر: وهو من ينتقل ويجد به السفر وليس مقيمًا ولا نازلاً ببلد معين، أوأقام ببلد إقامة لا تقطع عنه أحكام الترخص بالسفر؛ كقصر الصلاة ونحوها، وقد اختلف أهل العلم في تحديد قدر الإقامة التي لا تقطع أحكام الترخص على أقوال(انظر: متى ينقطع الترخص بالسفر؟) وما عليه جمهور أهل العلم أنه إن نوى إقامة أربعة أيام فأكثر صار مقيماً وألحق بالقسم الثاني. 2- مقيم: هو من أقام ببلد فترة تنقطع فيها أحكام السفر، ولكنه ينوي الرجوع إلى أهله ولا ينوي جعل هذا البلد وطناً له. 3- مستوطن: وهو من يسكن بلداً ونيته البقاء فيها كوطن دائم له، سواء كان من أهلها أصالة، أو من القادمين إليها. صلاة الجمعة للمسافر - موقع مقالات. المسافر: أجمع أهل العلم على أن الجمعة لا تجب إقامتها على المسافرين. قال ابن هبيرة: "واتفقوا على أن الجمعة لا تجب على صبي ولا عبد ولا مسافر ولا امرأة، إلا رواية عن أحمد في العبد خاصة" (اختلاف العلماء 1/152).
حكم صلاة الجمعة وعلى من تجب إن صلاة الجمعة تعتريها العديد من الأحوال، إذ تجب في أحوال ولا تجب في أحوال أخرى، وتجب في حق أشخاص ولا تجب في حق آخرين، وفي هذه الفقرة بيان حكم ودليل مشروعية صلاة الجمعة وعلى من تجب وعلى من لا تجب وسبب عدم وجوبها، وكذلك بيان وجوب صلاة الجمعة للمسافر أو عدم وجوبها، والذي سيكون تفصيله في الفقرة التالية.
قال أبو بكر: وقوله (فليحضر معهم) يحتمل أن يكون أراد استحبابًا، ولو أراد غير ذلك كان قولاً شاذًا خلاف قول أهل العلم، وخلاف ما دلت عليه السنة" (الأوسط 4/20). كيفية صلاة الجمعة للمسافر - موقع محتويات. ولكن هل تجزئهم عن الظهر إذا صلوها مع أهل بلد يصلون الجمعة؟ تجزئهم وتصح منهم إذا صلوها مع أهل بلد أو قرية يصلون الجمعة إجماعاً. قال ابن قدامة: "(وإن حضروها أجزأتهم) يعني تجزئهم الجمعة عن الظهر، ولا نعلم في هذا خلافا" (المغني 2/253). وقال الخطيب الشربيني الشافعي: "صحت جمعته بالإجماع؛ لأنها إذا أجزأت عن الكاملين الذين لا عذر لهم، فأصحاب العذر بطريق الأولى، وإنما سقطت عنهم رفقًا بهم، فأشبه ما لو تكلف المريض القيام" (مغني المحتاج 1/537).
أدلتهم: 1- عموم قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّه}, ولا يخرج منه المسافر إلا بدليل. يجاب عليه أن الدليل على إخراج المسافر هو الإجماع على أن لا جمعة عليه, والدليل الثابت من استقراء سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره من عدم إقامته للجمعة. 2- بعض الآثار المحتملة: • عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنهم كتبوا إلى عمر، يسألونه عن الجمعة، فكتب: "جمّعوا حيث كنتم" (ابن أبي شيبة 5068). وهذا يحمله الجمهور (غير الحنفية) على القرى, وهو فهم السلف له، فقد بوّب ابن أبي شيبة للأثر: من كان يرى الجمعة في القرى وغيرها، وقد روي أن الذين سألوه كانوا في البحرين. • سئل سعيد بن المسيب: على من تجب الجمعة؟ فقال: "على من سمع النداء" (ابن أبي شيبة 5075). وهذا يحمل على المسافة التي تجب فيها الجمعة, وبوب ابن أبي شيبة: من كم تؤتى الجمعة؟. والراجح أنه لا يجب على المسافرحضور الجمعة حتى ولو سمع النداء، ولكن الأفضل والأكمل في حقه حضورها كما هو مذهب جماهير أهل العلم. ومما يستدل به على ذلك: 1- أن هذا مسافر، والمسافر لا جمعة عليه بالإجماع.