الحمد لله. أولا: هذا الأثر أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (30432)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (259)، (265)، من طريق إسرائيل، عن الحجاج بن دينار، عن الحكم بن حجل الأزدي، عن رجل من قومه، عن علي رضي الله عنه، قال: "من "قرأ قل هو الله أحد" عشر مرات في دبر صلاة الغداة، لم يصل إليه في ذلك اليوم ذنب، وإن جهد الشيطان". وإسناده ضعيف، فيه رجل لم يسم. ويروى هذا الأثر من طريقين آخرين تالفين منكرين: الأول: أخرجه الحسن الخلال في "فضائل سورة الإخلاص" (44)، من طريق محمد بن مناذر الشاعر، عن إسرائيل، عن الحجاج بن دينار، عن الحكم بن حجل، عن علي بن أبي طالب به. وهذا الطريق تالف جدا، فيه " محمد بن مناذر الشاعر ". ترجم له ابن حبان في "المجروحين" (2/271)، فقال: " كَانَ مَاجِنًا مظْهرا للمجون، لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْذر يَقُول سَمِعت عَبَّاس بن مُحَمَّد يَقُول سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول، وَذكرت لَهُ شَيخا كَانَ يلْزم ابن عُيَيْنَة يُقَال لَهُ بن مناذر، فَقَالَ: أعرفهُ كَانَ يُرْسل العقارب فِي الْمَسْجِد الْحَرَام حَتَّى تلسع النَّاس، وَكَانَ يصب المداد فِي اللَّيْل فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يَتَوَضَّئُونَ مِنْهَا حَتَّى يسود وُجُوه النَّاس، لَيْسَ يَروي عَنهُ رجل فِيهِ خير. "
إعراب القرآن الكريم: إعراب سورة الإخلاص: الآية الأولى: قل هو الله أحد (1) قل هو الله أحد فعل وفاعل ضمير الشأن: مبتدأ لفظ الجلالة مبتدأ خبر خبر لضمير الشأن مقول القول استئنافية قل: فعل أمر مبني على السكون. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. هو: ضمير الشأن مبني على الفتح في محل رفع مبتدإ. الله: لفظ الجلالة مبتدأ ثان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. أحد: خبر للفظ الجلالة مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. وجملة "الله أحد" في محل رفع خبر لضمير الشأن هو. وجملة "هو الله أحد" في محل نصب مقول القول. وجملة "قل هو.. " استئنافية لا محل لها من الإعراب. تفسير الآية: قل -أيها الرسول-: هو الله المتفرد بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات، لا يشاركه أحد فيها. التفسير الميسر
تدور السورة حول إثبات الكمال لله تعالى ونفي أي نقص عنه وتهدف السورة إلى ترسيخ أول أصل أركان الإسلام وهو التوحيد، حيث بعث الله سبحانه وتعالى الأنبياء كلهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم لدعوة الناس إليه وإخراجهم من الظلمات والشرك. فضل سورة الإخلاص سوره الاخلاص من أعظم سور القرآن الكريم، حيث أنها تشمل توحيد الله تعالى وتوحيد أسمائه وصفاته، حيث وردت الكثير من الأحاديث التي تدل على عظمة السورة ومن أفضالها: تعادل ثلث القرآن الكريم في المعنى والفضل والأجر، والدليل على ذلك رواه عن أبي هريرة رضى الله عنه (أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ في لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالوا: وكيفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالَ: قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ)، بمعني قراءتها لا تجزىء الإخلاص فهي تساوي ثلث القرآن في الفضل والثواب ولا تساوي ثلثه في الأجزاء أو في الاستغناء عن قراءتها. حبها سبب محبة الله تعالى قالت عائشة -رضي الله عنها (أنَّ النبيَّ – صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بَعَثَ رَجُلًا علَى سَرِيَّةٍ، وكانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ في صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلكَ للنبيِّ – صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقالَ: سَلُوهُ لأيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ؟، فَسَأَلُوهُ، فَقالَ: لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وأَنَا أُحِبُّ أنْ أقْرَأَ بهَا، فَقالَ النبيُّ – صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أخْبِرُوهُ أنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ).
هذه السورة كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ بها في الركعة الثانية في سنة الفجر ، وفي سنة المغرب، وفي ركعتي الطواف، وكذلك يقرأ بها في الوتر، لأنها مبنية على الإخلاص التام لله، ولهذا تسمى سورة الإخلاص. محمد بن صالح العثيمين كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء وأستاذا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 315 35 759, 678
ويعد سر هذا الدعاء هو التحرر، بأن تُحرر النفس والقلب من الهموم والمخاوف وحماية النفس من التعلق بغير الله سبحانه وتعالى أي عدم الشرك بالله، والتحرر من محور الذات إلى الله عز وجل والتوكل عليه في كل شئ والإيمان به وحده وبوجوده دون أن تراه، والإيمان بالقدر سواءًا خيره أو شره.
الله الصمد الصمد تعني الغني عما خلق وخلقه فقراء إليه محتاجون له، ودليل ذلك عما رواه عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: "يعني الذي يصمد إليه الخلائق في حواجهم ومسائلهم". لم يلد ولم يولد هذا إثبات بأن الله سبحانه وتعالى لا بداية لوجوده ولا انتهاء، حيث ليس له والد ولا ولد، فإذا الولادة دليل على استحداث الشيء، والتوليد دليل على الفناء لإبقاء جنس معين، وأثبت الله تعالى في هذه الآية أنه باقي لا يزول. علّق النسفي -رحمه الله- قائلاً: "لأنه لا يجانس حتى تكون له من جنسه صاحبة فيتوالدا". لم يكن له كفوا احد يعني لا يكافئه أحد، حيث نفي التشبيه المشابهة له، فليس كمثله شيء. مواضيع وأهداف سورة الإخلاص وضحت سورة الإخلاص بعض الأهداف وتشير إلى أحد أصول الدين وهو توحيد الله سبحانه وتعالى بالأسماء والصفات، حيث بين الله صفاته بأنه واحد لا شريك له ولا نظير ولا شبيه ولا صاحب ولا ولد ولا والد، إذا لم يلد ولم يولد. كما أوضح بأنه الصمد الذي يفتقر إليه في جميع الحاجات، وبين علماء الدين احتواء سورة الإخلاص التوحيد الاعتقادي، حيث أظهر ما يجب إثبات لله تعالى من الصفات مثل الوحدانية والصمدية وجميع صفات الكمال وصفات النقص والعجز كاتخاذ الصاحب والولد، كما نفى كفء الذي يقتدي به في التشبيه.