في عام 1962 وقف الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا أمام المحكمة بعد اعتقاله من قبل الحكومة العنصرية التي كانت تحكم البلاد آنذاك وقال في خطابه الشهير إنني أكره التمييز العنصري وتؤيدني في كراهيتي تلك الغالبية الساحقة من البشرية التي تمقته أيضا. بتلك الكلمات استطاع ذلك الزعيم رفض العنصرية التي كانت تمارس ضد الملونيين في بلاده وبدأ مرحلة النضال ضد تلك العنصرية القائمة على التمييز العرقي ضد أصحاب البشرة السوداء وتحكم البيض بموارد البلاد وثرواتها لكن ليس بالضرورة أن يكون التمييز في اللون والعرق ولكن قد يكون التمييز بين الأشقاء الذين تربطهم رابطة تاريخية كما الحال في العنصرية التي تستهدف اللاجئيين السوريين في لبنان. لماذا السوريين شديدي البياض - نور المعرفة |سؤال و جواب | تبادل المعرفة. قد يتحدث البعض أن السوريين ليسوا سكانا أصليين ولا نستطيع مقارنتهم بحالة التمييز في جنوب أفريقيا ولكن إن نظرنا إلى أوجه التشابه التي تمتلكها التجربتان نستطيع أن نستخلص أن ما يحدث في لبنان هو تمييز عنصري بحت يطال اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية. تميز النظام العنصري في جنوب أفريقيا بسمات عديدة منها التفرقة في المساكن والشوارع وحتى دور السينما والحمامات العامة فكانت هناك لافتات تشير إلى أن هذا المكان مخصص للبيض فقط ولا يسمح للسود بدخوله وإلا تعرضوا لأبشع أنواع الضرب والسجن وأحيانا إلى القتل دون ملاحقة من قبل السلطة القضائية التي يتحكم بها النظام العنصري بشكل كامل.
لذا ينبغي على المرأة التحلي بالصبر حتى يتحقق حلمها. لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك": إضغط هنا لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك": إضغط هنا لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب": إضغط هنا
سياسة التمييز العنصري في لبنان ضد السوريين تأخذ نفس المنحى فنحن نرى أن بعض البلديات اللبنانية منعت دخول السوريين إلى المطاعم ومنعتهم من العمل أيضا وكذلك قاموا بتعليق لافتات تمنع تجول السوريين بعد ساعات محددة من الليل وإلى الصباح وكأن حظرا للتجوال يفرض عليهم ومهددين المخالفين بأشد العقوبات والتي قد تصل أحيانا إلى القتل دون ملاحقة تذكر. " استطاع نيلسون مانديلا بعد 27 عاما من السجن انتزاع الاعتراف الدولي بحرية السود من القوانين العنصرية وتغيير الدستور لكي يتوافق مع الديمقراطية والاعتراف بحرية الإنسان وعدم التمييز بين البشر " وضع النظام العنصري في جنوب أفريقيا ديمغرافية جديدة للبلاد عن طريق فصل الأحياء التي يقطنها البيض عن تلك التي يقطنها السود واضعا سياجا وحرسا أمام الحاضرة البيضاء المزدهرة والتي تحتوي على جميع الخدمات الطبية والحدائق والمدارس بينما ألقي بالسود في أطراف تلك المدن ضمن أحياء عشوائية قذرة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة ومانعا السود من دخول المدارس الفاخرة وحتى بعض المدن بشكل كامل. كذلك الحكومة اللبنانية التي يتحكم بجيشها وأجهزتها الأمنية ميليشيا حزب الله المصنفة إرهابية والمعادية للشعب السوري والمتهمة بجرائم حرب والتي تقود مع بقية التيارات العنصرية داخل الحكومة اللبنانية حملة شعواء تجاه المخيمات التي يقطنها اللاجئون السورييون على الحدود مع سوريا.
وبالنسبة إلى إبراهيم وجايمس اللذين أصرا على العودة لاستكمال دراستهما في أوكرانيا بعد الحرب، بدت "القارة الأوروبية كأنها لم تتقدم، بل تعيش على عنصرية مكتومة". ما واجهه أكثر من 12 ألف طالب أجنبي في رحلة هروبهم من أوكرانيا إلى البلدان الحدودية، هو تصريح الأوروبيين بأنهم يمنحون أولوية لاستقبال الأوكرانيين، وتبرير تمييزهم "مواطني الطرف الثالث"، أي غير الأوروبيين والأوكرانيين. كذلك رافقت تغطية صحافية "معيبة بكلّ معنى الكلمة" اللاجئين الروس الذين وصل بعضهم من أوكرانيا إلى دول الجوار، كما يذكر الباحث الدنماركي في سياسات الهجرة الأوروبية، سفيند غراوسغورد لـ"العربي الجديد"، ويقول: "بثت التغطية الصحافية غير المتوازنة لحركة الهروب واللجوء انطباعاً أثار الاشمئزاز عن هؤلاء الذين يشبهوننا (الأوكرانيون) من خلال تعابير تعكس سياسة عامة مستمرة في أوروبا منذ أزمة اللاجئين عام 2015". الصورة واجه بعض الملونين تمييزاً على متن قطارات (بياتا زاورزيل/ Getty) "البيض وغير البيض" سارع الاتحاد الأوروبي إلى استقبال أكثر من مليون لاجئ من أوكرانيا، بينما "غصّ" ببضعة آلاف من "مواطني الطرف الثالث"، وبعضهم أرادوا فقط مواصلة طريقهم إلى بلدانهم الأصلية، وأحدهم المصري عبد السلام حسن الذي يدرس هندسة الميكانيك في جامعة بمدينة خاركيف، قبل أن يضطر إلى مغادرتها مع اشتداد القصف الروسي، ومحاولة القوات الغازية الروسية تطويقها.