بل بلغ التعجب بهؤلاء أنْ صَنَعُوا من شَعرِهم صورًا بشعة لحشرات مُرْعبة، وحيوانات مَخوِّفة، وجماجم مُقزِّزة، وارتأى بعضُهم أن يرسم وجوه نجوم الفن، ومشاهير الرياضة، وأبطال الأفلام والمسلسلات، ومتزعِّمي الحروب، وذهب بعضُهم إلى رسم علامات ورموز تُشير إلى مذهب فكري معين، أو تصوُّر عَقَدي. بل لم يكتفِ بعضُ الحلَّاقين باستعمال المقصِّ والموسى، حتى خرج علينا مَنْ يحلق بإشعال النار في رأس المحلوق، ومَنْ يستعمل السواطير والسيوف والمطارق والمناشير في إزالة الشعر، ومَنْ يُفضِّل الحَلْق باستعمال الشمع، وغير ذلك من الأغاريب. جريدة الرياض | قصات شعر غريبة بين الجنسين.. «شكلك مو حلو»!. وزادوا الصيحة تكثيفًا حين استعملوا الألوان، الأحمر منها والأزرق والأخضر والبنفسجي وغيرها، فرسموا على رؤوسهم خرائط البلدان، والسهول والجبال ومسيل الوديان، والزخارف المزركشة بخليط الألوان، وغير ذلك من أعاجيب هذا الزمان. واختلطت كل هذه الوصفات الغريبة، بوضْع أعراف مصبوغة مرفوعة، تشبُّهًا بالدِّيَكة، أو ذيول خلفية مُنسابة كذيول الأحْصِنة، أو تعاقيص فوقية مكوَّمة كأسنمة الجمال المائلة. وربما حلقوا النصف الأيمن من الرأس وتركوا الأيسر، أو حلَقُوا الأيسر وتركُوا الأيمن، أو حلَقوا الجانبين وتركوا الأعلى، أو حلَقُوا الوسط وتركوا الأطراف، أو حلَقُوا القافية وتركوا الناصية، أو حَلَقُوا الناصية وتركوا القافية.
النوع الثاني: حلق الرأس للحاجة، مثل أن يحلقه للتداوي، فهذا أيضًا جائزٌ بالكتاب والسُّنَّة والإجماع، فإن الله رخَّص للمُحْرِم الذي لا يجوز له حَلْقُ رأسِه أن يحلقه إذا كان به أذًى.
فاللهُ يحمينا ويحفظُ ديننا من شَِّر كُلِّ مُعاندٍ سَخَّابِ ويُؤيِّدُ الدِّينَ الحنيفَ بعُصْبةٍ مُستمسكِين بسُنَّةٍ وكِتابِ لا يأخُذُونَ برأيهم وقِياسِهم ولهُمْ إلى الوحْيَينِ خيرُ مئابِ لا يشربُونَ من المكَدَّر إنَّما لهم الْمُصفَّى من ألذِّ شرابِ قد أخْبَرَ المختارُ عنهم أنَّهم غُرَباءُ بَيْنَ الأهْلِ والأصْحابِ سَلَكُوا طَريقَ التابعينَ على الهُدَى ومَشَوا على مِنْهاجِهم بصَوابِ