فإن العدوان الغاشم على بلادنا منذ أكثر من ثلاثة أعوام وإلى هذه اللحظة قد أهلك الحرث والنسل ودمر كل شيء وأصبح الناس مشردين ونازحين إلى المحافظات الخالية من المرتزقة وأكثرهم في صنعاء والكثير منهم لا مأوى وبعضهم لا يجدون ما يأكلون وما يلبسون، فهؤلاء أحوج من غيرهم إلى المساعدة ومد يد العون، لاسيما في هذا الشهر الفضيل. ما المقصود بكلمه يتيماً ذا مقربة – الحج. فكل جار عليه أن يتفقد جيرانه من النازحين الفقراء، ويقوم بالتحرك الجاد لمساعدتهم عن طريق الجمعيات التي تدعم النازحين ولو لم يكن إلا أن يُعلم المنظمات أو الجمعيات بوجود حالات فقيرة في منطقته، لأن الكثير من الحالات لم تصلها يد العون. وإذا لم يحرص الناس على فعل الخير وبذل الصدقات في هذا الشهر الذي تتضاعف فيه الأجور والحسنات فمتى سيفعلون الخير؟! إن الله يقول ( مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ) إن حقيقة الدين ليس في العبادات الصورية والشكلية بل هو خلق وصفا وكرم ووفاء ومساعدة الفقراء، والإنفاق على المساكين والأسرى، ومداواة الجرحى والمرضى ، ومواساة أُسر الشهداء وغيرها من صفات الخير التي نادى بها الفلاسفة والحكماء وجاء بها الأنبياء العظماء، إذاً حقيقة الدين ولبّه وأساسه هي المعاملة الحسنة بينك وبين الناس والسعي في مساعدتهم وإسعادهم وإدخال السرور على قلوبهم.
وأضاف الروبي، عبر فيديو نشره عبر صفحته الرسمية علب فيسبوك: أما معني المسغبة التي ورد في الآية الكريمة "أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ"، فمعناها المجاعة في يوم شديد والناس الفقراء أحوج ما يكونون إلى مد يد العون لهم بالطعام والشراب والرحمة. وأما معنى "أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ" أي ان المسكين الذي لا يملك من الدنيا شيئا لا يملك إلا التراب ومكث على التراب ولا يملك شيئا من متطلبات الحياة، فحينما يمد الإنسان اليه يد العون فعليك ان تعلم ان هذا العمل الطيب سيكون في موازين حسناتك في الدنيا والآخرة. محتوي مدفوع إعلان
تاريخ النشر: الثلاثاء 14 رجب 1443 هـ - 15-2-2022 م التقييم: رقم الفتوى: 453724 1907 0 السؤال أنا رجل أمتلك الكثير من المال -ولله الحمد-، وأريد أن أتصدّق، والوضع في بلاد المسلمين صعب للغاية، وكثير من المسلمين لا يجدون ما يأكلون، وقد رأيت أن أفضل باب للصدقة إطعام الفقراء والمساكين، فهل ما فكّرت فيه صحيح، أم إن هنالك أبوابًا أخرى للصدقة أعظم أجرًا مما رأيت؟ مع ذكر بعض الأبواب الأخرى إن وجدت. وهل الأفضل إطعام الفقراء في بلدي أم إطعام المسلمين في الدول النائية؟ مع العلم أن المسلمين في الدول النائية أشد حاجة لهذا الطعام، وهذه الصدقة. نفع الله بكم الأمة.
رضيَ اللهُ عنهم أجمعين. وعلى هديِهم سارَ المنفِقونَ الموفّقون. فقد كَانَ أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ رحمه اللهُ تعالى إِذَا أَمْسَى تَصدَّقَ بِمَا فِي بَيْتِهِ مِنَ الفَضْلِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ ثُمَّ قَالَ: اللهمَّ مَنْ مَاتَ جُوْعاً فَلاَ تُؤَاخِذْنِي بِهِ، وَمَنْ مَاتَ عُرْياً فَلاَ تُؤَاخِذْنِي بِهِ. وفي ليلةٍ شاتيةٍ تصدّقَ محمدٌ المالكيُّ بقيمةِ غَلّةِ بستانِهِ كلِّها وكانت مئةَ دينارٍ من الذّهبِ وقال: ما نمتُ الليلةَ غمًّا لفقراءِ أمّةِ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم. وجاءَ رجلٌ من أهلِ الشّامِ فقالَ دلّونِي على صفوانَ بنِ سُلَيْم، فإنّي رأيتُه أيْ في المنامِ دخلَ الجنّةَ في قميصٍ كساه مسكينًا. فدلُّوه عليه فقال: أخبرْني عن قصّةِ القميص، فأبى أنْ يُخبرَه، فتحمَّل عليه بأصحابِه، فلم يزالوا به حتى قالَ لهم: خرجتُ ذاتَ ليلةٍ باردةٍ إلى المسجدِ في السَّحَر، فإذا مسكينٌ يرتعدُ من البرد، ولم يكنْ لي قميصٌ غيرَ الذي كانَ عليّ، فنزعتُ قميصي فكسوتُه إيّاه، فأدخلَه اللهُ الجنّةَ بذلك القميص. قالَ عليه الصّلاةُ والسّلام: أيُّما مسلمٍ كسا مسلمًا ثوبًا على عُرْيٍ كساه اللهُ من خُضَرِ الجنَّةِ.
فالعمل، وإن كانت صورته واحدة، يتفاوت بتفاوت الأحوال. قال تعالى: ( لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا). ثم بيَّن نوع المطعم، فقال: ( يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ) وهذا يبين، أيضاً، أن الإطعام كما أنه يتفاوت من جهة الحال، يتفاوت من حيث المطعم، فيعظم الأجر بكون ذلك الإطعام ليتيم تربطك فيه صلة قرابة، أو مسكين أسكنته الفاقة. واليتيم: من مات أبوه، ولم يبلغ الحلم. فإذا كان ذا مقربة زاد الثواب؛ لأن الصدقة على القريب، صدقة، وصلة. والأقربون أولى بالمعروف، وابدأ بنفسك ومن تعول. فهذا يدل على فضل النفقة على القريب المحتاج، وأنه يقدم على غيره، ولهذا سوغ العلماء إخراج الزكاة عن البلد لقريب في بلد أخر. والمسكين: هو من أسكنته الحاجة، يعني: خفضته، فتجد الفقير، صاحب الحاجة، يشعر بالضعة، والانحطاط، بخلاف الغني، المكتفي، الذي يشعر بالزهو، والترفع. واختلفت عبارات المفسرين في معنى متربة: فقيل أي: لصوق بالتراب، لشدة فقره، كما يقول الناس عن الفقير المدقع: ما عنده إلا التراب!