وحتى يعتبر الناس بهذه السنة أبقى الله سبحانه وتعالى عقوبات الظالمين المشركين آثارا يراها الناس كلَّمَا مرّوا عليها ولعلها تكون عبرة لهم { وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ} [العنكبوت: 38]. إنها سنة أيضا أن عاقبة المكذبين المجرمين الهلاك { والدمار قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِين} [آل عمران: 137]، وقال تعالى { وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِين} [فاطر: 43] وقال: { إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [العنكبوت: 34]، إنه مشهد لقرية أسلمها الفسق إلى الخراب، والقرآن يعرض هذا المشهد ليقدّم نموذجا عن المصير الذي ينتظر من يفسق عن أمر ربه. ومِنَ العِبَر الواضحة المعروفة في تاريخنا أنَّ الذين شاركوا في قتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه انتقَمَ الله منهم في الدنيا من أمثال: جهجاه بن سعيد الغفاري، وحرقوص بن زهير السعدي، وحكيم بن جبلة العبدي، وعمير بن ضابئ وكنانة بن بشر، وأما قتلة الحسين رضي الله عنه فقد سلَّطَ الله عليهم المختار بن أبي عبيد الثقفي حيث تتبَّعَهم في دورهم في الكوفة وهدم عليهم بيوتهم أو قتلهم.
فاصبر إن العاقبة للمتقين - YouTube
والعاقبة للتقوى أَمَّا بَعدُ، فَأُوصِيكُم - أَيُّهَا النَّاسُ - وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُوهُ ﴿ وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ ﴾.