إغلاق الإعلان وسيلة دعم للموقع عند الضغط عليه ومحتواه عشوائي لا يمثلنا عربي - نصوص الآيات عثماني: عربى - نصوص الآيات: لكل نبإ مستقر ۚ وسوف تعلمون عربى - التفسير الميسر: لكل خبر قرار يستقر عنده، ونهاية ينتهي إليها، فيتبيَّن الحق من الباطل، وسوف تعلمون -أيها الكفار- عاقبة أمركم عند حلول عذاب الله بكم. السعدى: { لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ} أي: وقت يستقر فيه، وزمان لا يتقدم عنه ولا يتأخر. { وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} ما توعدون به من العذاب. الوسيط لطنطاوي: ثم ختم هذا التهديد بقوله- تعالى- لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ. قال الراغب: «النبأ: خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظن ولا يقال للخبر نبأ حق يتضمن هذه الأشياء الثلاثة». والمستقر: وقت الاستقرار. أى: لكل خبر عظيم وقت استقرار وحصول لا بد منه، وسوف تعلمونه في المستقبل عند حلوله بكم متى شاء الله ذلك، قال- تعالى- وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ. وبذلك تكون الآيات الكريمة قد ساقت ألوانا من قدرة الله، وهددت المعاندين في كل زمان ومكان بسوء المصير. البغوى: ( لكل نبأ) خبر من أخبار القرون ( مستقر) حقيقة ومنتهى ينتهي إليه فيتبين صدقه من كذبه وحقه من باطله ، إما في الدنيا وإما في الآخرة ، ( وسوف تعلمون) وقال مقاتل: لكل خبر يخبره الله وقت [ وقته] ومكان يقع فيه من غير خلف ولا تأخير ، وقال الكلبي: [ لكل] قول وفعل حقيقة ، إما في الدنيا وإما في الآخرة وسوف تعلمون ما كان في الدنيا فستعرفونه وما كان في الآخرة فسوف يبدو لكم.
لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون النبأ هو الخبر العظيم الذي يكون ذا فائدة، وله واقع مصدق يفيد علما يقينيا، أو علما ظنيا، ولذلك يقال عن الأخبار المتواترة إنها أنباء، ومن ذلك قوله تعالى: تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ومستقر هي مصدر مسمى بمعنى استقر، أو اسم زمان بمعنى زمان يستقر. ومعنى الاستقرار مأخوذ من القرار بمعنى الثبوت والتحقق والوجود، فالمؤدى اللفظي للنص الكريم: لكل خبر عظيم، بالإنذار أو التبشير; زمان يكون فيه، ويتحقق مضمونه، والمؤدى العام; أن أولئك الذين كذبوا بالحق لما جاءهم، قد جاءتهم الأنباء بالنذر، وجاءت المؤمنين الأنباء بما سيجدون من نعيم مقيم، وجنات عدن خالدين فيها، وإنه نبأ في الدنيا، أو في الحاضر، وتحققه ومستقره في القابل، وستجدون حقيقته ثابتة معلومة علم اليقين بالمشاهدة المحسوسة، وكذلك قال تعالى: وسوف تعلمون أي: من المؤكد، أنكم ستعلمونه علم اليقين والاستقرار والوجود. وقد يرد سؤال: أليس في ذكر القرآن الكريم وإنذار النبي -صلى الله عليه وسلم- ما فيه العلم اليقيني أو ما من شأنه تكوين العلم اليقيني; فلا علم أعلى منه، كما قال تعالى بعد هذه البينات: وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ؟ والجواب عن ذلك: أن العلم الذي قامت أسبابه بإنذار الله تعالى الصادق صدقا لا يرتاب فيه عاقل هو علم الإخبار، أما العلم الذي يكون عند نزول العذاب، فهو علم المعاينة والمشاهدة، والنزول بهم، حيث لا مجال للمراء، ولا للمباهتة والتكذيب.
لكل نبإ مستقر - YouTube
وقوله ـ تعالى ـ أو يلبسكم شيعا» أى: يخلطكم فرقا مختلفة الأهواء، متباينة المشارب، مضطربة الشئون، كل فرقة تتبع اماما لها تقاتل من سواها، فيزول الأمن ويعم الفساد ولفظ «شيعا» جمع شيعة وهم الاتباع والأنصار، وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة وقوله ـ سبحانه ـ: « ويذيق بعضكم بأس بعض» معطوف على ماقبله. أى: ويسلط بعضكم على بعض بالقتل والخصام، لأن من عواقب ذلك اللبس التقاتل والتصارع. وفى هاتين الجملتين وهما قوله ـ تعالى: «أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض» تصوير مؤثر للعذاب الذى يذوقه الناس بحواسهم، اذ يجعلهم ـ سبحانه ـ شيعا وأحزابا غير منعزل بعضها عن بعض، فهى أبدا فى جدال وصراع، وفى خصومة ونزاع، وفى بلاء يصبه هذا الفريق على ذاك، وذلك أشنع ماتصاب به الجماعة فيأكل بعضها بعضا ثم ختمت الآية الكريمة بهذا التعبير الحكيم «انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون» أى انظر وتدبر أيها الرسول الكريم ـ كيف ننوع الآيات والعبر والعظات بالترغيب تارة، وبالترهيب أخرى، لعلهم يفقهون الحق، ويدركون حقيقة الأمر، فينصرفوا عن الجحود والمكابرة، ويكفوا عن كفرهم وعنادهم. هذا، وقد ساق الامام ابن كثير ـ رحمة الله ـ عقب تفسيره لهذه الآية جملة من الاحاديث، منها: ما أخرجه الامام مسلم فى صحيحه عن سعد بن أبى وقاص ـ رضى الله عنه ـ انه قال: أقبلت مع النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات يوم من العالية، حتى اذا مر بمسجد بنى معاوية دخلفركع ركعتين وصلينا معه، ودعا ربه طويلا ثم انصرف الينا فقال: سألت ربى ثلاثا فأعطانى اثنتين ومنعنى واحدة سألت ربى أن لايهلك امتى بالسنة ـ أى بالجدب ـ فأعطانيها، وسألته ان لايهلك امتى بالغرق فاعطانيها وسألت ربى ان لايجعل بأسهم بينهم فمنعنيها.
ولو بُعث الشاطبي من مرقده لصُعق مما تقوم به جماعات الإعجاز المعاصرة من عسف للنصوص وتكلف في تأويلها، مما يتجاوز بها،لا مقاصدها الشرعية فحسب، بل يتجاوز بها حتى معهود العرب اللغوي نفسه الذي لا يُفهم القرآن إلا من خلاله!. ( يتبع)